رام الله - معا - أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني نفذه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، تأييد غالبية قوامها (66%) توجه القيادة الفلسطينية والمجموعة العربية إلى مجلس الامن لاستصدار قرار يضع اطارا زمنيا لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما عارض ذلك 22%.
وفي سياق آخر، فقد صرحت غالبية قدرها (58%) بأن الشعب الفلسطيني أبعد الآن عن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة بالمقارنة مع قبل عقدين من الزمن، مقابل 33% صرحوا بأن الشعب الفلسطيني أقرب الآن إلى ذلك.
وأظهرت النتائج استقرارا في التقييم الايجابي لأداء الرئيس محمود عباس مقارنة مع استطلاع تشرين الأول 2014 حيث قيم 38% أداءه بالإيجابي، كما شهد التقييم الايجابي لأداء خالد مشعل استقرارا مماثلا، فقد قيم 35% أداءه بالايجابي. كما أن المستطلعين يرون بالرئيس محمود عباس الخيار الأول لقائد فلسطيني قادر على تحقيق واقامة حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ويتبعه كل من خالد مشعل وإسماعيل هنية ومروان البرغوثي ومحمد دحلان على التوالي.
وجاءت هذه النتائج ضمن استطلاع أجري بتاريخ 30 كانون الأول 2014 ولغاية 1 كانون الثاني 2015 تزامن مع الفترة التي كان ينظر فيها إلى الطلب المقدم من قبل القيادة الفلسطينية والمجموعة العربية لمجلس الأمن بهدف استصدار قرار يقضي بوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية، وأيضا فقد جاء الاستطلاع بعد مضي حوالي ثلاثة شهور على توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي استمر 51 يوما آنذاك مخلفا وراءه آلاف الشهداء والجرحى والمنكوبين الذين تتولى صيحاتهم وعذاباتهم يوما تلو الأخر.
هذا وأجري الاستطلاع ضمن عينة عشوائية تم اختيارها بشكل علمي ومكونة من 1200 من البالغين الفلسطينيين من كلا الجنسين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمن نسبة خطأ +3%. وأجري الاستطلاع تحت إشراف الدكتور نادر سعيد– فقهاء، مدير عام أوراد. النتائج التفصيلية متاحة للأفراد المهتمين، وللمؤسسات، ولوسائل الإعلام على الموقع الالكتروني للمركز على
http://www.awrad.org)). وفيما يلي أهم النتائج :
1. تقييم أداء القيادات الفلسطينية
أظهرت نتائج الاستطلاع استقرارا في التقييم الايجابي لأداء الرئيس محمود عباس مقارنة مع نتائج استطلاع تشرين الأول 2014، حيث قيم 38% أداء الرئيس بأنه إيجابي، وبلغ تقييمه المتوسط 28%. وكذلك فقد استقر تقييمه السلبي على 30%. ومن حيث المنطقة الجغرافية، تظهر النتائج تقاربا في التقييم الايجابي لأداء الرئيس بين الضفة وغزة حيث بلغ في غزة 41%، بينما بلغ في الضفة 37%.
أما بالنسبة لأداء خالد مشعل، فتظهر النتائج نمطا مشابها حيث استقر تقييمه الايجابي مقارنة مع الاستطلاع الماضي على 35%، وكذلك بالنسبة لتقييمه المتوسط حيث استقر على 29%. وأيضا فقد استقر التقييم السلبي لمشعل على 29%. أما جغرافيا، فتظهر النتائج تقاربا في التقييم الايجابي لأداء مشعل بين الضفة وغزة، حيث بلغ في غزة 36%، بينما بلغ في الضفة 34%.
أما بالنسبة للأداء العام لباقي القيادات الفلسطينية فجاء تقييمهم في هذا الاستطلاع على النحو التالي:
• مروان البرغوثي: قيم 50% أداء مروان البرغوثي بأنه ايجابي، وقيمه 27% بأنه متوسط، و10% بأنه سلبي. ومن حيث المنطقة الجغرافية، فقد بلغ تقييمه الايجابي (59%) في قطاع غزة، بينما في الضفة الغربية (44%).
• إسماعيل هنية: قيم 34% أداء إسماعيل هنية بأنه ايجابي، وقيمه 32% بأنه متوسط، و29% بأنه سلبي، وجغرافيا بلغ تقييمه الايجابي (34%) في الضفة الغربية، بينما بلغ في قطاع غرة (35%).
• سلام فياض: قيم 17% أداء سلام فياض بأنه ايجابي وقيمه 30% بأنه متوسط، و46% بأنه سلبي، وجغرافيا بلغ تقييمه الايجابي (22%) في قطاع غزة، بينما بلغ (14%) في الضفة الغربية.
• مصطفى البرغوثي: قيم 26% أداء مصطفى البرغوثي بأنه ايجابي، وقيمه 40% بأنه متوسط، و24% بأنه سلبي، وجغرافيا بلغ تقييمه الايجابي (29%) في قطاع غزة، بينما بلغ (24%) في الضفة.
• رامي الحمدالله: قيم 30% أداء رامي الحمدالله بأنه إيجابي وقيمه 35% بأنه متوسط، و25% بأنه سلبي، وجغرافيا بلغ تقييمه الايجابي (36%) في قطاع غزة، بينما بلغ (27%) في الضفة الغربية.
2 .الأداء الحكومي
مقارنة مع الاستطلاع الماضي، تظهر النتائج ارتفاعا في مستوى الثقة بحكومة رامي الحمدالله مقارنة مع حكومة يرأسها إسماعيل هنية، حيث حصلت الأولى على ثقة 41% من المستطلعين، والثانية على 31%. وعندما سألنا المستطلعين عن أي الحكومتين يختارون لإدارة المنطقة التي يعيشون فيها، اختار 43% حكومة الحمدالله، بينما اختار 29% حكومة هنية و24% لا يختارون أيا من الحكومتين.
وارتباطا بموضوع الاعمار في قطاع غزة ودور الحكومة، يعتقد 25% بأن حكومة التوافق الوطني قادرة على إعادة اعمار قطاع غزة، ويعتقد 38% بأن الحكومة قادرة على ذلك (إلى حد ما)، بينما يعتقد 32% بأنها غير قادرة على ذلك.
سكان غزة الأكثر إيجابية تجاه حكومة الحمدالله
تظهر النتائج وجود فجوة بين سكان غزة حول مستويات ثقتهم بحكومتي الحمدالله وهنية حيث أن الثقة الأكبر بحكومة الحمدالله، في حين أن هذه الفجوة أخذت بالذوبان بين سكان الضفة على الرغم من أن الثقة الأكبر لصالح حكومة هنية والدليل على ذلك ما يلي:
- عندما سألنا سكان غزة عن مستوى الثقة بحكومة رامي الحمدالله مقارنة مع حكومة يرأسها إسماعيل هنية، صرح 53% منهم بأنهم يثقون بحكومة الحمد الله بينما صرح 27% منهم بانهم يثقون بحكومة هنية، اما بالنسبة لسكان الضفة، فقد صرح 34% منهم بأنهم يثقون بحكومة هنية، بينما صرح 33% بأنهم يثقون بحكومة الحمدالله.
- وعندما سألنا سكان غزة عن أي الحكومتين يختارون لإدارة المنطقة التي يعيشون فيها فقد تكرر نفس السيناريو، حيث صرح 53% بأنهم يختارون بقيادة حكومة الحمدالله، بينما صرح 28% منهم بأنهم يختارون حكومة بقيادة هنية. أما بالنسبة لسكان الضفة، فقد صرح 36% بأنهم يختارون حكومة الحمدالله، بينما صرح 29% منهم بأنهم يختارون حكومة بقيادة هنية.
- عندما سألنا سكان غزة عن دور الحكومة في اعادة الاعمار، صرح 34% منهم بان حكومة التوافق الوطني قادرة على إعادة اعمار قطاع غزة، ويعتقد 32% منهم بأن الحكومة قادرة على ذلك (إلى حد ما)، بينما يعتقد 33% بأنها غير قادرة على ذلك. أما عندما سألنا سكان الضفة، فقد صرح 19% منهم بأن الحكومة قادرة على إعادة اعمار قطاع غزة، ويعتقد 42% منهم بأن الحكومة قادرة على ذلك (إلى حد ما)، بينما يعتقد 31% بأنها غير قادرة على ذلك.
3.ما بعد العدوان على قطاع غزة
بعد مضي ثلاثة شهور على انتهاء العدوان على قطاع غزة ومقارنة مع الاستطلاع السابق، فلم تحدث أي تغيرات تذكر فيما يتعلق بمرحلة ما بعد العدوان على غزة، حيث لا تزال غالبية (56%) تعتقد بأن الفلسطينيين خرجوا منتصرين في هذه الحرب. وفي المقابل، اعتبر 5% أن اسرائيل قد انتصرت. ولكن عندما سألنا المستطلعين عن المتضرر الأكبر بعد العدوان، تظهر النتائج انخفاضا في نسبة الذين يعتقدون بأن الفلسطينيين الأكثر تضررا حيث انخفضت النسبة من 57% في الاستطلاع السابق إلى 52% في الاستطلاع الحالي، بينما ارتفعت نسبة الذين يعتقدون بأن اسرائيل الأكثر تضررا من 14% في الاستطلاع السابق إلى 18% في الاستطلاع الحالي.
كما سألنا المستطلعين عن رأيهم فيما يتعلق بالتعامل مع موضوع وقف اطلاق النار وما تبعه من محاولات لتسوية الأوضاع في قطاع غزة، حيث أظهرت النتائج ارتفاعا في الاتفاق مع نهج الرئيس عباس في ذلك الشأن (بمقدار 3 نقاط)، من 34% في استطلاع تشرين الأول الماضي إلى 37% في الاستطلاع الحالي، أما بالنسبة لنهج حماس في التعامل مع موضوع إطلاق النار، فإن النتائج تظهر تراجعا مقداره (نقطتين)، من 36% في الاستطلاع الماضي إلى 34% في الاستطلاع الحالي.
4.خطوة التوجه إلى مجلس الأمن لوضع إطار زمني لإنهاء لاحتلال
بالنسبة لسعي القيادة الفلسطينية والمجموعة العربية إلى تقديم مشروع قرار إلى مجلس الامن خاص بوضع إطار زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي عن الاراضي الفلسطينية، صرحت غالبية قوامها 66% بأنها تؤيد هذا المسعى، في حين صرح 22% بأنهم يعارضون ذلك، وحوالي 12% صرحوا بانهم لا يعرفون. ومن ناحية جغرافية فقد جاءت النتائج متقاربة جدا بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
5.الابتعاد أكثر عن تحقيق حلم الدولة
بعد مرور 20 عاما على اتفاق أوسلو، سألنا المستطلعين عن توقعاتهم بتحقيق حلم الدولة، حيث صرح 58% بأن الشعب الفلسطيني أبعد الآن عن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة بالمقارنة مع قبل عقدين من الزمان، مقابل 33% صرحوا بأن الشعب الفلسطيني أقرب الآن إلى ذلك، و9% لا يعرفون. ومن ناحية جغرافية، تظهر النتائج بأن سكان الضفة الغربية الأكثر اعتقادا بأن الفلسطينيين أبعد الآن عن تحقيق الدولة مقارنة مع سكان غزة، حيث جاءت النتائج 61% و53% على التوالي.
6. تقييم وشعبية الفصائل
تظهر نتائج الاستطلاع أن حركة فتح ارتفعت شعبيتها على نحو طفيف من 32% في الاستطلاع السابق إلى 38% في الاستطلاع الحالي، بينما انخفضت شعبية حماس من 25% في الاستطلاع الماضي إلى 21% في الاستطلاع الحالي. أما بالنسبة لبقية الأحزاب، فتحصل الجبهة الشعبية على 3%، وتتبعها الجهاد الاسلامي بحصولها على 2% والمبادرة الفلسطينية 1%، في حين تحصل بقية الفصائل على أقل من 1%. أما المجموعة الأكثر تأثيرا في الانتخابات المقبلة فهم غير المقررين أو الذين لن يصوتوا حيث وصلت إلى في هذا الاستطلاع إلى (31%) وهؤلاء سيحددون ملامح أي انتخابات مقبلة.
7. الانتخابات الرئاسية
إن التنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية القادمة مسألة في غاية الصعوبة لعدة أسباب، أولها أنه لا يوجد وقت محدد لإجراء الانتخابات، ثانيها أن أسماء المرشحين غير محددة نظرا لعوامل حزبية داخلية وخارجية ومنها إعلان الرئيس محمود عباس أكثر من مرة أنه لن يخوض غمار أي انتخابات مقبلة، كما أن مروان البرغوثي لا يزال معتقلا في السجون الإسرائيلية، وخالد مشعل أحد أركان حركة حماس يقطن خارج فلسطين. وثالثها، إن نسبة مهمة وكبيرة من الفلسطينيين ما زالت تعلن أنها لا ترغب بالمشاركة أو التصويت في أي انتخابات مقبلة، فعلى سبيل المثال، في سباق رئاسي مفترض بين الرئيس عباس وخالد مشعل، صرح 33% بأنهم لن يشاركوا في التصويت، ونعتقد أن هذه النسبة من المستقلين والمترددين هي التي ستقرر مصير أي انتخابات مستقبلية عندما تجري انتخابات حقيقية على الأرض.
اما من حيث الشعبية فتظهر نتائج استطلاعنا أنه في سباق ثنائي بين محمود عباس وخالد مشعل، يحصل عباس على 38% مقابل 29% لمشعل، و33% لا يعرفون أو لن يصوتوا. وجغرافيا، يحصل عباس في قطاع غزة على 45%، بينما يحصل في الضفة على 34%. أما خالد مشعل فيحصل في غزة على 30%، بينما يحصل في الضفة على 28%.
وفي سباق ثنائي أخر بين محمود عباس وإسماعيل هنية، يحصل عباس على 38% مقابل 30% لهنية و32% لا يعرفون أو لن يصوتوا. وجغرافيا، يحصل عباس في قطاع غزة على 44%، بينما يحصل في الضفة على 34%. أما هنية فيحصل في غزة على 31%، بينما يحصل في الضفة على 29%.
وفي سباق ثنائي بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية، يحصل مروان على 43% مقابل 27% لهنية، و30% لا يعرفون أو لن يصوتوا. وجغرافيا، يحصل مروان في قطاع غزة على 51%، بينما يحصل في الضفة على 39%. أما هنية فيحصل في غزة على 29%، بينما يحصل في الضفة على 25%.
وفي سباق بين ست شخصيات، وفي حال اصرار الرئيس محمود عباس على عدم الترشح، يحصل مروان البرغوثي على أعلى شعبية (39%) ويتبعه خالد مشعل بحصوله على 24%، ويتبع ذلك كل من سلام فياض ومصطفى البرغوثي واحمد سعدات بحصول الأول على 4% والثاني والثالث يحصلان على نفس النسبة وهي 3%، ويتبعهم 3% لرمضان شلح. ويصرح أقل من حوالي ثلث المستطلعين (26%) بأنهم لا يعرفون لمن سيصوتون أو لن يصوتوا.
8. القائد الفلسطيني الحقيقي
عندما سألنا المستطلعين عن القائد الفلسطيني الحقيقي القادر على اقامة الدولة الفلسطينية، حصل الرئيس محمود عباس على المرتبة الأولى (26%) وتبعة في المرتبة الثانية خالد مشعل بحصوله على (12%) وفي المرتبة الثالثة كل من مروان البرغوثي وإسماعيل هنية بحصول كل منهما على 11%، وفي المرتبة الخامسة محمد دحلان بحصوله على (6%) ومن ثم حصل كل من أحمد سعدات ومصطفى البرغوثي على (2% لكل منهما). في حين، حصل كل من رمضان شلح وعزام الاحمد وسلام فياض ومحمود الزهار وموسى أبو مزروق على أقل من 2%.