محطات من دورينا
نشر بتاريخ: 15/01/2015 ( آخر تحديث: 15/01/2015 الساعة: 18:44 )
بقلم : صادق الخضور
كثيرا ما نكتب أو نتحدث، لكن الكتابة أو الحديث عن المنتخب الفدائي في مشاركته الآسيوية تكتسي بطابع خاص، فالفدائي حامل أمانيننا، ولاعبوه سفراء للإرادة الفلسطينية، والخسارة أمام اليابان لم ولن تفت في عضد البقاء خلف الفدائي، فللمشاركة دلالات لا تنحصر في البدء من عند الرياضة ولا تنتهي عند السياسة.
صباح الجمعة، الكل مطالب بالوقوف خلف الفدائي، صحيح أن المسافات بعيدة، لكن الأماني قريبة التحقق، وبعزم لاعبينا بإمكاننا تجاوز عقبة النشامى في لقاء تتشابه فيه الوقائع لنا ولهم، ولا بديل عن الفوز.
معنويا، وذهنيا، ونفسيا، وفنيا: قادرون على صهر هذه الأبعاد الأربعة وتقديمها في قالب إبداعي وسط انتظار التشكيلة التي سيدفع بها المدرب أحمد الحسن أملا في كسب اللقاء.
لقد أرسى لاعبو الفدائي بمشاركتهم بداية لعهد جديد من عهود الصفحات الزاهية للرياضة الفلسطينية التي تواصل كتابة حضورها على مستوى القارة، بانتظار أن تشهد قادم المحطات إطلالة على المحافل الدولية، وقادرون على جعل مباراة الأردن بداية لمرحلة جديدة من البناء على ما تحقق، وما تحقق كثير، وهنا يجدر الإشادة بالجهود الخارقة التي يواصل اللواء الرجوب وكادر الاتحاد القيام بها، وكلها جهود كانت كفيلة باختصار فوارق الإمكانيات والتاريخ مع كثير من المنتخبات العربية والدولية.
بانتظار لاعبينا صباح الجمعة وهم يتلمسون طريقهم نحو فضاء جديد من فضاءات الحضور الفلسطيني، وبانتظار أن يقدّم لاعبو المنتخب مردودا يتناسب وأهمية المواجهة التي يشكل الفوز فيها دافعا للبقاء في فلك البطولة، والتحليق في سماء آسيا وإنارة الأجواء بفعل وهج نجوم أخذوا على عاتقهم مسؤولية رفع راية فليسسطين في المحفل الكروي على مستوى القارة.
أين كنا قبل سنوات؟ وأين أصبحنا الآن؟ سؤالان يشكلان بيت القصيد لمن أراد التقييم الموضوعي بعيدا عن الحسابات الضيقة أو منطق المحاصصة.
لقد قدّم الاتحاد الفلسطيني والجهاز الفني واللاعبون ما عليهم مذ قبولهم بحمل مسئولية الذود عن اسم فلسطين، ودفعوا ثمن ذلك من مثابرتهم وعملهم والتزامهم وحرصهم على البقاء في طليعة المشهد، وسددوا فاتورة الانتماء سلفا، فلهم بالغ التحية والتقدير.
صباح الجمعة: بانتظار اشرف نعمان وأبو حبيب والبهداري والعمور ومراد إسماعيل والبقية وهم يجوبون أرض الميدان عرضا وطولا رغبة في تحقيق الفوز المراد، وبانتظار أن يواصل الجهاز الفني بقيادة الحسن ومساعدة صائب وأبو رضوان ودبدوب العمل لتحقيق النتيجة المنتظرة.
فلسطين، بكل من فيها، تنتظر، وتترقب، والجمهور المحب لفلسطين ولإبداعها الكروي يتأهب، هناك في غزة، وهنا في رام الله ونابلس والخليل، في سخنين والجليل، وفي كل ركن من أركان الوطن الغالي يرنو الجميع لنتيجة تبرهن أن الفدائي لا يعترف بالمستحيل، وأن لاعبيه قادرون على تقديم الدليل بأنّا وحين نراهن نراهن على المعدن الأصيل.
فنيا: التوازن مطلوب، وعاطفيا: خفقت بحب منتخبنا القلوب، ومنطقيا، قادرون على تحقيق الفوز بأداء ملعوب.
هذه هي فلسطين، تعود وبعد الخسارة من الكمبيوتر الياباني تستعد لمواجهة النشامى في لقاء أخوي نتطلع لأن يكون فوزنا فيه على وجنة الأيام شامة، وكل التوفيق للفدائي في مباراته الثانية.
موعدنا: صباح الجمعة، وإن الجمعة لناظره لقريب، والله الموفّق.