"مسارات" يُطلق برنامجًا في مجال السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي
نشر بتاريخ: 17/01/2015 ( آخر تحديث: 17/01/2015 الساعة: 17:35 )
البيرة - معا- افتتح المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) برنامجه التدريبي في مجال "إعداد السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي"، الذي ينفذه بالتعاون مع مؤسسة "هينريش بول" الألمانية، وذلك في مقر المركز بمدينة البيرة، بحضور عشرات الباحثين والمهتمين.
وقال هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، خلال حفل الافتتاح، إن هذا البرنامج يحاول أن يسد ثغرة في العمل الفكري والبحث السياسي، لا سيما في ظل وجود فجوة ما بين المعرفة والخبرة والتطبيق العملي لهما، وأنه يأتي تطبيقًا لأهداف مركز مسارات في إنتاج البحوث التحليلية والدراسات الإستراتيجية ذات النوعية المتميزة المعمقة حول البدائل والخيارات، بما يثري ويحسن عملية اتخاذ القرار الفلسطيني، إضافة إلى تزويد المعنيين بالتحليل والمشورة المتخصصة حول أوجه السياسات والإستراتيجيات السياسية القصيرة والبعيدة المدى، وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، وإلى العمل كحلقة وصل بين البحث الأكاديمي والسياسات العامة وكمنبر للنقاش العام حول القضايا السياسية، والإسهام في تطوير الإنتاج الفكري الجاد والمهني، والمشاركة في تعزيز الوعي المرتبط بالقضايا والأولويات الفلسطينية، منوهًا إلى التفكير في كيفية تنفيذ البرنامج التدريبي في قطاع غزة خلال المستقبل القريب.
وأبدى الدكتور رينيه ويلدانجل، مدير مؤسسة هينريش بول الألمانية عن سعادته بافتتاح هذا الرنامج، معربًا عن أمله بأن يسهم في تخريج باحثين قادرين على تحليل السياسات في ضوء خصوصيات الحالة الفلسطينية واكتساب مهارات التفكير الإستراتيجي، وبما يلبي احتياجات المؤسسات الأكاديمية والبحثية ومراكز التفكير الإستراتيجي الفلسطيني.
وأشار الدكتور أحمد جميل عزم، مدير البرنامج، إلى أنه يهدف إلى تدريب مجموعة من الباحثين والباحثات على مهارات التحليل السياسي والإستراتيجي، وتحليل وإعداد السياسات العامة، ووضع خطط عمل إستراتيجية تتعامل مع قضايا مختلفة، وكذلك تسويقها، وتعوض النقص في توفر مهارات وقدرات في مجالات التفكير الإستراتيجي، خصوصًا في الجيل الشاب.
وبين أن لهذا البرنامج خصوصية فلسطينية، تقوم على مفهوم مجتمع الشبكات، الذي يتعامل مع كون الفاعلين في مجالات العمل، وحتى تحديد السياسات العامة، تتعدى المستويات الرسمية، إلى مجموعات ومنظمات غير حكومية، وشعبية، مختلفة، وأن خصوصية الوضع الفلسطيني بسبب وقوعها تحت الاحتلال تجعل جزءًا كبيرًا من مهمات الحياة اليومية، ومتطلبات الحركة الوطنية الفلسطينية، أمرًا تتحمل أعباءه الجهات الرسمية والمجتمع المدني، أكثر مما هو معتاد في المجتمعات الأخرى. وبهذا المعنى ينطلق البرنامج من فكرة أنّ السياسات العامة في السياق الفلسطيني تتعلق بجمهور من الرسميين وغير الرسمييين، وسيعزز البرنامج القدرات لدى الباحثين على تعزيز هذا الواقع وتطويره بإفراد جزء خاص لكيفية توسعة الجمهور المستهدف.
ويتضمن البرنامج التدريبي الذي يعد الأول من نوعه في فلسطين من حيث شمولية حقائبه التدريبية وأدوات التنفيذ، مجموعة من الأهداف التي تراعي الخصوصية الفلسطينية، ومنها: تحليل وإدراك الخصوصية الفلسطينية، لمجتمع تحت الاحتلال ويعيش في الشتات، وإعداد كادر من الباحثين والمحللين القادرين على التفكر العلمي السليم وعلى وضع السياسات العامة وتحليلها، إضافة إلى رفد دوائر صنع القرار والعمل الفلسطيني العام على السواء بطاقات بحثية متخصصة، خصوصًا على صعيد التفكير الإستراتيجي، ونشر ثقافة العمل ضمن فرق عمل كبديل للعمل البحثي الفردي، والقيام بتدريبات عملية لتطوير برامج قد تخدم بالفعل صانع القرار والمجتمع الفلسطيني وتوضع في خدمته. كما أنه يهدف إلى إعداد كادر بحثي شبابي قادر على إنتاج وتطوير أوراق تقدير الموقف، ويمتلك المعرفة والمهارات الخاصة بتسويق أوراق تحليل السياسات.
وفي بداية البرنامج التدريبي، تحدث خليل شاهين، مدير والبحوث والسياسات في مركز مسارات، عن الأهداف والتوقعات من البرنامج، مشيرًا إلى أهمية اكتساب مهارات تتعلق بإعداد تقدير الموقف وتحليل السياسات العامة وإعداد التقارير الإستراتيجية.
وأشار إلى أن البرنامج يتضمن 180 ساعة تدريبية على مدار ثمانية أشهر، حيث يتضمن تنفيذ ثماني وحدات تدريبية، وتشمل: ضبط المصطلحات، والتعامل مع المصادر، وتحليل الجمهور، وتحليل الموقف، وصنع وتحليل السياسات العامة، إضافة إلى مهارات التفكير الإستراتيجي وتقنيات التخطيط المستقبلي وآليات بناء السيناريوهات، وتسويق أوراق السياسات العامة وإيصالها لصانع القرار/الحدث، ومشروع تخرج يقدمه المتدربون/ات في نهاية البرنامج يتضمن إعدادهم مجموعة من أوراق السياسات وتقدير الموقف والتقارير الإستراتيجية.
وصُمم البرنامج على أساس بنية التدريب الإبداعية المعتمدة على المتعلّم والمرتبطة في السياق الفلسطيني، والتدريب داخل غرفة التدريب والعمل الميداني في المكتبات والدوائر الرسمية والمجتمع.
يشار إلى أن "مسارات" قام بتنفيذ وتطوير البرنامج التدريبي من خلال طاقم الإشراف والتدريب الذي بدأ عمله منذ ستة أشهر على تطوير البرنامج وحقائبه التدريبية في إطاره العام والخاص، ويضم الطاقم كلًا من: د. أحمد جميل عزم، ود. رائد نعيرات، ود. عبد الرحمن التميمي، ود. نشأت الأقطش، وأ. سلطان ياسين. وتم اختيار المتدربين والمتدربات وفق معايير محددة، وبعد اجتيازهم لمرحلتي الامتحان التحريري والمقابلة المباشرة.
ومن المتوقع أن يخرج البرنامج بنتائج تضمن تطوير الكادر البحثي الفلسطيني، وتعزيز ثقافة التخطيط والسياسات العامة في فلسطين، وتوعية الرأي العام عمومًا، والرأي العام الأكاديمي والبحثي خصوصًا، بأهمية الدراسات المستقبلية، والتخطيط، إضافة إلى تطوير فهم لخصوصية الوضع الفلسطيني في موضوعات التخطيط والبحث ورسم السياسات العامة، وحفز جيل من الباحثين على الاستمرار في دراستهم الأكاديمية والعلمية، وفي حياتهم المهنية، في مجال السياسات العامة.