"الفدائي" ... كان بالإمكان أفضل مما كان
نشر بتاريخ: 17/01/2015 ( آخر تحديث: 17/01/2015 الساعة: 16:58 )
بقلم: حذيفة سرور
تعيش الجماهير الفلسطينية، حالة محبطة بعد الاداء المخجل للمنتخب الوطني لكرة القدم والخسارة بخمسة أهداف مقابل هدف يتيم أمام المنتخب الاردني الشقيق .
وتعززت هذه الحالة بعد جملة أخطاء ارتكبها الجهاز الفني ولاعبي الفدائي امام المنتخب الياباني والتي كلفت الفريق أربعة اهداف نظيفة وكان بالإمكان تفادي نصفها على الأقل .
يقين الجمهور الفلسطيني بإمكانيات المنتخب الياباني صاحب الشخصية الكروية العالمية، وحامل لقب البطولة السابقة بعدد قياسي "4 مرات"، والأفضل بالقارة في العشر سنوات الأخيرة، قلل من وقع الإحباط، وعزز التفاؤل بالخروج بشيء أفضل أمام الجار الأردني .
هذا التفاؤل تحول لإحباط شديد بعد الخسارة القاسية أمام النشامى الذي لا يعيش أفضل حالته الكروية وقدم مباريات سيئة في الآونة الاخيرة أداء ونتيجة .
طريقة تعامل الجهاز الفني للفدائي مع مباراة الاردن ومباراة اليابان هي من تسبب بعودة الصورة السيئة والسلبية للمنتخب أمام الجماهير المتعطشة لعمل كروي مشرف حتى لو كان في المباريات الودية .
افتقد الفدائي التنظيم والهوية الكروية، فأمام اليابان كان هناك تكتل دفاعي دون طريقة أو اسلوب دفاع، وأمام النشامى كان الفريق يهجم دون حسابات دفاعية، أربعة اهداف على الاقل كانت من هجمات مرتدة ولم تكن من جمل تكتيكية أو هجمات منسقة .
إن اختيار احمد الحسن لتشكيلة اللاعبين التي سافرت لأستراليا اصاب جمهور الإعلاميين ومتابعي الفدائي بالصدمة، كونها استبعدت عدداً من اللاعبين الجيدين وضمت عددا آخر بإمكانيات أقل.
رغم أن المتتبع لمسيرة الحسن الكروية يرى فيه مدرب محلي، لا يستطيع قيادة المنتخب في أكبر بطولات القارة الآسيوية إلا ان الجمهور آمن بقدرة الفدائي على تقديم أداء مشرف كما كان الحال في بطولة التحدي.
المؤلم ليس الخروج من البطولة ولا الخسارة امام اليابان والأردن، المؤلم حالة التراجع التي بدأت تظهر على الفدائي بعد الهيكلية الجميلة التي ظهرت في الدورة العربية 2011 كأس التحدي 2014.
الحديث عن ضعف الامكانيات امام فرق صاحبة امكانيات كبيرة هو مجرد عاطفة وتهرب من المسؤولية، فكرة القدم الحديثة تعتمد على الجهد الفكري والواقعية في مواجهة الخصوم .
على سبيل المثال تصدر منتخب كوستاريكا صاحب الامكانيات المتواضعة مجموعته في نهائيات كأس العالم 2014 أمام منتخبات انجلترا وايطاليا والأورغواي المصنفات ضمن العشرة الأولى في العالم .
أخيرا.. كانت مشاركة جميلة وأوصلت رسالتها السياسية ، لكن سوء الأداء والإعداد خدش جمالها ، نعلم أن الخصوم المشاركة أفضل منا بمراحل لذا كان علينا الاجتهاد اكثر في الأعداد ، فالاختبارات القاسية تحتاج لجهد دراسي اكبر للحصول على افضل نتيجة ممكنة فيها .