الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرصاصة التي أصابت الاحتلال في مقتل

نشر بتاريخ: 17/01/2015 ( آخر تحديث: 17/01/2015 الساعة: 17:39 )
كتب / أسامة فلفل

سنين طويلة ومريرة للاحتلال الغاشم كانت محملة بالظلم والضيم والخراب والدمار ضربت فلسطين المكلومة وأبعدتها عن مواكبة التطور والتقدم في شتى المجالات ولاسيما الرياضي.

كان العدوان المستمر والحروب والموت والدمار والحصار الظالم الذي تعددت أشكاله وكثرت غاياته وأهدافه يستهدفنا في محاولة يائسة لطمس هويتنا الوطنية والتنكر للموروث الحضاري لشعبنا وقضيتنا الوطنية.

اليوم ومن رحم المعاناة ومن جرح الدم النازف يعيد الفدائيون البريق والأمل للشعب والمنظومة الرياضية وكتابة وصياغة التاريخ بصور وملاحم بطولية تصنعها سواعد أبية وتثبتها حقائق على الأرض بالعرق المجبول بدماء الشهداء تارة وبالعطاء الموفور وصدق الانتماء للأرض والقضية تارة أخرى.

اليوم الفدائي الوطني زين نهائيات كأس الأمم الآسيوية ,والتواجد في الأراضي الأسترالية يعتبر انجازا تاريخيا بكل المقاييس والدرجات وكيف لا وهذا الانجاز الجديد سوف يكتبه التاريخ بحروف من نور في سجلاته ويصبح جزء مهم وأصيل من تاريخ الرياضة الفلسطينية.

فهذا الانجاز جاء من رحم المعاناة والتحديات الكبيرة ,وأكد على أن المعركة السياسية والرياضية مستمرة على كافة المحاور والمسارات ولا خيار سوى الثبات والصمود في وجه التحديات حتى تحقيق الهدف المنشود.

اليوم العالم يرقب ويتابع باهتمام كبير حضور ومسيرة الفدائي الوطني في أمم آسيا ,وهذا بكل تأكيد يعزز من الاهتمام بالقضية الوطنية التي أصبحت تحتل مكانة مرموقة لدى الأسرة والمجتمع الدولي.

إن وصول فلسطين إلى مونديال أمم آسيا كان بمثابة الرصاصة القاتلة التي أصابت الاحتلال الصهيوني في مقتل ,حيث أزعجه هذا الحضور والمشاركة وحجم الالتفاف والتعاطف والتضامن الأممي مع القضية الفلسطينية.

حقيقة ,لقد ترجم الفدائيون أحفاد وأبناء كنعان بالفعل والقول أنهم أهل للمسؤولية ورجال وأبطال في ساحات الوغى يمكن الرهان عليهم في أوقات المحن والشدائد وقادرين على بلوغ سنام المجد بالعزيمة والإصرار وقوة الإرادة التي أثبتت أنها السلاح الفعال في معركة البقاء والوجود مع هذا الاحتلال الغاشم.

إن ما حققه الفدائيون في مونديال آسيا من حضور عمق المسؤولية الوطنية والقومية والإنسانية والأخلاقية عند كل شعوب الأرض ورفرفت العلم الوطني الفلسطيني بألوانه الزاهية جنبا إلى جنب مع أعلام "16" دولة مشاركة فجر عناقيد الغضب عند الاحتلال وعكس حجم الانجازات العظيمة التي تصنعها الرياضة الفلسطينية وتصب في المصلحة الوطنية العليا للقضية الفلسطينية.

لقد نجح الفدائيون في توصيل رسالة الشعب والمنظومة الرياضية التي حملت عناوين ومضامين وطنية أصيلة أبرزها أن الرياضة الفلسطينية اليوم في حالة ازدهار وتطور ونحن قادمون بقوة لقلب كل المشاركات الإقليمية والدولية.

إن مشاركة الفدائيون في هذه التظاهرة الرياضية الآسيوية لم يكن حضورا عاديا بل كان حضورا سياسيا وطنيا رياضيا بامتياز ,حضورا عكس حالة الصمود والثبات على الموقف وإضافة إنجازات ومكاسب جديدة للوطن والقضية الفلسطينية ومنظومتها الرياضية التي بات شعاعها يضيء الخارطة الرياضية العالمية.

اليوم ومن قلب أمم آسيا يؤكد الفدائيون أن الرياضة الفلسطينية عنوانا وطنيا أصيل متأصل وجزء حيوي ومهم من مكونات الحركة الوطنية ,وتعتبر جناحها الصلب الذي يضخ روح المقاومة لمقارعة الاحتلال.

حالة التضامن والدعم والإسناد التي عاشتها وشهدتها شوارع العديد من العواصم العربية والأوربية لتقديم الدعم والمساندة للفدائي الوطني المشارك في مونديال أمم آسيا تعبر عن أصالة وحضارة هذه الدول وتضامنها مع القضية والشعب ورفضها للاحتلال الغاشم وإجراءاته القمعية بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين ,وفي ذات الوقت تعبر عن حالة الوعي العالية التي أحدثها الحراك الرياضي الفلسطيني والوجود بالمشاركات الإقليمية والدولية وتعكس أيضا درجة الاهتمام بالمكانة الكبيرة التي تحتلها القضية الفلسطينية.