الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مستشار هنية يطالب اسرائيل ببادرة حسن نية لاعطاء معلومات عن شاليت.. ولا يتوقع استئناف الحوار قبل انتهاء مؤتمر الخريف

نشر بتاريخ: 27/08/2007 ( آخر تحديث: 27/08/2007 الساعة: 16:43 )
بيت لحم- معا- أعرب د. أحمد يوسف, المستشار السياسي لرئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية, عن رغبة حكومته في تسريع صفقة تبادل الاسرى مقابل الجندي الاسير جلعاد شاليت.

وطالب يوسف في حديث خاص لوكالة "معا" الحكومة الاسرائيلية ببادرة حسن نية "كما فعلت حماس عندما أصدرت تسجيلاً صوتياً لشاليت كي تطمئن عائلته", بأن تقوم بالافراج عن الاسيرات والاسرى القاصرين في سجونها.

وقال: "للأسف هم لم يثمنوا خطوة حماس ولم يقدموا اي مبادرة حسن نية", مضيفاً " اذا كانت اسرائيل تريد ان تعجّل في تحريك الملف وترد حماس بخطوة ايجابية عليهم ان يقوموا بهذه الخطوة ويؤكدوا جدية الرغبة في تبادل الاسرى".

وأكد أن حركة حماس قدمت كل ما هو مطلوب لاتمام الصفقة, كاعداد قائمة بأسماء الاسرى, وجدولة زمنية للتحرك من كل طرف, وغيرها من الامور التي من شأنها ان تضع الامور في نصابها لتكتمل صفقة التبادل.

ورغم تأكيده على وجود ملف شاليت بين أيدي الحكومة المصرية, الا أنه أكد وجود بعض الجهات منها الاوروبية تبدي رغبة للدخول في المفاوضات الخاصة بهذا الملف.

وأشار الى أن توقف الجهود المصرية لاتمام الصفقة جاء بسبب الاحداث الاخيرة وتداعياتها, وعدم وجود طرف مصري أدى الى تعطل التواصل واللقاءات.

وفي رده على سؤال لـ "معا" حول رسالته التي يوجهها لعائلة شاليت وهي تحتفل بعيد ميلاده اليوم وهو في الاسر, قال أحمد يوسف "أنا اقول لاهله وكل المهتمين بقضيته تذكروا أن هناك 11 ألف اسير فلسطيني في سجون الاحتلال, تمر عليهم مناسبات عزيزة ولا أحد يتذكرهم, او يلقي لهم بال, تذكروا وانتم تحتفلون اليوم بذكرى جلعاد أنه يوجد لدى الفلسطينيين أحد عشر الف جلعاد.

وقال يوسف إن عائلة شاليت مطمئنة على ابنها أكثر من 11 الف عائلة أسير فلسطيني, "لأننا كمسلمين معاملة الاسير جزء من ديننا, مشيراً الى أنه في الوقت الذي قدمت فيه حماس تسجيلاً لتطمئن فيه عائلة الجندي, يوجد الاف الاسرى الذين لا يتسنى لذويهم زيارتهم أو سماع صوتهم واخبارهم, بل بالعكس لا نسمع الا عن اسير مات هنا او هناك".

وحول الاوضاع الفلسطينية الداخلية, وجهود استئناف الحوار بين فتح وحماس, اتهم المستشار السياسي لهنية الولايات المتحدة واسرائيل بالضغط على الرئيس محمود عباس لعدم استئناف الحوار.

وقال: "امريكا واسرائيل لا تريدان أن ينطلق الحوار بين فتح وحماس, وتريدان ان تستثمرا حالة القطيعة بين الفلسطينيين لانتزاع تنازلات من الطرف الفلسطيني الذي تمثله الرئاسة".

واستبعد يوسف أي حراك على موضوع الحوار قبل انعقاد المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الرئيس الامريكي جورج بوش في الخريف القادم.

وأضاف نعتقد ان تظل الطريق مغلقة حتى المؤتمر الدولي, بعدها تنكشف الحقائق لابو مازن, لا الاسرائيليون جادون ولن يعطوه شيئاً يخفف من معاناة الفلسطينيين, ولا الامريكيون لديهم الجاهزية لتقديم المزيد, لان لديهم ازمة بسبب ما يجري في العراق".

ورأى ان كل ما يجري الان من تحركات سياسية للولايات المتحدة هدفه استثمار هذه التحركات للتغطية على الهزيمة الامريكية في العراق, وقال: " يحاول الامريكيون استثمار بعض المواقف وكأن اتفاق اعلان مبادئ يشكل حلقة ايجابية لقضية الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية, لتحقيق مكاسب للحزب الجمهوري, كلها مناورات اعلامية وسياسية لن يتمخض عنها شيء سوى استغلالنا".

وحول طبيعة الوساطات الهادفة لاستئناف الحوار بين فتح وحماس, قال يوسف "هناك عناصر خيرة في الساحة الفلسطينية تحاول أن تعمل على رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بشكل غير رسمي عبر حوارات ونقاشات لتحديد حجم وطبيعة الازمة ووضع تصورات للخروج من الوضع الراهن".

وفي تعقيبه على تصريحات للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, التي أعلن فيها أن صداقته لاسرائيل لا تمنعه من الاتصال بقادة حماس, قال المستشار السياسي لهنية " فرنسا ربما تريد أن تنهج سياسة خارجية تظل فيها تتميز عن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية, وهي تدرك ان حماس حركة تتمتع بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني, وجاءت الى الحكم عبر انتخابات ديمقراطية".

وأكد يوسف على الدور الهام الذي من الممكن لفرنسا ان تلعبه في المنطقة, اذا تعاملت بواقعية مع نتائج التجربة الديمقراطية الفلسطينية, محذراً من أن الغرب اذا تجاهل نتائج هذه التجربة فانه يقول للاسلاميين ان اي تحول ديمقراطي فيه كسب للاسلاميين لن يتم الاعتراف به يدفع للتشدد والتطرف ويخلق حالة عداء كبيرة بين العالم الاسلامي والغرب".

ولم يستبعد يوسف أن يكون الاهتمام الفرنسي بالحديث عن امكانية اجراء اتصالات بقادة حماس مرتبطاً ايضاً بقضية الجندي جلعاد شاليت الذي يحمل الجنسية الفرنسية, قائلا: " قد تكون فرنسا لها اهتمامات بهذا الجانب".