الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لن يسقط التاريخ... ولن تلغى الحقائق

نشر بتاريخ: 19/01/2015 ( آخر تحديث: 19/01/2015 الساعة: 15:00 )
بقلم احمد أبو الرب
عضو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم

لم ولن يسقط الحدث التاريخي والذي تمثل بتأهل منتخبنا الفدائي الفلسطيني لكأس أمم آسيا بخسارة المنتخب لمبارتين في الدور الاول من تلك البطولة أمام كمبيوتر اليابان ونشاما الأردن، وخروجه من التصفيات،...
ولم ولن تهوي الرياضة الفلسطينية عند هذه النقطة التي جاءت بعد نجاح كبير وهائل للتأهل، ليقوم البعض بشحذ أقلامه الملوثة ، وينهال قدحا في الرياضة الفلسطينية ومنتخب الفدائي، وكأن بصره المحدود لا يرى من كل ما يدور في ساحتنا الرياضية من بناء متواصل للإمبراطورية الرياضية الفلسطينية العظيمة إلا جانب اسود قاتم نابع من نفس تشاؤمية ، تربت على رؤية النور ظلام ،والسعة ضيق، والأمل خيبة..

ولم ولن تُغلي الحقائق المتجسدة على الأرض، والواضحة وضوح الشمس والتي تقول " الرياضة شمس فلسطين الساطعة "والتي تعبر الأرض في كل المواسم ، وتحمل معها صوت هذا الشعب المقهور والمكافح والساعي للخلاص من الاحتلال وبناء دولته الموعدة.

هاتان الحقيقتان أعظم واكبر من أن يأتي عليهما قلم هنا ، وسطر هناك، أو أن تهتزا من قذف حجر هنا،أو نعت إنشائي هناك،فهما في ذمة التاريخ ، والتاريخ صدر الحقائق، وقلبها وشاهدها، والحكم العدل لها في كل المواقف والأحقاب.

إن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، هذا الصرخ الشامخ، والذي يقوده بإخلاص وتفاني وبأبعاد وطنية عميقة وبعيدة النظر،سيادة اللواء جبريل الرجوب والذي يصل الليل بالنهار، ويطوي من اجل الرياضة الفلسطينية الأقطاب الاربع للمعمورة، ليرفع راية فلسطين، ويعلي مقام منتخباتها، وخصوصا "الفدائي"، لهو الأجدر بتقديم الشكر والامتنان والثناء والدعوة بدوام التوفيق، لان هذه هي طبيعة الأشياء، التي أكدها الباري عز وجل في قوله "وما جزاء الإحسان إلا الإحسان"...صدق الله العظيم
أما الانفلات الذي ترجمه البعض نقدا هداما على نتيجة مشاركة الفدائي في بطولة أمم آسيا،فليسمحوا لي بقول مجموعة من الحقائق:

أولا : هذا كأس أمم اكبر قارة في العالم من حيث المساحة والسكان، ونحن شعب ما زلنا تحت الاحتلال وبدون "دولة"، ورياضتنا مستهدفه، ومع ذلك تأهل منتخبنا الفدائي بجرأة، وحجز لنفسه نشيدا وعلما وشارات نصر في ساحات أمم المليارات.وهذا بحد ذاته تاريخ يحسب لشعب فلسطين وقيادته وقيادة ربان السفينة الرياضية اللواء جبريل الرجوب.

ثانيا : نتائج المشاركة والتي كانت خسارة أمام " العقل" أو " الكمبيوتر" الياباني، الذي يملك كل مقومات الفوز خبرة وتاريخ وإمكانيات لا تقارن، هي فوز في بعدها العريض والممتد، أما الخسارة أمام الشقيق النشاما، فهو يخضع أيضا لنفس الميزان ولو بدرجة اقل، لكن الفدائي كان في المباراتين فدائيا أبيا عاليّ الهمة برغم الجراح.

ثالثا : أنا أتفهم النقد البناء،والنقد بدافع الغيرة على مصلحة الفدائي والوطن، ولكن ما لا يمكن استعابه هو النقد الهدام والذي يتحين الفرصة لبث أزماته في المسافة الفاصلة بين المشاركة التاريخية والنتائج المبنية على افتراضات طبيعية في كرة القدم إما الافوز وأما الخسارة.ولا يقدم هذا النقد الهدام أي تصور حقيقي معالج لمفاصل الإخفاق والخلل إن كانت موجودة .

رابعا :عندما نجلس حول الطاولة ، نتناقش ونعبر بحرية عن تصوراتنا، ونسجل مواقفنا المبنية على الأسس الصحيحة، نكون صرحاء، ويسمع كل منا للاخر، أما عندما نخرج لنواجه النتائج، فمن الواجب إن تكون كلمتنا موحدة، نقف خلف قادنا وربان سفينتنا، نجنبها معه الأمواج، لنصل جميعا حيث نريد، ونتحاشى ،أن تنعطف أوتتوه أو تظل.

خامسا:اكبر المنتخبات العالمية خسرت وتخسر على أرضها، وعلى ارض غيرها بالرغم من المقدرات الهائلة التي تقف خلفها، أم تخسر البرازيل على أرضها أمام ألمانيا في كأس العالم؟؟وهناك الأمثلة في هذا المجال لا تنتهي، ولم تنتهي الكرة ولا الحركة الرياضية الكروية في أي بلد له باع طويل في الكرة العالمية.
من هنا، نقول نحن نسعى وبدوافع اكبر من الرياضة لنسجل شارة نصر أعلى في ميادين العالم، لكن لا يعيبنا أبدا إن كان زمن رفع شارتنا طويل أو قصير،فالمهم أن نعمل 100% لنكون، ولنحصل على اكبر نسبة ممكنه من حجم الكينونة المبتغاة.