مركز حقوقي يعبر عن قلقه إزاء اعتقال عدد من أنصار حركة فتح، وإخضاعهم للتعذيب على أيدي التنفيذية
نشر بتاريخ: 27/08/2007 ( آخر تحديث: 27/08/2007 الساعة: 19:37 )
غزة - معا عبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء حملة الاعتقالات التي نفذتها القوة التنفيذية خلال اليومين الماضيين بحق عدد من أنصار حركة فتح، في محافظتي غزة والوسطى.
وأشار المركز في بيان وصل لوكالة معا إلي قلقه إزاء تعرض عدد من المعتقلين للتعذيب والإهانة على أيدي أفراد القوة التنفيذية، مطالبا بالتحقيق في هذه الاعتداءات، ووقف ممارستها وملاحقة مقترفيها وتقديمهم للعدالة.
وجدد المركز إدانته لهذه الاعتداءات، و ممارسة التعذيب وغيره من صنوف المعاملة القاسية واللا إنسانية، ويطالب بالتحقيق الفوري فيها وتقديم مقترفيها للعدالة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقفها ومنع تكرارها.
وذكر المركز بأن جرائم التعذيب محظورة بموجب القانون الفلسطيني، ولا تسقط بالتقادم، كما أنها تشكل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان التي تكفلها المعايير والاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984.
مؤكدا علي أن عمليات الاعتقال ينظمها القانون الفلسطيني وتقع في اختصاص مأموري الضبط القضائي وقوامهم الشرطة المدنية وأنهم يخضعون مباشرة لأوامر وإشراف النائب العام.
كما أكد المركز على أن الحق في التجمع السلمي، بما في ذلك تنظيم المسيرات، هو حق مكفول بموجب القانون الأساسي وبموجب قانون الاجتماعات العامة رقم 12 لسنة 1998، مع التأكيد على الالتزام بالطابع السلمي للنشاط.
ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإفادات المعتقلين، فقد اعتقلت القوة التنفيذية خلال ساعات فجر يوم أمس الأول السبت الموافق 25 أغسطس 2007، 15 مواطناً من سكان حي الدرج، شرق مدينة غزة، وقامت بالتحقيق معهم على خلفية مشاركتهم في الصلاة التي أقيمت في ساحة الجندي المجهول يوم الجمعة الماضي الموافق 24 أغسطس، والمسيرة التي انطلقت عقب انتهاء الصلاة. وكانت حركة فتح قد دعت المواطنين لأداء صلاة يوم الجمعة في ساحة الجندي المجهول احتجاجاً على ما وصفته "تحريض وتسييس الخطب الدينية في المساجد." وبحسب إفادات المعتقلين لطاقم المركز، فقد تعرض بعضهم للضرب والإهانة خلال اعتقالهم ونقلهم إلى مجمع الأجهزة الأمنية والعسكرية (السرايا)، فيما أجبر جميع المعتقلين على التوقيع على تعهد يتضمن عدم المشاركة في أنشطة تنظمها حركة فتح، أو الإدلاء بأية معلومات إلى الصحافة والإعلام، وعلى دفع مبلغ مقداره 3 آلاف دينار أردني في حال مخالفته.
وفي السياق ذاته، تعرض ثلاثة مواطنين آخرين من سكان الحي ذاته، في ساعات فجر يوم أمس الأحد الموافق 26 أغسطس، للاعتقال على أيدي أفراد القوة التنفيذية على الخلفية ذاتها في مقر (السرايا). كما تعرض هؤلاء المواطنين إلى الضرب والإهانة خلال التحقيق معهم، وأجبروا على توقيع التعهد ذاته.
وذكر أحد المعتقلين في إفادته لطاقم المركز، ما يلي:
"في حوالي الساعة 4:15 من فجر يوم السبت الموافق 25/8/2007، اقتحم عدد كبير من أفراد القوة التنفيذية ساحة منزلي الواقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، وقاموا باعتقال شقيقي الذي خرج لهم لاستيضاح الأمر، ومن ثم أمروني وأشقائي الآخرين على الخروج من المنزل. فور خروجي من المنزل وضعوا قيود في يدي وغطاء على رأسي، وشرعوا بالاعتداء علي بالضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وأرجلهم، فسقطت على الأرض. قام أفراد القوة بسحبي ووضعي داخل سيارة جيب وتوجهوا إلى مقر (السرايا). وخلال الطريق استمروا بالاعتداء علي بالضرب مما أدى إلى حدوث كسر في يدي اليسرى، والفك العلوي. وفي مقر السرايا قاموا بالتحقيق معي حول مشاركتي في الصلاة يوم الجمعة والمسيرة التي تلتها. وقد تعرضت للضرب والشتم خلال التحقيق، ومن ثم أجبروني على التوقيع على تعهد بعدم المشاركة في المسيرات والنشاطات التي تنظمها حركة فتح، وعدم التحدث مع الصحافيين ووسائل الإعلام، وفي حالة خرق التعهد أدفع مخالفة مقدارها 3 آلاف دينار. وفي حوالي الساعة 9:00 من صباح اليوم ذاته أطلقوا سراحي أنا وأشقائي."
وكانت القوة التنفيذية قد اعتقلت صباح يوم أمس الأول السبت خمسة من أنصار حركة فتح، من سكان مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة على خلفية رفضهم السماح لأفراد من حركة حماس بإلقاء كلمة في بيت عزاء الشهيد نزار العبيد الذي قتل على أيدي قوات الاحتلال بتاريخ 18/8/2007. وقد قام أفراد القوة التنفيذية بحلق رؤوس المعتقلين والاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات، واستخدام أسلوب (الفلكة)، فيما تعرض أحد المعتقلين للشبح.
وذكر أحد المعتقلين في إفادته لطاقم المركز، ما يلي:
"في حوالي الساعة 9:00 من صباح يوم السبت اعترض طريقي ملثمان بينما كنت أسير في سوق مخيم النصيرات واقتاداني في سيارة من نوع (متسوبيشي ماغنوم) إلى موقع (جنين) بالقرب من مركز شرطة الوسطى. وفور وصولي إلى الموقع قام أفراد القوة بتقييد يدي وربطوا عصابة على عيني ووضعوا كيساً من القماش على رأسي، ورطموا رأسي بالحائط، وبدأوا في التحقيق معي حول مشاركتي في تشييع جثمان الشهيد نزار العبيد وبيت العزاء. وخلال التحقيق كانوا يعتدون علي بالضرب بالعصي وبأسلوب (الفلكة) ورطم رأسي بالحائط إلى أن أغمى علي. كما قاموا بحلق رأسي، وقد تعرضت للتحقيق لمدة ساعة ونصف.
وبعد ذلك تركوني في إحدى الغرف حوالي نصف ساعة، ثم أخرجوني إلى ساحة الموقع وقاموا بشبحي من الأعلى بواسطة أداة رفع (بكرة مع حبل)، واعتدوا علي بالضرب إلى أن أغمى علي مرة أخرى. وفي وقت لاحق اقتادوني إلى مرحاض به مياه مجاري، وفكوا قيودي وأمروني بتنظيف المرحاض بيدي، وأغلقوا الباب وأنا داخله. وبعد حوالي الساعة عادوا مرة أخرى وأخرجوني واقتادوني لإحدى الغرف وشرعوا بالاعتداء علي بالضرب مرة أخرى وبأسلوب (الفلكة) من ثم عادوا مرة أخرى للتحقيق معي. وفي حوالي الساعة 10:00 مساءً أجبروني على التوقيع على تعهد بعدم إثارة الفوضى أو الشتم على حركة حماس، ومن ثم أطلقوا سراحي."