اطفال صم في غزة يؤدون عرضا مسرحيا ويصنعون افلاما كرتونية
نشر بتاريخ: 20/01/2015 ( آخر تحديث: 20/01/2015 الساعة: 20:24 )
غزة- معا - أدى أطفال صم لأول مرة في قطاع غزة عرضا مسرحيا وافلام كرتونية من انتاجهم وإبداعهم وأدائهم جسد آلامهم ومعاناتهم أثناء العدوان الذي استشهد فيه 23 طفلا اصما وجرح العشرات، وذلك خلال الحفل الذي اقامته جمعية فكرة للتطوير التربوي بالشراكة مع مؤسسة "اكشن ايد" وبالتعاون مع مؤسسة اطفالنا للصم التي استضافت الحفل .
وأدى اطفال صم خاضوا تجربة التمثيل لأول مرة مسرحية بعنوان "الحصرم" نالت اعجاب اقرانهم من الاطفال الذين عاشوا جميعا ويلات العدوان على غزة وتعرضوا ابانه لتجربة مريرة ومعاناة قاسية ، حيث جسدت بحثهم عن الحرية بسبب اثار العدوان والدمار والتشريد والحصار والاغلاق والبؤس الذي يعانوه في قطاع غزة كاطفال بالإضافة الى إعاقتهم .
وتضمن العرض المسرحي قصة طفلة صماء تركها اهلها بمنزل العائلة خلال القصف العنيف ابان العدوان بطريق الخطأ قبل ان تنتبه امها لنسيانها حيث خاطرت بحياتها وعادت لإنقاذها تحت وابل من النيران .
وقال رسمي دامو رئيس جمعية فكرة:" إن الأطفال خاضوا تدريبا مكثفا لمدة 3 اسابيع فقط وهي فترة غير كافية للأطفال الأصحاء ناهيك عن الصم الا انهم اثبتوا انهم لا يقلون ابداعا عن غيرهم رغم الصعاب التي واجهها الجميع في تأهيلهم كممثلين في المسرحية التي تم استيحائها من افكارهم وتجاربهم.
كما عرض خلال الحفل عدة افلام كرتونيه من صناعة الاطفال الصم سواء بكتابتها او رسمها او ادائها حيث تناولت قصصها تجارب حقيقيه خاضوها بالحرب ، وقد ساهمت الجمعية في رسم الشخصيات والخلفيات البيئية وتحريك الرسوم فيما نجح الاطفال الصم بتقمص الشخصيات بواقعية بارعة .
واوضح داموا ان هذه الافلام جاءت بهدف التفريغ والترويح النفسي والانفعالي عن الطفل الاصم الذي لا يلتفت احد لمعاناته وكذلك إظهار مواهبهم كأدوات للتدخل النفسي ودمجهم في عمليات الانتاج وبالتالي تخفيف الاثار النفسية للعدوان عن طريق المسرح والدراما عبر اعمال جماعية .
وأوضح راج كومار أن مؤسسة "اكشن ايد" النيبالية مولت هذا المشروع والذي سيقدم عروضا في 20 مدرسة حكومية وتابعه لوكالة الغوث بالاضافه الى مؤسسات ثقافية من اجل دعم هذه الفئة المهمشة في المجتمع ويتم الاحساس بمشاكلهم ومراعاة احاسيسهم لدمجهم بالمجتمع .
وفيما يتعلق بالعرض المسرحي والأفلام المعروضة، أوضح انه تأثر جدا بأداء الأطفال الصم المبدعين، مشيرا الى ان ذلك سيساهم في تعديل وتحسين سلوك الأطفال المعنفين بفعل الحرب.
وقال ايهاب المدهون المدرب بمؤسسة اطفالنا الصم إن العروض المسرحية والدراما مكنت الاطفال الذين يعتمدون على الجانب البصري للتعبير عن انفعالاتهم باستخدام اسلوب جديد من اجل ذلك ، مشيرا الى ان الجميع اعجب وتفاجأ ببراعة ادائهم وابداعهم .