محطات من دورينا

بقلم : صادق الخضور

انتهت مشاركة المنتخب الوطني الأول في بطولة آسيا، ظهور أول يصعب تقييمه في أولى المواجهات مع اليابان، وظهور ثان حافل بالأخطاء الفردية في مواجهة الأردن الشقيق، وظهور حفظ ماء الوجه أمام العراق، وبعد أن انتهت المشاركة جاء الدور على التقييم الموضوعي المنتظر، وبانتظار استخلاص العبر، فمعظم الأهداف التي تلقيناها كان من الممكن تلافيها، ومباراة الأردن تحتاج إلى وقفة، وقلة البدائل بل انعدامها في بعض المراكز ظاهرة مقلقة، والحديث يطول.
مشاركة حفلت بدلالات سياسية ومعنوية كبيرة ولا جدال في ذلك، وكنا نأمل أن يكون الأداء أفضل خاصة في المباراة أمام الأردن، وفي معرض الحديث عن التقييم وجب التذكير بأنها المشاركة الأولى، وغالبا ما تحفل المشاركات الأولى بمعطيات خاصة.

هناك الكثير مما تحقق، وعند التقييم يجب التفريق بين تقييم مسيرة وتقييم مشاركة في بطولة، وهذا ما يتناساه الكثيرون من الممارسين النقد من أجل النقد.
وكل التقدير لمن حملوا لواء فلسطين إداريين وجهاز فني ولاعبين وإعلاميين، فالشكر أقل ما يمكن تقديمه.

بطولة الكأس: وقرعة دور 32
جرت قرعة دور 32 من بطولة الكأس، وحملت معها بعض المؤشرات:
- في المجموعة الأولى التي تعتبر الأقوى مقارنة بالثانية، تجري المواجهات الآتية:
• مباراة الظاهرية والموظفين تكرار لسيناريو الكأس السابق، والفريقان قادران على تقديم مباراة كبيرة، وكفة الغزلان أرجح.
• السموع يواجه شباب نابلس، وبانتظار معرفة مردود التعزيزات المبالغ فيها للسموع، فهل ستكون للتعزيز نتائجه السريعة؟

• المكبر بخبراته يواجه إذنا بطموحه، المكبر ليس في أفضل حالاته لكن هذا لا يعني أنه مرشح للخسارة، وعموما مباراة قد تبوح بأول مفاجأة.
• عسكر والسيلة الحارثية: مباراة المستوى المتقارب، فهل تحسمها ركلات الترجيح؟
• الديربي المقدسي يطل علينا عبر الفريقين المتصدرين للاحتراف والاحتراف جزئي، ومباراة من العيار الثقيل، ويصعب توقع نتيجتها.

• أهلي الخليل والقوات: ولقاء متوازن، فهل ستكون الغلبة للمارد الأهلاوي أم سيوقف القوات زحف أبناء المارد؟ أبناء الأهلي برهنوا في بطولة الشهيد زياد أبو عين أن بروزهم في الدوري ليس استثناء بل يندرج في إطار الطابع المميز للفريق.
• شباب دورا في مواجهة العربي الصفافي، والمنطق يشير إلى فوز دوراي رغم أن العربي يعيش أزهى الفترات.

• أبناء الترجي يواجهون أبناء القدس، الواد في مواجهة العناد، والكفة تميل لصالح أبطال الدوري وسط انتظار إطلالة لاعبين جدد في صفوف الفريق.

- في المجموعة الثانية التي تتميز بأنها أسهل نسبيا، تبرز المواجهات على النحو الآتي:
• يطا العائد بقوة والذي عودنا على النجاح في غير الدوري يواجه أم طوبا، ومنطقيا الفوز أقرب لفرسان يطا الفريق الذي استعاد الروح في بطولة أبو عين رغم عدم إمكانية الإفادة من خدمات المنضم مؤخرا للفريق سامح مراعبة لمشاركته في البطولة مع فريقه السابق.

• مركز طولكرم المحاول تجاوز إخفاقات الدوري في مراحله الأخيرة يواجه عين يبرود، التاريخ كما الحاضر لصالح المركز.
• ثقافي طولكرم والعبيدية، ولقاء متوازن يصعب توقع نتيجته بعد استعادة العبيدية مستواها المعهود في المباريات الودية لكن الثقافي ساع لمواصلة إطلالته الزاهية في الدوري.

• الخضر يواجه البيرة، وبعد استعادة الخضر بعض نجومه، واستعادة البيرة مستواه، فالمباراة متكافئة ولا ننسى أن البيرة تمتلك خبرة التعامل مع المباريات الكبيرة، فهل سنكون على موعد مع ركلات الترجيح؟
• شباب الخليل المعزز صفوفه يواجه جورة الشمعة المتراجع نسبيا عن المواسم السابقة، وعلى الورق الغلبة للعميد الخليلي.

• بلاطة ومركز رقم واحد: ديربي المراكز، وبلاطة مرشح للفوز بسهولة، مع كل التقدير لمستوى رقم واحد لكن بلاطة الأكثر تطورا من بين فرق الدوري.
• جمعية الشبان بحلته الجديدة يواجه بيت لقيا الجريح، فريقان سبق وتواجها في الاحتراف الجزئي، لكن اللحظة الراهنة تشهد تباينا في وضع كل فريق، والفوز أقرب لأبناء عماد ناصر الدين.
• آخر المواجهات متكافئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بين الأمعري وإسلامي قلقيلية، ومباراة يصعب توقع نتيجتها، فالفريقان طامحان للذهاب بعيدا في البطولة.

على أية حال، بطولة الكأس تحمل معها طموح الفرق القادمة من غير المحترفين، والحافز ليها أقوى، كما أنها تتضمن طموح غير المنافسين على الدوري أملا في التعويض، وهي فرصة لبعض الفرق لمراكمة الإنجازات، فهل ستشهد مباريات دور 32 مفاجآت؟

سؤال من المبكر الإجابة عنه، وإن كانت القرعة حملت معها مواجهات قوية أبرزها دون شك: هلال القدس وسلوان، وإسلامي قلقيلية والأمعري، والخضر والبيرة، فهذه المباريات الثلاثة ستشهد ندية واضحة على الأرجح.

وكل التمنيات للفرق جميعها، فلكل مجتهد نصيب، وهذه المقولة تجد تعبيراتها في بطولة الكأس.