الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حزب الله بين مطرقة إسرائيل وسنديان الأسد

نشر بتاريخ: 23/01/2015 ( آخر تحديث: 25/01/2015 الساعة: 09:26 )
حزب الله بين مطرقة إسرائيل وسنديان الأسد
بيت لحم- معا - هدف اغتيال جهاد مغنية، أثناء جولة تفقدية قام بها مع مشغليه الإيرانيين لمنطقة القنيطرة هو منع عملية "إرهابية" عزم مغنية وعناصره على تنفيذها كما تؤكد إسرائيل إضافة إلى رغبة إسرائيل عبر هذا الاغتيال نقل رسالة واضحة مفادها بان إسرائيل مصممة على منع حزب الله وإيران من السيطرة على المنطقة الحدودية، وتحويل الجولان السوري إلى قاعدة عمليات ضدها بما يشبه الوضع الذي كان سائدا على الحدود مع لبنان حتى حرب عام 2006 .

واستهل البروفيسور "ايال سيزار" المحاضر في تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب ورئيس مركز "موشه ديان" لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا وعميد كلية العلوم إنسانية في جامعة تل أبيب مقالته التحليلية المنشورة "الخميس" في صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو والليكود .

ويبدو أن الرغبة القوية في الحفاظ على نظام بشار الأسد بكل الطرق ومن كل الأخطار يشكل احد نقاط ضعف حسن نصرالله وسببا قويا لعدم تسرع الحزب بالانتقام من إسرائيل، ما قد يتسبب بتدهور الأوضاع في المنطقة نحو حرب جديدة . قال " ايال سيزار"

جاءت محاولة حزب الله تحويل هضبة الجولان الى ساحة يلاعب عبرها إسرائيل ويجس نبضها بعيدا عن القرى الشيعية في جنوب لبنان بعد ازدياد وتعمق تدخل الحزب في الحرب السورية حيث ينتشر ألاف من مقاتليه في أرجاء الجمهورية السورية وقتل منهم المئات في المعارك التي دارت مؤخرا ضد المتمردين السوريين وكل هذا بهدف ضمان نجاة نظام الأسد . أضاف سيزار.

يحافظون على الأسد لمنع وصول داعش إلى لبنان

يعتبر الحفاظ على النظام السوري هذه الأيام الهدف الاستراتيجي لحزب الله وإيران وبات أهم بالنسبة لهم حتى من الصراع مع إسرائيل لان سوريا تشكل شريان الحياة الذي تتدفق منه الأسلحة والأموال الإيرانية إلى لبنان، إضافة إلى أن سقوط الأسد سيجلب داعش إلى عمق الأراضي اللبنانية ما سيشكل خطرا وجوديا ليس فقط على حزب الله بل على مؤيديه من الشيعة أيضا.

وفي حال اندلعت الحرب اللبنانية الثالثة بين إسرائيل وحزب الله فإنها ستكون بدرجة كبيرة عبارة عن بث معاد لحرب لبنان الثانية او حتى بثنا معادا لعملية "الجرف الصامد" والفارق سيكون في حجم الدمار الذي سيلحق بطرفي الحرب وأيضا في اعداد القتلى .

ويعتقد البروفسور "سيزار" بعدم وجود مصلحة لحزب الله بدخول مثل هذه الحرب التي سيدفع ثمنها في الأساس جماهير مؤيديه من شيعة لبنان لكن حزب الله لم يمتنع طيلة مسيرته من السير على حد السيف وتحدي إسرائيل لأنه كان يعتقد بقدرته على النجاة وتجاوز الازمة وبقدرته على خوض الحرب مع إسرائيل إذا فرضت عليه والخروج منها برأس سالم.

وحتى لو دمرت إسرائيل ألاف أو عشرات ألاف المنازل اللبنانية فان هذا لن يتسبب بانهيار الحزب تماما كما لم يؤد تدمير الضاحية الجنوبية لبيروت عام 2006 إلى تصفية حسن نصر الله وكما لم يؤد الدمار الذي لحق بقطاع غزة خلال "الجرف الصامد" إلى تدمير حماس وتصفيتها.

ضربة واحدة تقضي على النظام السوري وحزب الله

من هذه الناحية يعتبر مصير الرئيس بشار الأسد كاسرا للتوازن وهو من سيقرر مصير المواجهة القادمة ويمكن لإسرائيل وبجهد غير كبير أن تتسبب بانهيار نظام الأسد المرتعش إذ يكفي على سبيل المثال ان تشل حركة مطار دمشق الدولي الذي يشكل شريان الحياة بالنسبة لإيران وحزب الله والذي يشكل الرابط والصلة الوحيدة بين دمشق والنظام السوري وبقية العالم حتى توجه إسرائيل ضربة قاصمة للرئيس السوري ونظامه .

وفي هذه الحالة فان نتيجة جولة جديدة من القتال بين إسرائيل وحزب الله لن تكون التعادل النازف والدمار المتبادل ليخرج في النهاية حسن نصر الله من مكان اختبائه ليعلن نصرا اللاهيا أخرا على إسرائيل لان وضع حسن نصرالله دون بشار الأسد سيكون مختلفا تماما وبكل تأكيد ليس نحو الأفضل وهذا ليس فقط بسبب انهر المقاتلين المتمردين الراغبين بالانتقام منه التي ستنفجر من كل حدب وصوب بل لان قطع شريان الحياة سيشكل ضربة قاصمة لعملية تعزيز وتعظيم قوة حزب الله تلك العملية التي ستواجه ضربة قوية جدا وربما تتوقف بشكل نهائي.

نصر الله يعرف هذه الحقيقة وكذلك الإيرانيون ومن هنا بالضبط تأتي الدوامة التي تعيشها بيروت وطهران وأساسها يقوم على البحث عن رد يتحدى إسرائيل لكنه يحافظ على "ابنهم الغالي" بشار الأسد .

بما يبني الإيرانيون وحزب الله حساباتهم هذه المرة أيضا على فكرة أن تكون إسرائيل راغبة هذه المرة أيضا بالحفاظ على الأسد ومنع سقوطه حتى لا تحصل بدلا منه على داعش وجبهة النصرة كما فعلت في غزة خلال "الجرف الصامد " حين امتنعت عن إسقاط حماس . اختتم "سيزار" تحليله .