"أبو نضال" يصل قبور أجداده من تحت الجدار
نشر بتاريخ: 24/01/2015 ( آخر تحديث: 24/01/2015 الساعة: 21:01 )
بيت لحم- معا - أحمد برغوث "66 عاما" من قرية الولجة، هو أحد الذين اسقط الجدار على ارضهم وفصل بيته عن بساتينه الجميلة التي تشع وهج الطبيعة، ويختلف عنهم بأن الجدار فصل بينه وبين "قبور اجداده" الذي دفنهم في ارضه قبل عقدين من الزمن، الى أن نجح في الحصول على ممر من تحت الجدار للوصل اليها.
أبو نضال كما أحب أن نناديه قال لـ معا إنه وبناء على العادات التي كانت في قرية الولجة في ذلك الوقت ولعدم وجود مكان لدفن الموتى للقرية عامةً، فقد كان الناس يدفنون موتاهم في ارضهم بناء الى توصية من قبل الأهالي لأبنائهم قبل وفاتهم، ويضيف "أبي وأمي وجدتي دفنتهم هنا، جدتي تحديداً دفنتها قبل أكثر من عقدين ونصف من الزمن".
يقول ابو نضال أنه منذ أن رأى مخطط جدار الضم والتوسع في الولجة، لاحظ أن مسار الجدار سيمر فوق قبور اجداده الأمر الذي دفعه الى التقدم بعدة شكاوى للمحكمة العليا الإسرائيلية لمنع حدوث ذلك، مضيفاً أنه نجح مرات عدة في منع المتعهدين من البدء بالعمل حتى صدور قرار المحكمة، وهو ما جاء أخيراً بنفق تحت الجدار يوصل حتى القبور، وبوابة من خلال الجدار تكون مفاتيحها مع العائلة فقط.
|314380|
ابنه نضال الذي رافقنا للوصول الى القبور، قال أنهم خسروا عشرات الدونمات من اراضيهم اما لبناء الجدار عليها أو تلك التي بقيت خلف الجدار، ويؤكد نضال أن النفق الذي نجحوا بالحصول عليه جاء بعد جلسات ماراثونية في المحاكم الإسرائيلية وخاصة المحكمة العليا التي كان لها الكلام الفصل في النهاية.
وأضاف نضال صاحب الـ" 46 عاما" أن الجدار أثّر على حياته هو وابناءه، بقوله " كنا نصل بساتين الزيتون خاصتنا كما نحب ونريد، ولكن انظر الآن الى كم الخراب الذي لحق بالأراضي والمناظر الطبيعية الخلابة"، ويتسائل نضال " انظر بعينك من يدمّر الأراضي، انظر الى تلك الجرافات التي تخلع أشجاراً يصل عمرها قرون طويلة من الزمان".
|314379|
رئيس المجلس القروي للولجة عبد الرحمن ابو التين قال أن قريته مهمشة تماماً عن اجندة السلطة وقياداتها، ويورد مثالاً أن أحد المسؤلين الذين قدموا الى القرية قبل عدة سنوات لتفقد أحد المشاريع فيه، طالبه الأهالي بالتوجه الى المنطقة التي كان يخطط الإحتلال لبناء الجدار فيها، مؤكداً ان الجدار لم يكن قد بُني بعد، ولكن ما كان من المسؤل إلا أن وعدهم بالعودة لرؤيته، ولكنه حتى الآن لم يأت .. والجدار حاصر القرية حصاراً خانقاً.
وناشد ابو التين الرئيس محمود عباس بالتدخل لتعزيز صمود المواطنين في الولجة التي يقطنها أكثر من 2500 نسمة، لأن مشاريع الإحتلال في تفريغ القرية تسير على قدم وساق، ان لم يكن هناك تكاتف لمنعها.
|314378|
ابو التين بدا عاجزاً عن فعل أي شيء في مواجهة سياسة دولة بأكملها "أي اسرائيل بطبيعة الحال"، ويكفيك أن تقف أمام منزل أبو نضال وتذهب بنظراتك تجاه القدس التي لن تصل الى هناك لأنها ستصطدم حتماً بـالـ"بلدوزرات" التي تجرف الأراضي، والرافعات التي يصل طولها لمئات الأمتار وهي تعمل بصمت سريع، وربما سيفتح ابو نضال باب منزله يوماً ما ليجدهم قد وصلوه.|314376||314377|