الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بتسيلم لنتنياهو: راية سوداء ترفرف فوق سياسة هدم مباني السكان بغزة

نشر بتاريخ: 28/01/2015 ( آخر تحديث: 28/01/2015 الساعة: 07:19 )
بتسيلم لنتنياهو: راية سوداء ترفرف فوق سياسة هدم مباني السكان بغزة
القدس - معا - تنشر منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" اليوم الأربعاء تقريرا عن سياسة تفجير المسكان في غزة أثناء العدوان الأخير على القطاع، والتي استشهد خلالها المئات من المواطنين الفلسطينيين.

وتقول "بتسليم" في تقريرها الذي وصلت "معا" نسخة عنه، إنّ قرار تفجير المساكن، الذي راح ضحيتها ربع الشهداء الفلسطينيين، لم يكن قرارا اتخذه الجنود أو الطيارين أو الضباط في الميدان، بل قرار سياسي اتخذه القادة السياسيون والضباط الكبار. وأضافت الجمعية أن "هذه السياسة التي حتى لو ظنّت الحكومة أنها ستؤدي إلى وقف إطلاق الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية، إلا أنها كان من الواجب عدم تنفيذها لأن راية سوداء ترفرف فوقها، بسبب النتائج القاسية التي أدت إليها".

وقد أرسلت "بتسليم" قبل أسبوع التقرير إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث كتب مديرها العام حجاي إلعاد: "لقد أدعى القادة السياسيون، وأنت على رأسهم، بأن قصف المنازل يتناسب والقانون الإنساني الدولي، حيث قمتم بالتنصل من المسؤولية وألقيتم كل المسؤولية على حماس. هذا التفسير جاء لدحض كل ادعاء ضد إسرائيل مسبقا، وكأن كل ما تقوم به إسرائيل ردا على حماس هو شرعي. هذا التفسير غير قانوني وتفرغ قاعدة أنه فيما إذا كان أحد الأطراف لا يقوم بتنفيذ القانون، فإنه لا يمكن للطرف الآخر التنصل من المسؤولية بكل ما يتعلق بالمواطنين أو الأهداف المدينة".

وتقول منظمة "بتسيلم" في تقريرها بأن "حماس لم ينفذ القانون الدولي بكل ما يتعلق بالتزامه على التفريق بين أهداف مدينة وأهداف عسكرية، واطلق الصواريخ من أماكن قريبة إلى المساكن، وخبأ الأسلحة داخل المنازل وحفر الأنفاق، ولكن كل ذلك لا يعفي إسرائيل من التزاماتها".

وقد فحص التقرير 70 حادثة استشهد فيها 606 فلسطينيين، غالبيتهم من المدنيين الذين لم يشاركوا في الحرب. واتضح أن أكثر من 70% من بينهم تحت سن 18 عاما، أو أكبر من 60 عاما أو من النساء. وقد تناول التقرير بصورة تفصيلية 13 حادثة استشهد فيها 179 فلسطينيا.

وقام محققو المنظمة بأخذ شهادات سكان المنازل والمساكن حيث استشفوا من شهاداتهم اليأس الذي أصابهم بعد أن فهموا أنه ليس باستطاعتهم حماية أولادهم وأنفسهم حتى داخل منازلهم، حيث فقد البعض منهم أسرته بأكملها.

ويتضح من التقرير أنّ إسرائيل لم تقم بواجبها في تحذير السكان قبل أن تقصف المنازل أو المباني السكنية، ووسعت من تعريفها لما أسمته "هدف عسكري" حيث قامت باستهداف العشرات من منازل الناشطين في حماس والجهاد الإسلامي، بالرغم من أنه لم يتم أي نشاط عسكري فيها، ولم يتم الأخذ بعين الاعتبار وجود مدنيين في المنطقة المستهدفة عسكريا في عدة حالات.