الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إنجاز أكبر عقدة خرسانية "باطون" على مستوى فلسطين في روابي

نشر بتاريخ: 28/01/2015 ( آخر تحديث: 28/01/2015 الساعة: 15:11 )
إنجاز أكبر عقدة خرسانية "باطون" على مستوى فلسطين في روابي
رام الله -معا- أنجزت مدينة روابي الأسبوع الماضي تنفيذ أكبر عقدة خرسانية في فلسطين، وذلك في أحد المباني التجارية الواقع في مركزها، في قصة إنجاز جديدة سطرتها المدينة، وفي مشهد يدلل على حجم أعمال البناء الهائلة فيها وتسارع وتيرتها إستعداداً لإنتقال ساكنيها. وقد تحقق ذلك من خلال مواصلة المئات من العمال والمهندسين وفرق الإشراف العمل على مدى أربع وعشرين ساعة متواصلة.

وسجلت هذه الصبة رقماً قياسياً جديداً في فلسطين بالنظر إلى مساحتها والتي تتجاوز الأربعة دونمات ونصف، وقد أُستخدم فيها ما يزيد عن 1,700 كوب من مادة الباطون، و600 طن من الحديد، وما مجمله 30,000 متر مكعب من عناصر الدعم المتطورة، وتصل سماكتها في بعض الأجزاء إلى مترين. إضافةً إلى أن تنفيذها تطلب حوالي 9,000 يوم عمل موزعة على 150 عامل فلسطيني وبواقع 60 يوم عمل لكل عامل.

ويعتبر الخبراء هذه العقدة بأنها ليست فقط الأكبر، بل الأولى من نوعها في فلسطين من حيث الإلتزام بأدق تفاصيل المواصفات المحلية والإقليمية والعالمية، ومواكبة إجراءات ضبط الجودة في كافة مراحلها، وتعدد نماذج الطوبار والعناصر الإنشائية الغير اعتيادية المستخدمة فيها. الحرص على إتباع أعلى المعايير والتفاصيل التنفيذية الخاصة بمقاومة الزلازل، هو السبب الأساسي وراء عدم تقسيمها إلى أكثر من مرحلة كما هو الحال في العديد من المشاريع العقارية. جميع هذه الحقائق الهندسية جعل منها حديث الوسط الهندسي والمختصين في هذا المجال، وقد زار العديد منهم موقع العمل ليطلع على تفاصيله، حيث اعتبروا هذه العقدة إنجازاً جديداً على مستوى القطاع العقاري في فلسطين.

وسبق أعمال صب الخرسانة، إنجاز كافة أعمال الطوبار، والتي استخدمت فيها عناصر متعددة وجديدة كأبراج الدعم والسقالات والتي تم تصميمها خصيصاً لهذه العقدة. استخدام نماذج متعددة من الطوبار، جاء أخذاً بالعوامل المؤثرة كالإرتفاعات والميول الأرضية وميول الأسقف. وللتأكد من قوة تحمل الطوبار تم فحص عناصره في مختبرات متخصصة، والإستعانة بخبراء مختصين من عدة مكاتب وشركات هندسية في هذا المجال. وقد تم تنفيذ هذا المشروع بالتعاقد مع شركة النخيل للمقاولات والتعهدات العامة، وهي شركة فلسطينية متخصصة من جنين والتي عرفت بكفاءتها ودقتها في الأداء.

وفي تعليقه على الموضوع وصف المهندس عصام درويش رئيس طاقم الإشراف الهندسي على المشروع أعمال هذه الصبة بقوله: "إن النمط العمراني المتبع في مركز مدينة روابي وضع على عاتقنا مسؤولية النجاح في تنفيذ عمل إنشائي معقد يستطيع أن يخدم متطلبات الدمج بين فن العمارة المتميز فيه والتي تتم بأحدث التقنيات الإنشائية، ومتطلبات الأسواق التجارية العصرية المتطورة جداً من حيث استخدام أحدث تقنيات الإتصالات، والتدفئة والتبريد، والحماية، وأنظمة الحريق وغيرها. وأردف درويش: "لقد وظفت أنا ومهندسي المشروع خبراتنا المكتسبة في مشاريع مماثلة في عدد من الدول العربية والعالمية لإتمام العقدة بأعلى جودة ودون أدنى نسبة من الخطأ".

وفي لقاء خاص في الموقع خلال إشرافه المباشر على العمل أعرب المدير التنفيذي لشركة النخيل مصطفى السايس عن فخر شركته بهذا المشروع قائلاً: "تستطيع أن تقرأ السعادة والفخر في عيون جميع عاملينا في الموقع، والذين يعملون بهمة وجهد منقطع النظير، يحفزهم حجم الإنجاز الكبير وروح العائلة التي أضفاها القائمون على المدينة ومهندسو الإشراف فيها".

وأضاف: "من وجهة نظري كشركة متخصصة أن هذه العقدة هي الأولى من نوعها في فلسطين ليس فقد بمساحتها وكمية الحديد والباطون المستخدمة فيها، ولكن بجودة المواد المستخدمة، وكفاءة العاملين والمشرفين، وحجم الآليات الضخم، وجودة ودقة التخطيط والتنفيذ، وعدد ساعات العمل القياسي لحجم المشروع".

في نفس السياق أضاف المهندس أشرف حسين مدير عام الشركة: "يعمل في هذه الصبة من شركتنا ما يقارب المئة وخمسون عاملاً وأكثر من خمسة عشر مراقباً ومهندس اشراف، تم توزيعهم على ثلاث شفتات لتغطي 24 ساعة عمل متواصلة، جميعهم من ذوي الكفاءة والذين تم اختيارهم للعمل في هذه الصبة نظراً لحجمها والحرص على دقة العمل فيها. ولنكون بمستوى الثقة التي منحنا إياها القائمون على المدينة كشركة محلية". وأردف: "عملنا مع روابي على مدى أكثر من ثلاث سنوات هو نقطة تحول في مسيرة شركتنا، وتواصل العقود المستقبلية لنا وللشركات المحلية هو بمثابة دعامة أساسية لاستمرارنا في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة. ما لمسته شخصياً من تميز في البناء من خلال عملي في مدينة روابي جعلني أشتري منزل العمر فيها".

وفي تصوير مختلف لأجواء وآليات العمل بأعداد العاملين الكبير، وتواصل ساعات العمل، ودقة التنفيذ قال المهندس المقيم والمشرف على التنفيذ نهاد البيشاوي: "لقد أرتنا روابي ناشونال جيوغرافيك فلسطين" في إشارة إلى برنامج الإنشاءات الشهير "Mega Structures" والذي يعرض أعمال البناء في المشاريع الضخمة والمميزة في العديد من الدول حول العالم. وهو نفس التعليق الذي أبداه المهندسين من مكاتب وشركات إنشائية وهندسية محلية في زيارتهم المتواصلة للموقع خلال ساعات العمل.

المهندس جورج سابا – أحد مهندسو الإشراف في المدينة وصف هذه التجربة بقوله: "لقد كانت تجربة قَيِّمة أضافت لي الكثير وهي مصدر فخر لي كمهندس فلسطيني يهم في بناء وطنه، لقد شاركت الفرق منذ مرحلة التحضيرات المسبقة للصبه والتي شملت الإضاءة، وإجراءات السلامة العامة، التأكد من الآليات والمواد، ثم تابعنا كافة مراحل التنفيذ وأشرفنا على العمل لحظة بلحظة، ولم نعرف التعب أمام الإنجاز المحقق على الأرض".

كما وأعرب العاملون في الصبة وجميعهم فلسطينيون، عن سعادتهم بالمشاركة في هذا العمل معبراً عن ذلك قال عيسى دراوشة- وهو أحد هؤلاء العاملين: "لأول مرة نعمل في عقدة بهذا الحجم، والأجواء النفسية جداً رائعة، هي تجربة تاريخية زادت من خبرتنا، وأتقدم بالشكر للقائمين على المدينة لإعطائنا كعمال فلسطينين مثل هذه الفرص، كما وأشكر مهندسو الإشراف من الطرفين والذين جعلونا نشعر، سواء طواقم روابي أو طواقم النخيل، أننا عائلة واحدة".

من جانبه وصف محمود عبد اللطيف أحد العاملين من شركة النخيل هذه التجربة قائلاً: "لأول مرة أشارك في عمل تواصل على مدى 24 ساعة، ومع أنني أنهيت الشفت المحدد لي ولكني أشعر بالرغبة بأن أكمل العمل مع الفريق فأنا جداً متحمس لهذا الإنجاز". وأضاف: "لقد وفر تعاقد شركتنا مع مدينة روابي مصدر رزق دائم وجيد، فقد تركت العمل بالمستوطنات بكل ما كان يشكل لي من مخاطر وقلق، وأصبحت أعمل في وطني في ظروف جيدة وبأجور ممتازة".

من الجدير بالذكر أن المبنى التجاري الذي جرى صبه هو ما سيكون لاحقاً مركز التسوق الشامل لمدينة روابي، والذي سيتحول إلى تجربة جديدة في فلسطين للتسوق، حيث يجمع كافة احتياجات المستهلك تحت سقف واحد، ليخلق ثقافةً جديدةً للتسوق ويكون محطة العائلات الباحثة عن الجدوى والأسعار المعقولة والاستمتاع. كما يحتوي على مواقف سيارات ذات قدرة استعابية كبيرة تستوعب ما يقارب 1,500 مركبة.