الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي: البناء الصامت في المستوطنات أضعاف ما يتم الاعلان عنه

نشر بتاريخ: 28/01/2015 ( آخر تحديث: 28/01/2015 الساعة: 16:23 )
رام الله - معا- لفت القائم بأعمال هيئة مقاومة الجدار والاستيطان جميل البرغوثي النظر لقضية حساسة، ألا وهي قضية (البناء الصامت في المستوطنات)، والتي تمضي دونما ضجيج أو خشية من صدى ردود الأفعال التي تتردد هنا أو هناك، حتى ولو كانت على استحياء وبالخفاء.

يقول جميل البرغوثي واصفاً سياسة الاحتلال الإستيطانية: تمضي حكومات الاحتلال المتعاقبة على ذات النهج وذات السياسة، فالإستيطان بفيروساته الوبائية هو العنصر الرئيس في فلسفة الاحتلال الإسرائيلي، فما أن يُكشف الستار عن مئات وآلاف الوحدات الاستيطانية في العلن، حتى يشرع الاحتلال ببناء مئات آلاف الوحدات الإستيطانية في الخفاء، والتي بدورها تلتهم الأراضي الفلسطينية شيئاً فشيئاً.

يضيف: يكاد يوجس القلب خيفة مما يعرف "بسياسة الاستيطان الصامت"، الذي ينفذه الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة عبر منظماته بدعم كامل غير معلن من حكومته، والذي يفوق في حقيقة الأمر ما يعرف بالإستيطان العلني، وذلك لتفادي أي ردود فعلية محلية أو دولية.

أما عن هدف الاحتلال من وراء هذه السياسة فقد علق البرغوثي قائلاً: شهدت السنوات الأخيرة الماضية هجمة استيطانية واسعة، كان أساسها سياسة البناء الصامت أو الاستيطان الهادئ داخل المستوطنات، والذي لم يتوقف برهة في سباقه مع الزمن، والتي لا تراعي فيها اسرائيل القوانين ولا الأعراف الدولية، إذ تسعى في نهاية المطاف للاستيلاء والسيطرة على أكبر مساحة من الأرض الفلسطينة، وتضيق الخناق على المواطنين الفلسطينين العزل، وسلب أبسط حقوقهم، ومصادرة أراضهيم وممتلكاتهم، وفرض سياسة الأمر الواقع بإحلال الآخر مكان صاحب الأرض، علماً بأن الاستيطان يندرج في إطار الحرب وفقاً لنظام روما لمحكمة الجنايات الدولية.

فيما حذر البرغوثي من خطر الاستيطان على مشروع الدولة الفلسطينية المستقبلية قائلاً: تنتشر المستوطنات في معظم مساحة الضفة الغربية،إذ أدت إلى فصل أجزاء كبيرة منها عن بعضها البعض، فالبكاد تجد عشرة كيلو مترات متواصلة في أي بقعة من بقاع الضفة الغربية دون أن تجد مستوطنة، هذا بالإضافة إلى مصادقة الحكومة الإسرائيلية من وقت لآخر على بناء آلاف الوحدات الإستيطانية، وطرح آلاف العطاءات في ذات الشأن، تحقيقاً لمقولة أن "لا صهيونية دون إستيطان".

وعن انعكاس الاستيطان على حياة المواطن الفلسطيني قال: لا يخفى على أحد بأن الإستيطان يمس الحياة العامة للفلسطينيين بكافة جوانبها، الإقتصادية، السياسية، والاجتماعية. إذ يسعى إلى تغيير معالم الأرض الجغرافية والتاريخية، فهو لم يكن وليد لحظته، فمنذ نهاية القرن التاسع عشر تسعى إسرائيل جاهدة من خلاله إلى اقتسام الضفة الغربية مع الفلسطينيين، لتكون مساحة إسرائيل بذلك أكثر من 85% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية.

وفي الختام، دعا البرغوثي لتكثيف الجهود من أجل مواجهة المشروع الاستيطاني قائلاً: آن الآوان لإنهاء سيرة الاستيطان، إنطلاقاً من كونها تهديداً وخطراً على الوجود الفلسطيني، إذ بات الامر يستدعي أن يُقرع جدار الخزان كما يقال، بل وتحطيمه، وأن يوقف الزحف الاستيطاني، بخلق إستراتجية فلسطينية موحدة، وضرورة إجبارها على التوقف عن مواصلة سياساتها الاستيطانية العلنية والصامتة والتي تعتبر مخالفة لكافة الإتفاقات الدولية، كما ويستدعي الأمر ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية والسلمية من أجل إبطال القرارات الإستيطانية ووقف الاستيطان، ومحاولة إنقاذ ما تبقى من الأراضي الفلسطينية.