المرأة الفلسطينية ودورها الوطني داخل المجتمعات الأجنبية
نشر بتاريخ: 29/01/2015 ( آخر تحديث: 02/02/2015 الساعة: 14:19 )
حظيت المرأة الفلسطينية في مراحل تاريخها باهتمام ورعاية كبيرين في مفهوم المرأة العربية والإسلامية والأجنبية ، وأصبحت محط اهتمام بالغ لأهمية دورها في مشاركتها في زرع حب الوطن في أبناءها ، وغرست به حالة النضال المستمر لتحقيق طموحاته في استعادة حقوقه المغتصبة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ، وساهمت بشكل كبير ببناء مجتمع يقوم على أساس مد الجسور الثقافية والتراثية والمشاركة الفاعلة جنبا إلى جنب مع اخوانها المناضلين في حركة النضال الوطني الفلسطيني منذ العام 1948 ، وزادت من مواصلة مسيرتها وكانت محظوظة باستمرار برعاية مكونات المجتمع الفلسطيني خاصة وأبناء الجاليات العربية والأجنبية عامة في ظل الاقامة الجبرية بحكم ظروف التهجير والنزوح القسري للشعب الفلسطيني ، وتواصلت حياتها في ظل رعاية ودعم القيادة الفلسطينية الذي أعطى الشهيد الراحل الرئيس ياسر عرفات ، وتضاعفت الأولوية والاهتمام البالغ بالمرأة الفلسطينية في الداخل والخارج الفلسطيني التي شهدت السنوات الأخيرة في اهتمام المرأة الفلسطينية بمضاعفة دورها المتميز والمتزايد والمتنامي بمختلف قضايا ومجالات وقطاعات التي تهم المرأة في عهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وأصبحت هذه القضايا في مقدمة أولويات السياسات العامة ، بما انعكس هذا الاهتمام جلياً على المستويين الحكومي والأهلي في الدول الاجنبية وخاصة بعد أن وصلت إلى مراكز قيادية متقدمة على المستوى الحكومي والأهلي والتشريعي والقضائي والنيابي والخارجية وغيرها ، ولعل مشاركتها أبرزت توفر بيئة وقاعدة داعمة وراسخة مكنت المرأة الفلسطينية من المشاركة في مسيرة حركة النضال الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الدولة الفلسطينية .
لقد جاء بالقوانين الأساسية لجميع دول العالم شاملاً حول حقوق وواجبات الأفراد في المجتمع ، والمرأة الفلسطينية التي تمثل إحدى ركائز العمل الاجتماعي والوطني ، فقد استفادت من التشريعات في الدول التي تعيش تحت دستورها وقوانينها ، كداعم رئيسي لكافة شؤونها الحياتية وإدماجها في قضايا المجتمع مع الحفاظ على العادات والتقاليد العربية والمواثيق الاجتماعية والدينية ومنسجمة بذلك مع المعايير الدولية وخاصة المبادئ الأساسية الداعمة لحقوق المرأة ، والإعلان العالمي والميثاق العربي لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية الخاصة بحقوق المرأة ، ونتيجة لذلك وضعت المرأة الفلسطينية رؤية بإستراتيجية لتحدد سياسات وأهداف وبرامج عمل موجهة لخدمة قضيتها أينما وجدت في الخارج ، وواصلت مسيرتها وفقا لقانون الدولة المستضيفة تتضمن أولويات دورها الوطني ومشاركتها في بناء المؤسسات وتحرص على تميز دورها وتعاملها كعنصر أساسي داخل المجتمع والأسرة والمدرسة وتربية الأجيال وتعدهم لبناء مستقبل أفضل للانخراط كمرحلة مؤقتة في المؤسسات الحكومية والأهلية والأفراد والقطاع الخاص وتقديم الخدمات الإنسانية الاجتماعية، ضمن خطط النهوض بالمجتمع والارتقاء بحياة المواطنين وتمكينها لتضطلع بدورها الطبيعي كمشارك فاعل في عملية التنمية الشاملة في تلك الدول.
لقد أصبحت المرأة الفلسطينية نموذجا متميزاً أثناء تواجدها في الخارج وعملت بتعاون وتنسيق ضمن البيت الفلسطيني والجاليات العربية والإسلامية ، وتشكيل المجالس النسوية وفقا للقانون الخاصة بنشاطات وفعاليات عبر برامج ومشاريع متعددة للمحافظة على مستوى حضور جيد للمرأة الفلسطينية ،وربطها بالعوامل المؤثرة في المجتمعات التي تعيشها برفع ثقافة الوعي الوطني والتمسك بثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني ونشرها عبر الجلسات الثقافية والندوات العلمية وورش العمل والمؤتمرات وإقامة معارض فلسطينية سنوية تمثل ثقافة وتاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني للتعريف بحقوق الشعب الفلسطيني والحصول على الدعم اللازم من شعوب تلك المجتمعات وان تصبح أداة ضغط على حكوماتها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والاعتراف بالحقوق الفلسطينية في أقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعلى أساس المرجعيات الدولية ذات العلاقة.
ان المرأة الفلسطينية أتبعت استراتيجيات متعددة لتأسيس شراكة حقيقية مع المجتمعات الأجنبية لمواكبة العصر وتقنياته المعرفية والأنظمة التعليمية المتطورة ولترقى بالمستوى النموذجي لتمكينها من إزالة الفوارق داخل المجتمع الغربي من المعرفة السياسية داخل المجتمع ،بالإضافة الاطلاع الواسع بمجريات الإحداث الخاصة بالقضية الفلسطينية والقضايا الإقليمية والدولية الأخرى، وقد حققت المسيرة النسوية الفلسطينية نسبة عالية من النجاحات والانجازات بإشراك المؤسسات النسوية الأجنبية في حملة الاعتصامات والتضامن مع الشعب الفلسطيني ، هذا يرجع الى الخريجات الفلسطينيات الجامعيات وأصبحن يمثلن رافداً مهماً للمواهب والخبرات للوفاء بأهداف المجتمع الفلسطيني وتحقيق طموحاته بمختلف الاتجاهات التي استطاعت أن تنطلق من الحياة الصعبة والمريرة نتيجة الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته اليومية وتنصله من التزاماته القانونية والأخلاقية، وبذلك حققت المرأة الفلسطينية انتصارا وازدهاراً عظيماً بكل ما تعنيه هذه الكلمة عبر مراحل نضالها الفلسطيني .
لقد استطاعت المرأة الفلسطينية داخليا وخارجيا وبفضل دعم القيادة السياسية وخاصة الرئيس الفلسطيني محمود عباس خاصة حرصه على ان تكون المرأة الفلسطينية مشاركة في الاجتماعات الدائمة مع الجاليات اثناء الزيارات التي يقوم بها لدول العالم ، وداخليا سمح للمرأة الفلسطينية ان تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع الفلسطيني حيث وصلت إلى عدد من المناصب القيادية في الدولة التي تسهم من خلالها في تقديم الرأي والمشورة واتخاذ القرار ، لانتهاج سياسة إنصاف المرأة الفلسطينية داخل الوطن الفلسطيني ،وتوليها حقائب وزارية ، وتعين عددا من السفراء في دول مهمة كألمانيا وفرنسا وأماكن أخرى ، كما دخلت المرأة الفلسطينية في السلك الامني والشرطي ، وتعيينها في منصب محافظ ، ورؤساء بلديات ، وتعيين قضاة ووكيلات نيابة ،وهذه التجربة الفلسطينية المتميزة بالرغم من الحالة الاستثنائية للشعب والقضية بشكل عام والمرأة الفلسطينية بشكل خاص تشكل بمثابة ثقة المجتمعات الاجنبية بالمرأة الفلسطينية وقدرتها على تحمل مسؤولياتها في مجال تفعيل المشاركة السياسية وشكلت نموذجا أفضل من دول إقليمية ودولية .
أن الصورة الأكثر إشراقا وتمثيلا لدور ومكانه المرأة الفلسطينية في المجتمع الأجنبي لا تقف عند تلك الحدود بل تتعداها لتشمل بعض الوظائف القيادية العليا وتمثيلها في الاتحادات النسائية لمؤسسات ذات طابع أنساني واجتماعي وحقوقي وخاصة برنامج الإنمائي للأمم المتحدة للمرأة لانخراطهن بشكل ملحوظ في العمل الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني مثل الاتحادات النسائية العامة والجمعيات الإنسانية والمهنية وأصبحن ذات مرجعية للرسالة الإعلامية التي تشمل المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتشخيص وتحليل الحالة الإقليمية بمسؤولية عالية خاصة في تقديم صورة إيجابية للمرأة الفلسطينية أمام العالم عبر التواصل الفعال مع وسائل الإعلام الأجنبية.