السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعلاميون يدعون لإطلاق الحريات الإعلامية ووقف الانتهاكات في الضفة وغزة

نشر بتاريخ: 31/01/2015 ( آخر تحديث: 01/02/2015 الساعة: 10:59 )
اعلاميون يدعون لإطلاق الحريات الإعلامية ووقف الانتهاكات في الضفة وغزة
غزة- معا - دعا إعلاميون وحقوقيون إلى إطلاق الحريات الإعلامية ووقف الانتهاكات ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، والنهوض بواقع نقابة الصحفيين باعتبارها جسماً صحفياً حاضناً لجموع الصحفيين وهمومهم.

جاءت تلك الدعوات خلال ندوة حوارية نظمها اليوم، التجمع الإعلامي الديمقراطي بعنوان "واقع الحريات الإعلامية في ظل حكومة التوافق الوطني"، في قاعة اللاتيرنا بمدينة غزة، بمشاركة نخبة من الإعلاميين والكُتاب والأكاديميين والباحثين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والسياسيين.

ألقى الدكتور سمير أبو مدللة رئيس التجمع الإعلامي الديمقراطي، كلمة رحب فيها بالحضور الكريم، ومن ثم تحدث بالندوة الكاتب الصحفي هاني حبيب، والإعلامي فتحي صباح، والمدير العام لإذاعة صوت الوطن لؤي معمر، والمحامي من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان صلاح عبد العاطي .

وأكد أبو مدللة في كلمته الترحيبية أن العام 2014 شهد انتهاكات وجرائم دامية بحق الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة والذي تعرض لعدوان إسرائيلي شرس أستمر لـ51 يوماً الصيف الماضي والذي خلف وراءه 17 شهيداً من الصحفيين، وإصابة عشرين آخرين بعض منهم جراحه خطيرة وتدمير مؤسسات إعلامية ومنازل صحفيين .

وأشار أبو مدللة إلى أن التجمع الإعلامي الديمقراطي ليس بديلاً عن نقابة الصحفيين التي تعتبر الإطار الوطني الأوسع للإعلاميين الفلسطينيين إنما رافداً من روافدها للنهوض بالعمل النقابي والارتقاء بمستواه المهني، والدفاع عن حقوق الإعلاميين الفلسطينيين.

وبدأت الندوة بكلمة للكاتب الصحفي هاني حبيب، أكد بأنه لا يمكن إلقاء اللوم على حكومة التوافق الوطني وانتقادها واعتبارها قد ساهمت في التضييق على حرية العمل الإعلامي في قطاع غزة لأنها ليست موجودة على أرض غزة لكي نوجه أصابع الاتهام لها على تقصيرها في انتهاك الصحفيين والعمل الإعلامي بقطاع غزة .

وأشار حبيب إلى أن الرقابة الذاتية على الصحفي واتساعها في المجتمع شيء جيد لكن أن يتبعها ملاحقة من قبل السلطة في قمع الصحفيين وما يقومون به من أنشطة وفضح لدورها أمام الناس أمر سيئ للغاية .

وأوضح حبيب أن الوضع الحالي وما يشهده من غياب للديمقراطية وحالة الانقسام والحصار الإسرائيلي وتفشي حالة الفلتان الأمني من جديد على الساحة الغزية، كلها تؤكد أن الوضع القائم هو أشد ضراوة على الصحفيين الفلسطينيين فهم يتعرضون لانتهاكات جسيمة في حرية عملهم الإعلامي .

ورأى الكاتب الصحفي هاني حبيب أن حالة العمل الإعلامي للصحفيين في الوقت الحالي صعبة للغاية وتمر بأصعب مراحلها في الوقت الذي يتحدث فيه عامة الناس عن عدد شهداء الإعلام تجد هناك حالة من القمع الشديد كان آخرها توجيه الرسائل المجهولة المصدر للإعلاميين بسبب رأيهم أو حرق سيارتهم. لافتاً إلى أن الصحفي الذي لم يستشهد هو في ظل حالة استشهاد نظراً لخطورة المرحلة التي يتعرض فيها العمل الإعلامي.

من جهته، تحدث الإعلامي فتحي صباح عن طبيعة العمل الإعلامي في قطاع غزة وما يتعرض له الصحفيين من انتهاكات، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية هي التي تمارس دورها في انتهاك حرية العمل الإعلامي باعتبارها السلطة الحاكمة وليست حكومة التوافق الوطني التي تمتلك السيطرة الفعلية على الأرض .

وعن الضفة الفلسطينية والحريات الإعلامية فيها، شدد صباح انها تواجه انتهاكات كبيرة أكثر من غزة، فحالة القمع والاعتقال للصحفيين مستمرة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والفلسطينيون ورغم كل المأساة التي يمرون فيها لا يتحركون في ظل حالة الخوف وعدم الثقة واليأس والإحباط من عدم إمكانية تحقيق شيء على أرض الواقع .

وعن القضاء الفلسطيني وضرورة التوجه له، قال صباح إنه بات شبه معدوم ويتجه للطابع الحزبي، فعلى سبيل المثال بعد العدوان الإسرائيلي الاخير على قطاع غزة كان الجسم الصحفي موحداً في وجه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين، لكننا نرى عكس ذلك عندما يتعلق الأمر بالانتهاكات الداخلية لحرية العمل الإعلامي .

ورأى صباح أن هناك عدم قدرة للأحزاب السياسية على تغيير الواقع ولا تمتلك القدرة على إحداث تحرك قوي وضاغط باستثناء بعض الفصائل التي بدأت تتحرك في الميدان لتقول لا في وجه الانتهاكات الحاصلة في غزة مثل الجبهة الديمقراطية والشعبية وغيرهم ممن يتحدثون عن الواقع المرير والصعب الحاصل في القطاع. وعول صباح على أهمية أن يكون هناك صوتاً قوياً للجماهير الفلسطينية أمام هذه الانتهاكات والتي من دونها ستبقى الحريات ضعيفة ومنتهكة أمام هذا الأمر .

وشدد صباح في ختام حديثه على ضرورة النهوض بواقع نقابة الصحفيين الحاملة للجسم الصحفي وهمومه وأهمية الإعداد للانتخابات في كل مؤسساتها في الضفة والقطاع .

بدوره تحدث لؤي معمر مدير عام إذاعة صوت الوطن عن غياب حرية الإعلام المسموع، مؤكداً في كلمته أن حكومة التوافق الوطنية هي حكومة مشكلة من حركتي فتح وحماس وعليه فهي حكومة فاشلة بكل المقاييس، وأضاف: عندما نتحدث عن الحريات نجد أن جميع الأطر والقوانين معطلة، فالانتهاكات بحق الإعلاميين والصحفيين بالضفة الفلسطينية كبيرة حيث يتعرضون في بعض الأحيان للملاحقات من قبل أجهزة المخابرات، مطالباً بضرورة أن تقوم حكومة التوافق بالشراكة الوطنية وتمارس دورها في حلحلة كل القضايا التي تواجه العمل الإعلامي وما يخص غياب الحريات فيه.

ودعا معمر لتوحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني المرئي والمسموع والمكتوب. لافتاً إلى أنه في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة نجح الإعلام الفلسطيني في نقل رسالة للعالم أجمع عن مجمل الانتهاكات التي كان يتعرض لها الشعب الفلسطيني من مجازر دموية طوال أيام العدوان.

وعبر معمر عن أمله بأهمية أن تخرج الندوة بتوجيهات، وهي ان تمارس حكومة التوافق الوطني عملها في تحقيق مبدأ ترسيخ العمل الحر في العمل الإعلامي في إطار حرية الرأي والتعبير التي كفلها القانون.

من ناحيته، أكد صلاح عبد العاطي أن الإعلاميين الفلسطينيين بحاجة ماسة إلى قانون يوحدهم في عملهم الإعلامي، فالكثير منهم تحولوا لأبواق في ظل الانقسام المتواصل .

وأثنى عبد العاطي على خطوة انضمام فلسطين للهيئات والمنظمات الدولية والتي ستضمن تحقيق مكاسب ضد دولة الاحتلال وما مارسته من انتهاكات خطيرة بحق الإنسان الفلسطيني طوال العقود الماضية. وعن الواقع الحالي رأى عبد العاطي أن المرحلة الحالية تعد من أخطر المراحل التي يعيشها الفلسطينيون وما تعرضوا له من اعتداءات وانتهاكات جسيمة سواء من قبل الاحتلال أو الأجهزة الأمنية الفلسطينية، مبيناً في الوقت نفسه أن المرحلة القادمة ربما تكون أصعب مما هي عليه الآن في ظل حالة الانفلات الأمني وتوجيه الرسائل والانقلاب القانوني الحاصل في الساحة الفلسطينية .

وأوضح عبد العاطي أن فلسطين تمتلك في الوقت الحالي سلطات تجاوزت في عملها كل الحدود سواء على صعيد السلطة القائمة في الضفة والقطاع أو في نطاق عمل المجلس التشريعي، او على مستوى القيادات العليا فجميعها انتهكت القانون الإنساني ويجب أن يقدموا للمحاكمة لما اقترفوه من انتهاكات جسيمة بحق الأفراد والتي كان آخرها اعتقال رؤساء النقابات في الضفة الفلسطينية ومنع الحق في التجمع السلمي والذي تعرض هو الآخر لانتكاسة ما يؤشر على وجود انتهاك خطير لحقوق الإنسان في فلسطين .

وفي ختام الندوة، جرت العديد من المداخلات تحدثت برأيها عن واقع الحريات الإعلامية في الضفة والقطاع وكيفية الخروج من المأزق الحالي الذي أثر سلباً على حرية العمل الإعلامي في فلسطين.

ويشار إلى أن الإعلامية ديانا كمال كانت قد أدارت الندوة الحوارية وما احتوت عليه من محاور مختلفة في العمل الإعلامي.