الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجيوسي: فاتن مستعدة للتحول لبنك تنموي متخصص لتمويل المشاريع الصغيرة

نشر بتاريخ: 01/02/2015 ( آخر تحديث: 01/02/2015 الساعة: 17:46 )
رام الله - معا- أعلنت المؤسسة الفلسطينية للاقراض والتنمية (فاتن) أنها قدمت قروضا خلال العام الماضي 2014 بقيمة 45 مليون دولار، وخلقت أكثر من 3500 فرصة عمل وقدمت اكثر من 200 منحة جامعية .

وقال مدير عام المؤسسة الفلسطينية للإقراض والتنمية "فاتن" أنور الجيوسي في مؤتمر صحفي عقده في رام الله ، إن المؤسسة أصدرت 16713 قرضا خلال العام الماضي بقيمة 45 مليون دولار مقابل 16235 قرضا تم إصدارها في العام 2013 بقيمة 38 مليون دولار وهو ما يشكل نسبة نمو في المحفظة للعام 2014 مقدارها 32% مقارنة مع العام 2013.

وأضاف، أن عدد القروض التي منحتها المؤسسة منذ تأسيسها في العام 1999، والتي بدأت مشروعها بالتمويل التجاري التقليدي وكذلك الإسلامي، وصل إلى 130 ألف قرض مع نهاية العام 2014 لتصل قيمة القروض المصدرة منذ التأسيس إلى 225 مليون دولار.

وبلغت قيمة المحفظة النشيطة مع نهاية العام 2014 حوالي 60 مليون دولار امريكي وموجودات بحوالي مبلغ 66 مليون دولار وعملاء نشطين حوالي 30 ألف مقترضة ومقترض ، فيما بلغت بلغت نسبة المقترضات النشيطات حوالي 52% ، ، بينما بلغت نسبة نسبة سداد القروض حوالي 96%.

وأكد الجيوسي خلال اللقاء جهوزية "فاتن" للتحول إلى بنك تنموي متخصص لتمويل المشاريع الصغيرة، مشيرا إلى أن تمتع المؤسسة بمحفظة نشيطة يمكنها من اتخاذ هذه الخطوة .

وأوضح أنه في حالة اتمام سلطة النقد للنواحي القانونية الخاصة بذلك فإن "فاتن" ستتحول مباشرة إلى بنك تنموي متخصص، لافتا إلى استعداد فاتن للتعاطي مع أية معايير تراها سلطة النقد بشأن البنوك التنموية المتخصصة آخذا بعين الاعتبار المعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال.

وبين أن الاقتصاد الفلسطيني في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه البنوك لأنها ستعمل على تنمية قطاعات معينة مثل الزراعة والصناعة التي لا تجد كامل حاجتها التمويلية من البنوك العاملة في فلسطين، مؤكدا أنه في حالة تحول "فاتن" إلى بنك تنموي متخصص سينعكس ذلك بشكل ايجابي على القطاعات الاقتصادية المختلفة كون أن البنك المتخصص سيمنح أسعار فائدة أقل لأن التكلفة التشغيلية ستنخفض حتما.

وقال الجيوسي إن الاقتصاد الفلسطيني بحكم نشأته وظروفه التاريخية وما يعانيه من معيقات الاحتلال الغاصب لأرضه وموارده ، فإنه قد ارتكز بشكل كبير على المشاريع الصغيرة والمتوسطة ، منوها إلى وجود أكثر من 145 ألف مشروع صغير ومتوسط وفي غالبيتها توظيف ذاتي بمعدل لا يزيد عن خمسة عمال في المنشأة الواحدة.

علماً بأن حوالي 63 ألف مشروع يقع ضمن القطاع غير المسجل رسمياً " عمالة غير منظمة " وهي في غالبيتها توظيف ذاتي من الصعوبة بمكان حصولها على تمويل من القطاع المصرفي الرسمي، لذا فهي ضمن الفئة المستهدفة للحصول على تمويل من مؤسسة فاتن والتي تسعى بدورها الى شمل جميع الفئات وخاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود في المدن والأرياف والمخيمات والمناطق المحاذية للجدار الذين ليس لديهم القدرة على توفير الضمانات البنكية، من هنا يأتي دور فاتن في توفير التمويل المناسب لهم.

وأشار إلى أنه انطلاقاً من رؤية ورسالة مؤسسة فاتن، فهي تسعى بكل جدّ واجتهاد الى خلق فرص العمل وتقليل نسب البطالة والذي ينعكس بدوره على توفير الأمن الغذائي للأسر الفلسطينية الفقيرة وتثبيتهم على ارضهم.

ولفت الجيوسي إلى وجود9 مؤسسات عاملة في فلسطين بمجال الإقراض الصغير، والتي في غالبيتها بدأت كمشاريع تنموية أجنبية لتوفير التمويل الصغير للمواطنين الفلسطينيين في ظل غياب القوانين والتشريعات الفلسطينية آنذاك، والتي جاءت في غالبيتها كرد على الانتفاضة الفلسطينية بخلق فرص العمل والتوظيف، حيث عمد الاحتلال خلال تلك الفترة الى خنق الاقتصاد الفلسطيني وتهميشه وقد كان لهذه المؤسسات في ذلك الوقت دور في خلق التمويل الصغير للمشاريع الصغيرة التي يرتكز عليها الاقتصاد الفلسطيني والتي هي بمثابة العمود الفقري له.

يذكر ان جميع مؤسسات الإقراض الصغير العاملة بفلسطين تنطوي تحت مظلة "شبكة الإقراض الصغير "، حيث ان لديها مجتمعة محفظة قروض بمبلغ حوالي 105 مليون دولار امريكي.

وتعد مؤسسة فاتن الاولى والأكبر في مجال الٌإقراض الصغير بفلسطين، على مستوى المحفظة القائمة وعلى مستوى التوسع والانتشار حيث أن لديها شبكة فروع مكونة من 24 فرعا ومكتبا تنتشر في أكثر من 550 موقعا في الضفة الغربية وقطاع غزة من رفح جنوبا وحتى جنين شمالاً ، وعلى مستوى الكادر العامل بها حيث يبلغ عددهم أكثر من 180 موظفة وموظف، تشكل نسبة النساء العاملات بالمؤسسة أكثر من 50% .

وأكد الجيوسي أن مؤسسة فاتن أصبحت تشكل العمود الفقري لقطاع التمويل الصغير والرائدة في هذا المجال على مستوى كل فلسطين، فهي توفر التمويل بالطريقتين التجارية والإسلامية وتركز بدورها على الرواد الناشطين اقتصاديا من الفقراء وذوي الدخل المحدود وخريجي الجامعات والأسرى المحررين وعمال المستعمرات والمتضررين من جدار الفصل العنصري وذوي الاحتياجات الخاصة والتركيز بشكل خاص على المرأة الريادية أينما تواجدت، حيث تشكل النساء حوالي 52% من مقترضيها.

كما تتمتع مؤسسة فاتن بشبكة واسعة من العلاقات المحلية والإقليمية والدولية التي وجدت في فاتن الثقة ووفرت لها التمويل المناسب ، كما أخذت مؤسسة فاتن موقعا متميزا لها بشراكتها مع منظمة كيفا الدولية وهي منصة الكترونية تجمع بين مؤسسات الاقراض الصغير والأفراد المقرضين من جميع أنحاء العالم ، وبعد 6 سنوات من الشراكة المتميزة حظيت مؤسسة فاتن بأعلى سقف ائتماني لها مع منظمة كيفا يصل الى حوالي مبلغ 3 ملايين دولار أمريكي موزعة على عدة منتجات تدعم الفئات الأقل حظا والأكثر فقرا بفلسطين.

وأكد الجيوسي مجددا وجود حاجة ماسة لتطوير التشريعات السائدة في فلسطين لتمكين قطاع الاقراض الصغير من القيام بدوره على أكمل وجه، وذلك من خلال وضع قانون يعمل على محاولة تنظيم هذا القطاع بتوفير الدعم والمحفزات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة كي تساعدها على النمو والتطور.

وأضاف" بات من المعروف أن محدودية نمو هذه المشاريع يعود الى المعيقات التي تواجهها خاصة في ظل وجود الاحتلال وغياب التشريعات القانونية".

وأشار الجيوسي إلى أن غالبية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في فلسطين تعاني من ضعف في النمو نظرا لضعف الإدارة وعدم الحصول على التمويل الكافي ومحدودية فرص تسويق منتجاتها بسبب القيود المفروضة من قبل الاحتلال على الحدود والمعيقات التي اوجدها اتفاق باريس الاقتصادي مع الاحتلال.

ولفت الجيوسي إلى أن الاقتصاد الفلسطيني أخذ في العقدين الأخيرين بالتوسع في قطاعي التجارة والخدمات على حساب قطاعي الزراعة والصناعة، فقد حصل هذان القطاعان في التجارة والخدمات على النصيب الاكبر من تمويلات المؤسسات المصرفية والمالية الرسمية، إلا ان مؤسسة فاتن قد آثرت إعطاء الأولوية لقطاعي الزراعة والصناعة الصغيرة، ولهذا فقد أطلقنا منتج " ماكنتي " الذي يهدف الى تشجيع المواطن الفلسطيني على توطين المعرفة والمهارة التي اكتسبها من خلال عمله في المستعمرات والقطاعات الاقتصادية الإسرائيلية المختلفة، حيث استطاعت مؤسسة فاتن تمويل مثل هذه المشاريع الخفيفة ومنها على سبيل المثال صناعة طباشير الألواح المدرسية، وعلاقات الملابس ، وكاسات البلاستيك والصابون وغيرها.