القناة الإخبارية الجديدة للوليد بن طلال: بين الجزيرة والعربية
نشر بتاريخ: 01/02/2015 ( آخر تحديث: 02/02/2015 الساعة: 11:58 )
بيت لحم- معا- سلاح إعلامي جديد يُضاف إلى ذخيرة الأمير الملياردير، والذي يُسوّق قناة "العرب"، ويعلن التحدي على الفضائيات القائمة اليوم. السؤال الأكبر هو كيف سيبدو الاتجاه المنهجي للقناة الجديدة
يُعَرف الملياردير الوليد بن طلال، ابن أخ الملك الجديد سلمان، بأنه لا يخشى أحدا، قوي كما ينبغي. لقد قادته شجاعته هذه إلى تسويق القناة الفضائية "العرب" التي ستُنافس القنوات الفضائية العالمية التي تعمل اليوم. وبدأ البث الحي للقناة الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش من مقرها في البحرين.
ستشغل القناة 280 موظفا، من بينهم مراسلون من 30 دولة في أرجاء العالم.
تُعُد خطوة الوليد بن طلال خطوة شجاعة للغاية إذا ما نظرنا إلى الواقع أن الجزيرة والعربية تسيطران سيطرة مطلقة على هذا المجال، ولا تتيح له مجالا لمنافستهما. الشق الأيديولوجي بين نهج الجزيرة التنظيمي وبين خط العربية هو الشق الضيق الذي ستُحاول قناة "العرب" أن تعمل فيه.
لكننا نتحدث عن مهمة صعبة للغاية، وخاصة أمام "العربية". لأنه سيكون صعبا من ناحية أيديولوجية على القناة الجديدة أن تجد موقفا أصيلا خاصا بها. من الواضح أن "العرب" لن تتضامن مع أيديولوجيّة الجزيرة ولن تدعم معسكر المتطرفين، ومن ناحية أخرى سيكون من العسير عليها طرح بديل لقناة العربية التي تسيطر عليها أيضا مجموعة إم بي سي السعودية.
في المواجهة المستمرة في السنوات الأخيرة بين معسكر الإخوان المسلمين وبين المعسكر الحربي برئاسة عبد الفتّاح السيسي، وقفت الجزيرة والعربية بعضهما أمام بعض. من الصعب أن نصدّق بأن تنجح قناة الأمير وليد في اتخاذ خط مستقل ومنفصل عن خط العربية، التي تبنت موقف الحكم السعودي.
حاليا، يصرح القائمون على القناة الجديدة كما هو متوقع أنهم لن يدعموا أي خط تنظيمي سياسي، وسيحافظون على الحيادية. وهذا ما قاله المدير العام للقناة جمال خاشقجي: "لن نقوم بالاصطفاف إلى جانب أي طرف".
سيقف هذا التصريح أمام اختبار الوقت، إذ أن الجزيرة قد افتخرت عبر السنوات بالشعار المألوف "الرأي والرأي الآخر" وكذلك تفاخرت العربية بالتقديم المحايد، لكن لم تنجح أي منهما في الحفاظ على الموضوعية المطلقة لمدة طويلة. من الصعب الاعتقاد بأن القناة التي يملكها رجل أعمال ستبث أخبارا لا تتماشى مع مصالحه الاقتصادية، وما عدا ذلك من الصعب أن نتوقع من القناة أن توجه نقدا حقيقيا إلى الأسرة السعودية المالكة.
ويجب أن نسأل إن كان هناك مكان لوسائل الإعلام المحايدة والموضوعية في العالم العربي اليوم. لا تحظى القنوات التي تحاول الحفاظ على خط غير متضامن ومهني مثل بي بي سي العربية بذلك النجاح في أوساط الجماهير، مقابل الجزيرة.
حسب التقديرات، ستدفع القناة قدما بالحوار التحرري في العالم العربي، وخاصة فيما يتعلق بحقوق النساء. لكن هدفه الأسمى سيكون دفع أمر واحد قدمًا فقط- أعمال الأمير وليد بن طلال التي تجوب العالم.
يجدر بالذكر أن الأمير وليد يسيطر على قسط كبير من أسهم قناة الأخبار الأمريكية فوكس نيوز، والتي تتمسك بمواقف تتضامن مع الجناح الجمهوري المحافظ في السياسة الأمريكية. مع ذلك، فهو ليس عضوا في المجلس الذي يدير القناة، وغير فعال في التدخل بالمحتويات التي تبثها.