المطران حنا: نسف كنيسة الموصل التاريخية واعدام الكاهن جريمة انسانية
نشر بتاريخ: 03/02/2015 ( آخر تحديث: 03/02/2015 الساعة: 14:18 )
القدس- معا - ترأس المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، قداساً احتفالياً في كنيسة دير القديس أفثيميوس للروم الارثوذكس في حارة النصارى في القدس القديمة، وذلك بمناسبة العيد السنوي للدير، يشاركه لفيف من الكهنة.
وألقى المطران موعظة روحية من وحي هذه المناسبة، تحدث خلالها عن الاباء القديسين الذين تكرمهم الكنيسة، وتعيد لهم سائلا لرئيسة الدير والأخوات الراهبات البركة والنعمة من لدن الرب، من أجل الحفاظ على وديعة الإيمان لكي تبقى مدينتنا مدينة صلاة ودعاء يتصاعد فيها البخور.
وبعد القداس أقامت رئيسة الدير حفل استقبال بهذه المناسبة، وحول العملية الارهابية الأخيرة لداعش في العراق، والتي تمثلت بتفجير أكبر وأقدم كنيسة للسريان الأرثوذكس وسط الموصل، واعدام أحد اباء الكهنة بطريقة وحشية، وقال لوكالة الانباء الكنسية اليونانية: "نستنكر هذه الأفعال غير الانسانية، وان داعش واخواتها من المنظمات الارهابية، إنما هي جزء من المؤامرة التي تستهدف مشرقنا العربي، وهو مخطط يهدف الى تدمير قيم الاخاء الديني، وتدمير التراث الانساني والحضاري والروحي، وكل ما هو جميل في منطقتنا".
واضاف : ان الكنيسة الأثرية التي نسفتها داعش تعتبر جزء من تاريخ وحضارة العراق، إضافة الى كل ما تم نسفه وتخريبه حتى الان في سوريا والعراق من معالم دينية وحضارية وتاريخية، إننا ندين هذا العمل الارهابي ونتضامن مع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة، كما مع كافة الكنائس في سوريا والعراق، كما ونعزي أسرة الكاهن الذي تم اعدامه بطريقة بشعة، وهو رجل صلاة واخاء ومحبة.
واستنكر المطران كل الجرائم التي ترتكب من قبل داعش واخواتها من المنظمات الارهابية الاخرى التي لا تشكل خطرا على المسيحيين لوحدهم ، وإنما على كافة مكونات امتنا العربية وهويتها التاريخية والروحية والانسانية".
وقال المطران حنا"إننا نصلي من أجل ان يحفظ الرب الاله العراق وسوريا، ويعزي كل المحزونين وكل المتألمين، ويعيد الينا المطارنة المخطوفين وغيرهم، إننا نصلي في مدينة القدس من أجل كل انسان معذب وكل انسان مضطهد وكل انسان يعاني من الظلم، ونقول بأننا في الوقت الذي فيه ندين السياسة الاسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس، التي تستهدف الحجر والبشر والمقدسات، فإننا ندين جرائم داعش والتي كان اخرها نسف الكنيسة التاريخية في الموصل، واعدام الكاهن العراقي الذي لا ذنب له سوى أنه محب لبلده وأراد ان يبقى في العراق والا يهاجر الى أي مكان في هذا العالم".
واكد المطران حنا ان رسالة مسيحيي المشرق أمام كل هذا الاضطهاد والاستهداف الذي يتعرضون له أنهم لن يتخلوا عن ايمانهم وعن تراثهم وانتماءهم لاوطانهم، مهما دمروا وخربوا وعاشوا في الارض فساداً، فسيبقى المسيحيون المشرقيون ملتصقون التصاقا بأمتهم وبوطنهم، وستبقى بوصلتنا نحو القدس، وستبقى القدس قبلتنا ومعراجنا الى السماء، رغما عن كل الأحزان والمعاناة والالام والضيقات التي نمر بها.
واختتم بقوله "لن نتخلى عن خطابنا السلمي الانساني والحضاري، وعلينا جميعا مسيحيين ومسلمين تقع مسؤولية مواجهة هذا التطرف وهذا العنف، الذي يلبس ثوب الدين والدين منه براء".