الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجدلاوي يحذر من تحويل غزة إلى نواة غريبة عن المشروع الوطني

نشر بتاريخ: 30/08/2007 ( آخر تحديث: 30/08/2007 الساعة: 13:10 )
غزة- معا- حذر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النائب جميل المجدلاوي من خطرين يتهددان القضية الفلسطينية.

وذكر المجدلاوي في بيان وصل "معا" نسخة منه أن الخطر الأول هو الاجتماع القادم الذي دعا له بوش في الخريف القادم، واصفاً إياه "بالمحفوف بالمخاطر" التي يمكن أن تترتب عن هذا اللقاء ومنها استمرار الخط السياسي الذي بدأ بأوسلو وانتهى مؤقتاً في طابا وهناك محاولات حثيثة لإحيائه، وصولاً لفتح الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية سلبية وضارة.

أما الخطر الثاني فقال المجدلاوي انه يتمثل في ما يجري في غزة ووهم تحويلها إلى نقطة انطلاق أو نواة غريبة عن المشروع الوطني وخارجة عن السياق العام والمعهود للشعب الفلسطيني ونضالاته.

وجاءت تحذيرات المجدلاوي خلال مهرجان جماهيري حاشد نظمته الجبهة الشعبية احتفالاً بالذكرى السنوية السادسة لاستشهاد القائد الوطني والأممي الأمين العام للجبهة الشعبية الشهيد أبو علي مصطفى في الساحة الرئيسية في مدينة الشيخ زايد شمال قطاع غزة.

وشارك في المهرجان الحاشد الآلاف من قيادات وكوادر وعناصر الجبهة الشعبية وممثلي القوى الوطنية والإسلامية وحشد من مواطني المنطقة.

وكان المهرجان بدأ بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكراماً على أرواح الشهداء، قدم في أعقابها معين خضر نبذة عن حياة الشهيد أبو علي ومناقبه ودوره الوطني التاريخي في إدارة الخلاف الفلسطيني وفق منظومة من القيم والأخلاق الثورية التي كانت دوماً تؤدي إلى تعزيز الوحدة والشراكة بين فصائل العمل الوطني كما قال.

وجدد المجدلاوي في كلمته للجماهير موقف الجبهة من القضايا الرئيسية والمصيرية التي تمر بها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بشكل عام حيث عرضها المجدلاوي على شكل رسائل مفترضة يوجهها الشهيد أبو علي مصطفى إلى جماهير الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والإسلامية في مثل هذه الظروف البالغة والتعقيد على حد قول المجدلاوي.

كما حذر المجدلاوي من مخاطر استمرار الانقسام الحاصل سياسياً وإدارياً وجغرافياً بين شطري الوطن، مذكراً بموقف الجبهة من الحسم العسكري، الذي أقدمت عليه حركة حماس، وقال:"إن أسلوب الحسم العسكري بقدر ما يلحق من أضرار بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وبالنسيج الاجتماعي الفلسطيني على مستوى الأسرة الواحدة والمجتمع، فإنه يفتح الباب لحلول تصفوية وتدخلات ضارة في الشأن الفلسطيني الداخلي".

كما خطأ موقف حماس بتبريرها للحسم العسكري " بالخطوة الاستباقية" قائلاً: " لا يوجد تفكير صحيح ومنهج صحيح لمجرد التفكير بخطوات استباقية لحل الخلافات بالقوة، مما نتج عن ذلك وقوع التعديات والتجاوزات والجرائم، مضيفاً " أننا في الجبهة الشعبية أول من دان التعديات وأول من طالب بمحاسبة الفسدة وإصلاح الأجهزة الأمنية وأول من دان فرقة الموت".

كما جدد إدانته لما يجري من تعديات وانتهاكات للحريات العامة والصحفية سواء بحق حماس في الضفة، أو فتح في غزة، مجدداً موقف الجبهة بالدفاع عن الأخوة في فتح حيال ما يقع عليهم من ظلم في غزة، ومن الأخوة في حماس في الضفة.

وطالب حماس بتوفير المناخات والبيئة المناسبة لإعادة الحوار مع حركة فتح, كما طالب كل من حركتي فتح وحماس الكف عن التحريض الإعلامي وتبادل الاتهامات والتخوين، متساءلاً:" كيف يمكن أن نتحاور ما دامت لغة التخوين بيننا؟".

أما فيما يخص منظمة التحرير فقد دعا إلى الدفاع عن م.ت.ف وحمايتها والعمل على إصلاحها وتفعيل مؤسساتها .

وفي السياق نفسه، انتقد بشدة الطريقة التي تدار بها مؤسسات المنظمة والتي يغلب عليها طابع التفرد والهيمنة.

كما جدد الدعوة إلى التمسك بالمقاومة المسلحة وتشكيل جبهة موحدة بهدف تجاوز كل ما من شأنه الإساءة للنضال الوطني الفلسطيني والتوافق على أي الأساليب المقاومة أنجع في الزمان والمكان المناسبين.

وختم كلمته بالدعوة إلى تشكيل التيار الديمقراطي لقيادة الساحة الفلسطينية في ظل التأزم الحاصل وحاجة الجماهير الفلسطينية لرؤية وبرنامج بعيداً عن الفئوية المقيتة، داعياً كافة الوطنيين التقدميين والمستقلين للمساهمة في بلورة وتشكيل هذا التيار.

بدوره، دعا الشيخ خالد البطش أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي في كلمة القوى الوطنية والإسلامية الرئيس أبو مازن وخالد مشعل للبدء في الحوار لتجنيب الساحة الفلسطينية مزيداً من الانقسام والخسائر.

وشدد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وحق العودة، محذراً من مخاطر المشروع الأمريكي في المنطقة، داعياً إلى عدم التعاطي معه، مهدداً بأن أي مساس بالثوابت الفلسطينية والمقاومة سنرد الصاع صاعين، ولا مكان للمشاريع التصفوية في المنطقة فيما شدد على رفض سياسة تدويل القضية، مؤكداً على صيانة الوحدة الوطنية.

وقد تخلل المهرجان العديد من الفقرات الفنية، فيما قدم الشاعر عمر خليل عمر قصيدة رثا فيها أبو على مصطفى قمر الشهداء، فيما قدم الشاب وائل زعيتر قصيدة يدعو فيها إلى مقارعة المحتل ورفض سياسة التنازلات.