الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لست اعلامية ... ولكني فلسطينية

نشر بتاريخ: 03/02/2015 ( آخر تحديث: 03/02/2015 الساعة: 17:53 )
لست اعلامية ... ولكني فلسطينية
بقلم : لينا السويطي

أبدأ حديثي بالإشادة بإنجازات منتخبنا الوطني الفلسطيني، على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، فما تحقق له خلال فترة قصيرة يكاد يكون أشبه بالمعجزة، في زمنٍ تندر فيه المعجزات أو تنعدم، فهو الذي عزز وحدتنا الوطنية، وكان خير سفير لنا في شتى دول العالم، يحمل همنا ويشرح قضيتنا ويلتف بعلمنا، ويهتف بنشيدنا الوطني الخالد، واستطاع في وقت قياسي أن يصل الى المنافسة مع كبار آسيا، وأن يلعب مع منتخبات رياضية عريقة، قضت عشرات السنين في التأهيل والتدريب، وصرفت عليها دولها آلافا بل ملايين الدولارات، إلى أن وصلت إلى مراكز متقدمة في مجال الرياضة، سوف يصل إليها منتخبنا الوطني إن شاء الله، بمزيد من الصبر والمثابرة، والاستمرار في تقديم التضحيات، وتقديم المصلحة العليا للوطن، على المصالح الشخصية، ومن خلال دعمه من كافة فئات الشعب الفلسطيني، مهما كانت ميولهم واتجاهاتهم، حتى نُعلي من شأن الرياضة الفلسطينية، لتصبح قادرة على المنافسة مع جميع لاعبي العالم.

وعلينا أن لا ننسى أنّ الرياضة الفلسطينية، هي المؤسسة الوحيدة في المجتمع الفلسطيني، التي نجحت في تحقيق وحدته الوطنية، والحفاظ على نسيجه الوطني، ويكفيها فخرا أنها جمعت لاعبها الفتحاوي والحمساوي والجبهاوي وابن القدس والخليل وغزة ونابلس ورام الله، فانتظموا جميعا في بوتقة واحدة، همه رفعة الوطن وإعلاء شأن مواطنيه، وسوف تعيد المؤسسة الرياضية كل حساباتها، فأستراليا وإن كانت آخر العالم جغرافيا، فهي الخطوة الأولى في طريقٍ طويل خطاها منتخبنا الوطني، من أجل بناء حضوره رياضياً في الجولات المقبلة.

استغرب واستهجن بعد كل ذلك وجود أصحاب الأقلام الصفراء بين ظهرانينا ، فقد كان الأحرى بهم وهم يجلدون منتخبهم الوطني، أن يستذكروا الظروف الصعبة القاسية التي يعيشها هذا المنتخب، في ظلِ احتلالٍ قاسٍ همه أن لا تقوم لنا قائمة، وأن لا يكون لنا دورٌ نقوم به، أو مكانٌ نقف فيه تحت الشمس بين أمم الأرض.

كان ينبغي على الذين وصل بهم الحقد والتعصب، إلى الحد الذي فقدوا فيه بصرهم وبصيرتهم، أن يساندوا منتخبهم، ويشدوا من أزره، ويأخذوا على يديه، ويدعموه بشتى الطرق، وأن لا يجندوا اقلامهم إلا لصالح القضية الفلسطينية، وليس لصالح مواقف اخرى أياِ كانت.!!.

إن لكل وطني غيور، أن يتساءل حول ظهور هذه الكتابات الصفراء، وما إذا كانت نابعة عن محدودية التفكير، أو عدم الفهم، أو القصور فيه، أم أنها ما برزت إلا بسبب ضغوطات محلية أو خارجية، أو أنها كُتبت بأقلام مأجورة أو مشبوهة، تهدف لكسر وتحطيم كل مشروع وطني ناجح، وهي تضاف إلى جرائم المعيقات الاحتلالية، من منع تنقل اللاعبين والتضييق عليهم، ومنع إقامة المنشآت الرياضية، وتعطيل تأسيس البنى التحتية، وممارسة الاعتقالات والسجن لكثير من شبابنا دون وجه حق، ومن بينهم شباب الحركة الرياضية الوطنية.

ورغم أن معاول الهدمٍ لهؤلاء تختلف عن تلك التي تستخدمها سلطات الاحتلال، إلا أن الهدف بينهما واحد رغم اختلاف الوسائل المتبعة، وهو هدم الحركة الرياضية الفلسطينية، ومحاربة رسالتها، وطمس معالم قيامها إلى الأبد، وهذا لن يكون، وسيبقى ذلك حلما يعيش في مخيلة المحتل غير قابل للتحقيق مادام فينا رجال اخذوا على عاتقهم حمل الهم الفلسطيني على اكتافهم وتحويله الى انجاز تتغنى به الاجيال .

لقد أصبحت لعبة كرة القدم في فلسطين، في عهد الاتحاد الفلسطيني الحديث لكرة القدم، ورئيسه اللواء جبريل الرجوب - الذي نذر نفسه لخدمة الرياضة القلسطينية ولن يستطيع احد مجاراته في هذا المجال ... وهو اهل له - لعبة شعبية مرموقة، وظاهرة اجتماعية حضارية تعكس قِيَم المجتمع الفلسطيني، وتبرز دعائم ومؤشرات تنمية الموارد البشرية في فلسطين، خصوصا بعد أن برزت وازدهرت الأسطورة الرياضية الفلسطينية، وحجزت لنفسها مكانا مرموقا رفيع المستوى، على خارطة الرياضة العالمية رغم حقد الحاقدين الذين تناولوا الاوفياء وحاولوا تثبيط عزائمهم لابعادهم عن الاهداف المنشودة فأصبحت حقيقة واقعة اعترف بها القاصي والداني، طوعا أو كرهاً، فتحققت لنا نهضة رياضية نوعية، شهد لها العالم بالنجاح الباهر، سواءٌ في مجال الاحتراف الناجح الذي يطبق للعام الخامس على التوالي.

والكرة النسوية ودوري الفئات العمرية ودوري المناطق، والاتحادات المساندة في الشمال والوسط والجنوب، وكذلك الملعب البيتي الذي تم الاعتراف به من الاتحاد الدولي لكرة القدم، لتنظيم واستضافة المباريات والبطولات الرسمية والدولية، مما ساعد على خلق كيان رياضي فلسطيني فاعل على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي يشار له بالبنان .

وستبقى الرياضة الفلسطينية أداة دفاع مقنعة عن قضية عادلة، وعامل استفزاز مقلق للاحتلال، وعامل تحد لمن لا يريد أن يرى نورا فلسطينيا، وستبقى الرياضة الفلسطينية لها طعم آخر مختلف تمام الاختلاف.

أتمنى على أصحاب الأقلام الصفراء، أن يغيروا اتجاه بوصلتهم، ويصوبوا طريقهم، لنستمر معاً في بناء الصرح الرياضي الذي ستفخر به الاجيال ونقولها وبكل صدق وأمانة، نحن أبناء الشعب الفلسطيني المخلص لوطنه، اذا كانت الرياضة في القلب ففلسطين في صميم القلب والتاريخ شاهدٌ على ما يقوم به كل المخلصين، ويسجل كل المهازل التي تعشش في عقول المرجفين، وليعمل الجميع تحت راية واحدة وهي كافية لتُظل الجميع.