الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشعبية تنظم لقاءً جماهيرياً حاشداً شرقي رفح

نشر بتاريخ: 03/02/2015 ( آخر تحديث: 03/02/2015 الساعة: 18:29 )
غزة- معا - نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منظمة الشهيد باسل اليازوري ( منظمة رفح الشرقية) لقاءً جماهيرياً حاشداً تحت عنوان " الوضع السياسي الراهن واقع وتحديات"، بحضور عضو المكتب السياسي مسؤول فرعها في القطاع جميل مزهر، وقيادات وكوادر وأعضاء المحافظة والمنظمة، وحشد كبير من الجماهير والمتضررين وحشد نسوي.

واستعرض مزهر في مداخلته الأوضاع السياسية والاجتماعية الراهنة، مستهلاً إياها بالتأكيد على الإستراتيجية السياسية والتنظيمية للجبهة والتي شكّلت أساس عمل الحزب وخطة طريقه وبلورت رؤيته على كافة الصعد، مشيراً بأن الجبهة حزب مقاتل يعمل بين الجماهير، وهدفه مقاومة الاحتلال الصهيوني وطرده من أرضنا، وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وأنها أيضاً تناضل من أجل الدفاع عن حقوق الجماهير خاصة الفقراء والكادحين وفي إقامة المجتمع التقدمي الديمقراطي، لذلك طالبت وما زالت من أجل تعبئة الجماهير.

وأضاف مزهر بأن الجبهة منذ تأسيسها حددت معسكري الأعداء والأصدقاء، واعتبرت الاحتلال العنصري والفاشي والمرتبط عضوياً بالامبريالية العالمية والرجعية العربية معسكر العدو، وفصائل المقاومة الفلسطينية والعربية والرافضة للاحتلال وللهيمنة الغربية من معسكر الأصدقاء.

وشدد مزهر في هذا السياق على دعوة الجبهة لتشكيل جبهة مقاومة موحدة تضم محور المقاومة لمواجهة التهديدات والمخاطر التي يمثلها معسكر الأعداء، ودعوتها لضرورة فتح كل الجبهات أمام المقاومة وحقها المشروع في التصدي للعدوان الذي يهدد مستقبل شعوبنا وهويتنا ومصالحها وقضاياها الوطنية والقومية.

وتطرق مزهر إلى الوضع السياسي الراهن، منتقداً استمرار تفرد القيادة الفلسطينية بالقرارات المصرية، مشيراً إلى أن رفض الجبهة المشروع الذي قُدم أخيراً إلى مجلس الأمن ينبع أنه هابط سياسياً، وأن البديل عنه هو مواصلة المعركة السياسية والدبلوماسية الفلسطينية لانضمام فلسطين إلى المنظمات والمعاهدات الدولية، بما يعزز من قدرتنا على عزل الكيان الصهيوني ومحاسبته على الجرائم بحق شعبنا.

واستعرض مزهر حالة التشرذم في الساحة الفلسطينية، مشيراً أن الجبهة لم تلحظ منذ التوقيع على "اتفاق الشاطئ" وتشكيل حكومة الوفاق الوطني أي تطور جدي على صعيد موضوع إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، إلا في بعض الإجراءات الشكلية التي لم يشعر بها المواطن الفلسطيني في القطاع.

وأضاف مزهر بأن حالة المراوحة في المكان وعدم التنفيذ الجدي للتفاهمات وعودة المناكفات بين طرفي الانقسام، والتطورات الاخيرة على صعيد التفجيرات وعودة الفلتان الأمني، واستمرار مشكلة رواتب موظفي غزة، وعدم قيام حكومة التوافق بمهامها أدت إلى تفاقم الأزمة.

واستعرض مزهر في هذا الموضوع جهود الجبهة من أجل تطويل ومحاصرة الأزمة، لافتا أنها تحركت على أكثر من صعيد، وعقدت سلسلة اجتماعات ثنائية مع الطرفين لتنفيذ اتفاق المصالحة، وبلورت رؤية لحل الأزمة بالتنسيق مع فصائل أخرى ولكنها لم تنجح الآن في إجبارهما على البدء بخطوات عملية لتنفيذ المصالحة، ومن أجل ذلك حمّلت الجبهة الطرفين مسئولية استمرار الانقسام، واعتبرت أن استمرار المناكفات السياسية نابع عن عدم وجود إرادة حقيقية لديهما لإنهاء هذا الوضع الشاذ.

كما دعا مزهر لضرورة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس ديمقراطية، بما يعالج مسألة تفرد القيادة الفلسطينية بالقرارات، داعياً لضرورة عقد الإطار القيادي المؤقت للمنظمة لمعالجة جميع الإشكاليات العالقة خاصة موضوع المصالحة، والمشكلات الاجتماعية التي يعانها منها شعبنا.

وحول موضوع الإعمار، استعرض مزهر تفاصيل هذه الإشكالية وخطة "روبرت سيري" التي رفضتها جميع قطاعات شعبنا، مشيراً أن الجبهة رأت في الخطة منذ الإعلان عنها شرعنة للحصار وإدامته، وتجعل عملية الاعمار رهينة للشروط الصهيونية، متطرقاً إلى قرار الأمم المتحدة الأخير بوقف بدل الإيجار لأصحاب المنازل المهدمة بيوتهم واصفاً إياه بالخطير والذي يشير إلى تهرب الأمم المتحدة من مسئولياتها، ومهامها، داعيا إياها للتراجع عن هذا القرار، مطالباً جماهير شعبنا إلى استمرار خطواتها الاحتجاجية للضغط على الأمم المتحدة من أجل التراجع عن قرارها.

واعتبر مزهر بأن الحل الجذري لحل موضوع الاعمار برفع الحصار بالكامل وفتح جميع المعابر عن القطاع، ويتزامن ذلك مع توحيد القرار الفلسطيني، ووقف المناكفات، والبدء بخطوات جدية لتحقيق المصالحة، وبقيام الأمم المتحدة بإعداد خطط تنموية طويلة الأجل لمعالجة الإشكاليات التي يعانها منها المواطنون.

وحول استمرار ازمة الكهرباء، أكد مزهر أن هذه المشكلة ليست وليدة اللحظة بل هي موجودة ويعاني منها المواطنون منذ سنوات طويلة، إلا أنها تفاقمت أخيراً بسبب استمرار الاحتلال وحصاره فضلاً عن الانقسام، لافتاً أن الجبهة تحركت على أكثر من صعيد لحل هذه الأزمة سواء باللقاءات مع مختلف المعنيين أو بالاحتجاجات والمسيرات، خصوصاً بعد تكرار حوادث احتراق عدد من المنازل وسقوط ضحايا غالبيتهم من الأطفال حرقاً.

وأضاف مزهر بأنه نتيجة لاهتمام الجبهة في هذا الملف تحديداً، وبذلها للجهد لحل أزمة الكهرباء كشفت حقيقة أزمة الكهرباء بالكامل وسبل معالجة الأزمة وعممته في الشارع من خلال بيان جماهيري، وقد حددت الجبهة رؤية متكاملة لمعالجة هذا الملف وفي مقدمتها ضرورة تشكيل لجنة وطنية لمتابعة الجهات المسئولة عن ملف الكهرباء لتحديد عناصر الأزمة.

وحول انتشار المشكلات الاجتماعية في القطاع من فقر وبطالة ومشكلة الخريجين وتنامي معدلات الهجرة، حذر مزهر من أن الأمور تستمر في التفاقم حيث وصلت إلى حدود الكارثة الحقيقية والحالة المستعصية جداً، والتي خيمت آثارها وتداعياتها على كل بيت فلسطين، وامتدت لتطال كافة مناحي الحياة.

وحمل مزهر الاحتلال والانقسام مسؤولية تدهور الأوضاع، وللسياسة الخاطئة التي تعالج فيها الجهات المسئولة هذه الإشكاليات، فضلاً عن انتشار الفساد، واستثمارات جماعات المصالح على حساب شعبنا، لافتاً أن سوء توزيع الثروة هو أحد أهم أسباب تبديد الموارد وانتشار الفقر والبطالة، مؤكدا أن الجبهة ستواصل النضال من أجل هؤلاء المحرومين والفقراء، من أجل حياة اجتماعية كريمة، وعودة الأمل لآلاف الخريجين في الحصول على وظائف، مشيراً أن تحقيق ذلك ومعالجته يتطلب ضغط جماهيري لإقرار سياسات وقوانين تضمن حقوق المهمشين والفقراء والخريجين وتضع حداً لتغول جماعات المصالح والفاسدين والسياسات الخاطئة.

وحول الاحداث الأخيرة في القنيطرة ومزارع شبعا، رحب مزهر بالعملية البطولية التي نفذها حزب الله، مشيراً أن ذلك يبين مصداقية وقدرة الحزب، وفي رد الصاع صاعين، معتبراً هذه العملية رد طبيعي على الاحتلال، مجدداً على دعوة الجبهة لتشكيل جبهة مقاومة عربية موحدة في فلسطين والدول العربية لمواجهة التحديات والاعتداءات الاسرائيلية والمخططات الغربية.

وشدد مزهر على أهمية الجماهير الشعبية الفلسطينية في تشكيل قوة ضاغطة على صناع القرار، خاصة طرفي الانقسام، وهذا يتطلب منها التعبير عن موقفها بشكل قوي ومجدي ومؤثر، داعياً إياهم للنزول للشارع لإنهاء هذه الحالة المستعصية.