الثلاثاء: 05/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كرت احمر

نشر بتاريخ: 04/02/2015 ( آخر تحديث: 04/02/2015 الساعة: 15:25 )
كرت احمر
بقلم: بسام ابو عرة
المدرب احمد الحسن نموذجا

جاءت مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة امم آسيا بكرة القدم " استراليا 2015 " مع بداية العام الجديد، فاتحة خير للكرة الفلسطينية، بعيدا عن النتائج التي قد يتحدث عنها البعض، لان النتائج المقصودة هنا اكبر من الفوز والخسارة في مباريات معروفة سلفا نتائجها لدينا، بحكم الفارق الشاسع بيننا وبين المنتخبات التي لعبنا معها ، فكانت مشاركتنا بحد ذاتها انجاز تاريخي للكرة الفلسطينية، وبخاصة انها الاولى من نوعها، ومن ثم كانت المشاركة لتشريف فلسطين في هذا المحفل الاسيوي المهم، وتقديم عروض قدر المستطاع امام عمالقة القارة الصفراء، واثبات الهوية الفلسطينية فيها واحقيتها بالتواجد رياضيا وسياسيا، وشرح قضيتنا السياسية بطريقة رياضية، فهذا الانجاز الابرز لنا من المشاركة، ولن اتحدث هنا اكثر عن هذا الامر، ولكنني سأتحدث عن المدرب الانموذج احمد الحسن الذي تعرض للأسف لإنتقادات ليست في محلها أبدا.

احمد الحسن احد الاكاديميين والمدربين المختصين بعالم كرة القدم، وقبل هذا وذاك يكفينا دماثة خلقه واخلاصه المتفان في عمله أيما كان هذا العمل ما دام يخدم فيه وطنه وقضيته، الحسن لم يقترف جرما لقبوله الاشراف على المنتخب الوطني في وقت عصيب جدا قبيل انطلاق بطولة آسيا، فقبوله له معاني كبيرة ومهمة كونه اولا واجب وطني قبل ان يكون رياضي، فهو ايضا يظهر معادن الرجال في وقت الازمات، فالمدرب الحسن قبل المهمة ويعلم علم اليقين صعوبتها الكبيرة ويعلم مستوى المنتخبات المنافسة لفلسطين كرويا واستعداديا وخبرة ودعما ولاعبين محترفين يلعبون في دوريات عالمية متعددة، ومعسكرات تدريبية دولية لا تعد ولا تحصى، فكل الامور تصب في مصلحتهم مئة بالمئة في الامور الفنية والاستعدادية والدعم وما الى ذلك، ونحن نتميز عنهم بشيء واحد فقط اللعب بفدائية وحملنا لقضية مشروعة ، فماذا عسى الحسن يعمل ؟

الحسن لم يختر ولم ينتقي اللاعبين، لانه لا مجال لذلك فالفترة الزمنية لا تسمح لاي مدرب عمل ذلك، فكانت الاسماء معروفة لدينا جميعا، فقام فقط بالاشراف على التدريبات الاخيرة لهم والعمل معهم فنيا وشحنهم نفسيا قبل الوصول الى استراليا، وهذا ما كان يجب عليه فعله ووضع جل جهده ووقته في سبيل الفدائي من اجل الظهور به بمقام يليق به بين ابطال آسيا وهو ما كان .

وجميعنا كان يعلم اننا لن نستطيع الفوز عمليا على هذه المنتخبات، بل كنا نمني النفس ان تكون الخسارة معقولة وغير كبيرة وهذا ما حدث بالضبط فأين المشكلة؟ أما مباراتنا والاردن فقد وقعت هناك بعض الهفوات لكنها ليست من المدرب، بل من اللاعبين انفسهم فمنهم لم يكن على قدر المسؤولية ولم يؤد دوره الصحيح، اما النتيجة فانا اذكركم ان جميع مبارياتنا الرسمية والاشقاء بالاردن انتهت لمصلحة الاردن إما بأربعة اهداف نظيفة او اربعة اهداف لهدف مع نفس المستوى او حتى اقل فنيا فأين المشكلة والجرم الذي ارتكبه المدرب الحسن اذن؟

نعم الذي قدمه احمد الحسن للفدائي في مثل هكذا ظرف لا يستطيع اي مدرب في العالم ان يقدمه ولا يقدم افضل منه حتى ولو كان مورينيو مدرب تشيلسي او يوخام لوف مدرب المانيا بطلة العالم الاخيرة، فاحمد الحسن كان نموذجا رائعا يجب الاحتذاء به ويجب تكريمه ورفع القبعة له على قبوله هذا التكليف في خدمة وطنه بالجانب الرياضي في مثل ظروف صعبة ووقت زمني قاتل، فهل يعقل ان نكيل الانتقادات الهدامه لمثل هكذا شخصية الاروع خلقا ومهنية وقبولا لقيادة الوطني في هكذا ظروف، اعتقد جازما انه علينا تكريمه وحمله على الاعناق بدلا من رجمه بالكلمات والانتقادات التي ليست في محلها.

قد يكون لبعض الاعلاميين والمدربين دور سلبي في وضع الجمهور الرياضي في صورة المشاركة من خلال رفع السقف لنتائج الفدائي ومحاولتهم الايحاء للجمهور اننا سنجتاز الدور الاول، فالطموح مشروع ولكن الواقع على الارض يختلف كثيرا،

وهذا ما جعل البعض يوغل في النقد وكأننا كنا ذاهبون للفوز بكأس آسيا وتفاجئ بخروجنا من الدور الاول وبهذه النتائج، فكل الشكر والتقدير للمدرب الحسن على ما قدمه في سبيل رفعة مستوى الفدائي وهو انموذج علينا الاقتداء به دوما.
آخر الكلام : طريقة العطاء هي أفضل مما نعطي.
[email protected]