الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة تؤكد عدم توفر اليات الحماية في مراكز الايواء

نشر بتاريخ: 05/02/2015 ( آخر تحديث: 05/02/2015 الساعة: 13:34 )
غزة- معا - ناقشت مؤسسات حكومية ودولية ونسوية وحقوقية نتائج الدراسة "حماية فى مهب الريح"، والتي اصدرها بنسختها النهائية حديثا صندوق الامم المتحدة للسكان بالشراكة مع جمعية الثقافة والفكر الحر، وتناولت اوضاع وحقوق النساء النازحات اثناء العدوان الاسرائيلى الاخير على قطاع غزة.

جاء ذلك خلال لقاء نظمته شبكة وصال التابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر نشرت خلاله نتائج الدراسة، بمقر الجمعية غرب خانيونس، بحضور وزيرة شؤون المرأة هيفاء الاغا، وممثل صندوق الامم المتحدة بفلسطين اندرز ثوفس، ومدير مكتب الصندوق بغزة اسامة ابوعيطة، ورئيس مجلس الادارة نعيمة الشيخ على ،واعضاء مجلس ادارة الجمعية ومديرها العام مريم زقوت، وممثلى عن المؤسسات الاهلية والنسوية والحقوقية بالقطاع.

واكدت نتائج الدراسة التى صدرت باللغتين العربية والانجليزية، قصور فى خدمات المساندة الانسانية المراعية لاحتياجات الفتيات والنساء النازحات الى مراكز الايواء والاسر المستضيفة مما ضاعف من معاناتهن وجعلهن يبذلن جهدا اضافيا فى ظل ظروف غير مواتية للحصول على هذه الاحتياجات ،او البحث عن بدائل مواتية.

كما اشارت نتائج الدراسة التي أعدتها الباحثة دنيا الأمل إسماعيل بمساعدة فريق عمل ميداني ،وباشراف فنى من صندوق الامم المتحدة للسكان وجمعية الثقافة والفكر الحر ،تعرض الفتيات والنساء لاشكال متعددة من العنف ضدهن، سواء فى مراكز الايواء او الاسر المستضيفة بنسب متفاوتة ،واجهتها فى كثير من الاحوال بالصمت،او بممارسة العمف ضد الابناء خاصة الفتيات، كما اكدت الدراسة تعرض بعضهن للطرد من مراكز الايواء ،بسبب الاكتظاظ ،اضافة الى سوء معاملة من قبل ادارة مركز الايواء والعاملين فيه.

وبينت نتائج الدراسة عدم توفر اليات فاعلة للحماية فى مراكز الايواء كالسواتر والاقفال على الابواب، وعدم وجود رقابة على أداء إدارة مراكز الإيواء ساهم في تعزيز شعور الفتيات والنساء بعدم الأمان والتمييز.

وافتتحت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحرمريم زقوت، جلسة النقاش التى ادراتها الاستاذة امال صيام مدير مركز شؤون المرأة ،باستعراض اوضاع النساء الصعبة فى فلسطين عموما وغزة على وجه الخصوص نتيجة الحروب المتكررة على القطاع اضافة الى الحصار، كما اشارت الى التدمير الذى احدثه العدوان الاخير الاكثر شراسة على المدنيين والبنية التحية.

واشارت زقوت الى اهمية الدراسة ومكانها وخاصة ان القطاع منطقة مهددة بكثير من الظروف الصعبة والاعتداءات ،وبالتالى من المهم تأمل التجارب السابقة والاستفادة منها لتخفيف حدة الاضرار الناتجة عن مثل هذه الظروف الى اقل درجة ممكنه، وتوفير الاحتياجات للفئات المختلفة وخصوصا الفئات المهمشة منها مثل الاطفال والنساء والفتيات.

فيما شكرت وزير شؤؤون المرأة هيفاء الاغا القائمين على الدراسة ،وما بذلوه من جهد ووقت، يقدر ويثمن، متمنية ان تأسس هذه الدراسة لدراسات اخرى، تأخذ منحى اخر ،وتعالج مشاكل اخرى تعانى منها النساء الفلسطينيات اللواتى يستحقون منا كل التقدير والاحترام والمساندة والعون .

وتحدث اندرز ثوفس فى كلمته عن أهمية الدراسة لانها اعطت صورة واضحة عن اوضاع النساء اثناء وقبل الحرب، مشيرا الى ان الدراسة لاتسعى لانتقاد احد بقدرما تسلط الضوء على هذه الاحتياجات وكيفية تلبيتها، مشيرا الى ان الدراسة جاءت بنتائج عملية تخدم عمل المؤسسات الدولية والاهلية ،مبينا الى ان صندوق الامم المتحدة للسكان سيركز مستقبلا على التدخلات العملية.

وشدد ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان التزام الصندوق بدعم قطاع غزة وبتقدير معاناة السكان بشكل عام والنساء والفتيات بشكل خاص ،واهمية دمجهن فى جميع الخطط الوطنية المستقبلية وخصوصا فيما يتعلق بإعادة الاعمار، وبحسبه هذا لن يتم الى بالتعاون مع كافة الوزارت والشركاء المحليين ووترجمتها بأنشطة فعلية وتدخلات تساعدنا بتلبية احتياجات النساء بشكل افضل.

ومن جهته قال وليد النباهين مسئول المتابعة والتوثيق بجمعية الثقافة والفكر الحر :"أن هذه الدراسة تعد أولى الدراسات الاستكشافية التي تدرس واقع العنف الممارس ضد الفتيات والنساء في ظل الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ويتوقع منها أن تشكل فاتحة أولية ومهمة لدراسات معمقة لهذه الفئة من المجتمع الفلسطيني، يمكن أن تساهم مستقبلاً في الحد من الانتهاكات التي تتعرض لها كل من الفتيات والنساء في فترات الحروب والنزاع وحالات ما بعد الحرب ".

واضاف مسئول المتابعة والتوثيق بجمعية الثقافة والفكر الحر ان الدراسة تهدف الى الخروج بنتائج وتوصيات تمكننا في المستقبل القريب من بناء تدخلات قائمة على برامج وأنشطة محددة، تستجيب للاحتياجات الفعلية التي تم رصدها، وتراعي النوع الاجتماعي عند التخطيط والتنفيذ للبرامج والمشاريع والأنشطة ذات الصلة بموضوع الدراسة.

واستعرضت معدة الدارسة خلال جلسة النقاش محاور الدراسة والتي بدأت بالمقدمة، ثم خلفية الدراسة وأهدافها وأهميتها ومنهجية البحث، وأدوات جمع البيانات، ثم قدمت خلفية عامة حول واقع الفتيات والنساء اثناء العدوان، والعنف ضد الفتيات والنساء في مراكز الإيواء والأسر المستضيفة، ثم عرض احتياجات الفتيات والنساء من وجهة نظر المبحوثات، وأخيراً مدى تحقق الحماية للفتيات والنساء أثناء الحرب، انتهاءً بالنتائج والتوصيات والملاحق.

وخرجت الدراسة بعدة توصيات من بينها ،ضرورة أخذ آثار الحرب على النساء بعين الاعتبار عند تصميم المشاريع وبرامج الدعم والتدريب المقدمة لهنّ ولأسرهنّ، مع مراعاة احتياجاتهنّ الخاصة عند تصميم وتنفيذ هذه البرامج ، مع ضرورة اشراكهن في تخطيط البرامج وتنفيذها وتقييمها بما يكفل تلبية هذه البرامج لاحتياجاتهن الفعلية ودعمها لما يمتلكنّه من آليات لمواجهة الصعاب.

كما أوصت الدراسة أيضا بضرورة إيجاد سياسات وطنية على مستويات مختلفة للحد من ظاهرة العنف ضد النساء بشكلٍ خاص أثناء الحروب ،الى جانب العمل على تعديل كل من الإستراتيجية والخطة الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء بحيث تتضمن العنف أثناء الحروب.

ومن بين اهم التوصيات التى اشارت لها الدراسة ضرورة حماية السلامة البدنية والنفسية للنساء وكرامتهنّ أثناء الحروب من خلال التوسع في توفير بيوت آمنة بإشراف حكومي، تستطيع النساء النازحات اللجوء إليها كلٍ في منطقتها السكنية.

ودار نقاش فعال ومثمر بين المشاركين بجلسة النقاش، اكدوا خلاله على اهمية الدراسة، مشيرين الى النتائج والتوصيات التى خرجت بها الدراسة لابد ان تأخذ بعين الاهتمام من قبل المؤسسات الحكومية والدولية والاهلية عند بناء اى تدخلات قادمة.

كما أشاد المشاركين بالمجهود الذى قام به فريق الاعداد والبحث بوقت قياسى ،مع تأكيدهم على أهمية الدراسة كمصدر مهم في توثيق وتقييم أوضاع النساء والفتيات أثناء العدوان.