الإعلام الرياضي الوطني و التحديات المستقبلية
نشر بتاريخ: 05/02/2015 ( آخر تحديث: 05/02/2015 الساعة: 15:37 )
بقلم: المحامي أمجد عثمان الشلة
منذ ما يقارب السنوات السبع السابقة وهن السبع السمان بالرياضة الفلسطينية بكل مجالاتها و أنواعها و فئاتها وعلى مختلف الفئات العمرية أيضاً ولكلا الجنسين فكانت فعلا إنجازات لا حصر لها على الإطلاق .
وعندما يتقدم عملاق في العمل الواقعي على الأرض وفي الميدان منطلقا من أبعاد وطنية بحتة ومن أهداف محددة ولغايات سامية وينطلق دوليا عالميا وعربيا ومحليا يجوب كل البلدان لتحقيق الغاية السامية السياسية و الرياضية و التي كلاهما أي الغايتين السياسية و الرياضية تصبان في ذات السياق و ذات الهدف و المصلحة وهي مصلحة الوطن فلسطين .
وعندما يبدأ التحرك لتسخير كل الإمكانات و المستلزمات و الطلبات وتوفير كل المطالب الأساسية للتنمية الرياضية و تطويرها و المرور بها إلى العالمية فإنه حتما يحتاج إلى إعلام رياضي وطني
فالإعلام الرياضي هو من أهم مجالات الإعلام في عصرنا الحالي فلا تخلو منه قناة إخبارية وبذات الوقت فإن هناك دول دخلت حيز المنافسة فيما بينها لآستقطاب أكبر عدد من المشاهدين و المتابعين لقنواتها فلم تجد بدا سوى أن تسعى وأن تعمل على تشكيل وافتتاح قنوات فضائية تلفزيونية لتحقيق هذه الغاية .
حقيقة الأمر أنني و بالرغم من كوني لست إعلاميا ولست خبيرا بهذا المجال إلا أنني وبصفتي أحد المواطنين الفلسطينيين المهتمين و المتابعين للشأن الرياضي المحلي والغيور على حماية الإنجازات وتطويرها وتنميتها أكثر إلا أنني وبكل صدق وموضوعية أعيب على إعلامنا الرسمي وغير الرسمي العام و الخاص عدم إفساحه مساحة واسعة وكافية لإظهار الرياضة الفلسطينية بمظهر حضاري وبمظهر منافس لكثير من الدول المحيطة بنا ولا يكاد إعلامنا الرياضي وبكل أسف يرقى لمستوى الإنجازات الوطنية التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة بل على العكس تماماً فإنه أي الإعلام الرياضي الرسمي وغير الرسمي لم يولي اهتماما حقيقيا او صادقا اتجاه الرياضة بشكل عام ورياضينا بشكل خاص ومؤسساتنا الرياضية الرسمية و التي تميزت هذه المؤسسة عن غيرها من المؤسسات الرسمية من ناحية العمل و الإنجاز
عندما أتطلع على تغطية مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة أمم آسيا لكرة القدم فإن إعلامنا ومع كل الإحترام لم يغطي ما نسبته 50? مما تعامل به إعلامنا الرسمي وغير الرسمي لتغطيته لبرنامج الموهوبين العرب بالغناء على سبيل المثال كنا أياما وأياما وإعلامنا المرئي و المسموع و المقروء وهم يحثون الناس على التأييد و التصويت وما إلى غير ذلك من أمور
في حين بأن مشاركة منتخبنا الوطني كانت ترد بنشرات الأخبار تلفزيونيا أو عبر الوكالات العاملة عبر الإنترنت كخبر عام عادي وكأنه لا يعنينا بل على العكس ما صدمني هو أن معظم الإعلاميين المختصين بالشأن الرياضي قاموا بجلد هذا المنتخب ، لو وقفنا قليلا وعدنا إلى الوراء وقلنا ماذا لو قام إعلامنا بتحفيز الناس للخروج لوداع منتخبنا قبل ذهابه لسيدني ؟؟ ماذا لو خرج بضعة آلاف منا لوداع المنتخب الوطني وتحميله رسالة التشجيع له وتحميله أمانة أن يحقق إنجازا؟؟ فهل في حينها تعتقدون بأن نتائج المنتخب ستكون كما كانت ؟ أؤكد لكم لا ... والسبب بسيط اللاعب هو مواطن و إنسان له نفسية ومشاعر وطموح فكان حينها لا بد لهذا اللاعب و بعد أن شاهد زخم الاعلام حولهم ومدى اهتمام الجماهير بهم لاستمات هذا اللاعب وكان من الممكن تغيير كل النتائج التي كانت ...
ولكن ما كان أن منتخبنا غادر وكأن منتخب إفريقي غادر ولا يخصنا و ما عرفنا هذا المنتخب إلا عندما عاد ، وكنا ننتظر له بالمرصاد للهجوم عليه وعلى المؤسسة التي ترعاه ، و الأهم من كل ذلك أننا لسنا فقط بحاجة إلى إعلام وفقط، بل نحن بحاجة إلى إعلام ذو أبعاد وطنية وأخلاقية ومهنية ، فلا يكفي يا إعلامنا الباسل أن نكتب خبرا عن رياضتنا بل يجب كتابة أخبار وحملات دعائية وزخم إعلامي محترم وخلق حالة وهالة حول الرياضة ومؤسساتها بشكل على الأقل يليق بمستوى الإنجاز .
أنتظر أن أسمع إعلاميين ناقدين يضعون أيديهم على مكمن الضعف و القصور ويقومون بعمليات التحليل واستخلاص النتائج و العبر والخروج بأهم التوصيات لنشعر بأننا جسم واحد حريصين على الإنطلاق نحو الأممية بعزيمة وثقة فالإعلام قوة لها وقعها على النفوس والمشاعر.
لينطلق ماردنا الإعلامي اليوم ليبدأ بالدراسة و التحليل و النقد و التأييد إلى جانب المؤسسة الرياضية الفلسطينية الرسمية من المجلس الأعلى للشباب والإتحاد العام و اللجنة الأولمبية للبدأ بالتحضير و التفكير كيف نرتقي معا وسويا لمصلحة الوطن و المواطن .