خلال حلقة نقاش نظمها مركز فلسطين بغزة - إجماع على رفض الاعتداء على الصحفيين
نشر بتاريخ: 30/08/2007 ( آخر تحديث: 30/08/2007 الساعة: 20:25 )
غزة - معا- طالب الإعلاميون والكتّاب بضرورة حماية الحرية الصحفية وتجنيب الصحفيين الصراعات الداخلية.
جاء ذلك خلال المشاركة في حلقة النقاش الخاصة التي نظمها مركز فلسطين للدراسات والبحوث بعنوان "انعكاسات التطورات الأخيرة على الإعلام وحرية الصحافة" وذلك في قاعة الأندلس بغزة بحضور عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين والكتاب والمهتمين، في أجواء من التفاؤل والودية ولحوار المعمق الهادئ.
وتحدث داود شهاب مدير اللقاء حول الانعكاسات الخطيرة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني جراء حالة الانقسام الحاصلة على الساحة الفلسطينية، والتي أثرت سلباً على كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى الجانب الإعلامي، والصحفيين الذين كان لهم دور مميز في فضح ممارسات العدو الصهيوني، مطالبا الصحفيين بالوقوف أمام مسؤولياتهم وتسليط الضوء على القضايا الرئيسية لشعبنا مثل القدس واللاجئين قائلاً: "إن حجم المعاناة والدم الفلسطيني النازف يدعونا للتوحد ورص الصفوف للوقوف أمام مؤامرات تصفية القضية التي هي اكبر وأعز من الجميع .
وطالب خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في مداخلته بضرورة توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني لتأدية الرسالة السامية المنوطة به، مشدداً على دور الصحفي الفلسطيني في تقريب وجهات النظر وتسليط الضوء على القضايا الرئيسية لشعبنا مشيراً إلى انه لا يمكن فصل الإعلام عن الواقع الذي يعيشه شعبنا جراء حالة الانقسام السياسي والجغرافي الكبير الذي ترك أثرا سلبيا على جميع مناحي الحياة بما فيها الإعلام حيث أن الإعلام عبارة عن انعكاس لحالة التصارع والتجاذب على أرض الواقع .
من جانبه طالب محمد الداوودي مدير عام قناة فلسطين الفضائية الصحفيين بالتكاتف والتوحد لحماية الجسم الإعلامي الفلسطيني، مطالبا الجميع بتجنيب الصحفيين الصراعات الداخلية والكف عن ملاحقتهم وحماية حريتهم الصحفية والمتضمنة إعادة فتح الوسائل الإعلامية المغلقة في غزة والسماح بنشر الصحف في الضفة علي حد سواء .
بدوره قال مصطفى الصواف رئيس تحرير صحيفة فلسطين أن ما حدث في غزة والضفة كان مأساوياً وترك انطباعاً سيئاً على حرية الإعلام موضحا بان الصحفيين باتوا مطالبين بالتوحد ورفع الصوت عاليا لتشكيل جبهة ممانعة للدفاع عن الجسم الصحفي أمام الاعتداءات والممارسات التي يتعرض لها الصحفيون.
من جانبه قال عصام يونس مدير عام مركز الميزان لحقوق الإنسان أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى جهد الجميع وان المنظمات الحقوقية والأهلية تهتم بتسجيل كافة الانتهاكات ضد حقوق الإنسان وتولي اهتمام اكبر لممارسات الاحتلال ضد شعبنا، وأشار إلي دور مؤسسات حقوق الإنسان في متابعة كافة الخروقات بحق الصحفيين والحريات بشكل عام ونوه إلي أن مؤسسات حقوق الإنسان ليست بعيدة عن حالة التجاذب ورغم ذلك فإنها لا تدخر جهداً في عملها .
وأضاف يونس أن الشأن العام لا يؤخذ بالنوايا والتطمينات، إنما يحتاج إلى إجراءات رقابية وعملية، وان الاستمرار بإغلاق تلفزيون فلسطين في غزة والمحطات الإذاعية ومنع توزيع صحيفتي فلسطين والرسالة في الضفة يعد تجاوزا خطيرا لحرية الصحافة وحقوق الإنسان.
وعقّب طاهر النونو الناطق باسم حكومة إسماعيل هنية أن ما يجري في قطاع غزة هو تفخيم وما يحدث في الضفة هو تعتيم, مؤكداً على أن الحكومة العاشرة لم يسجل عليها أي انتهاك بحق الإنسان أو الصحافة, وأن الحسم العسكري لم يتسبب بإغلاق تلفزيون فلسطين، مطالبا بعودته للبث مجدداً .
وأضاف النونو أن إسماعيل هنية والقيادة السياسية تتابع كافة الأحداث وهناك أوامر صدرت عن مجلس الوزراء والقوة التنفيذية بعدم التعامل مع الصحفيين بالقوة أثناء تأدية مهامهم, وأخيرا طالب النونو تلفزيون فلسطين ونقابة الصحفيين بالعودة إلى المسار الوطني و ممارسة الدور المطلوب منهم ازاء القضية والوطن.
من جهته أشاد الكاتب والمحلل السياسي حسن الكاشف بموقف حركة الجهاد الإسلامي وإعلامها الهادف وأوضح بان الوضع الراهن خطير وان القضية الفلسطينية تراجعت إلي الخلف جراء حالة التجاذب السياسي الحاصل علي الساحة الفلسطينية,واعتقاد كل طرف انه على صواب مبيناً أن الإعلاميين أبرياء والمرحلة صعبة فالوضع الفلسطيني لا يحتمل مزيداً من التصارع والانقسام، فنحن أمام امتحان وطني يلعب الإعلام دور الضمير والمؤتمن علي شهداء الإعلام الفلسطيني، وتساءل الكاشف إمكانية التوصل لآلية لإخراج الإعلام من الصراع الدائر بين الطرفين.
بدوره طالب ياسر أبو هين رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني بضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة لنقابة الصحفيين تتيح الفرصة لكل الصحفيين المشاركة وتشكل مرجعية عليا تحمي الصحفيين من الانتهاكات والممارسات بحقهم بشكل عام بغض النظر عن الفئوية والحزبية.
من جانب آخر قال عدنان أبو حسنة إن ما يحدث من قطيعة بين فتح وحماس مصيرها إلي الحل لان هناك ضرورة ملحة لذلك مطالبا الإعلاميين بعدم الجري خلف المهاترات السياسية التي أثرت على حرية الكلمة والصحافة وشدد على تشكيل هيئة استشارية تحمي الإرث الصحفي المتراكم منذ سنوات.
دعا عبد الناصر أبو عون لحل جميع التكتلات الصحفية الموجودة على الساحة الفلسطينية للخروج بجسم صحفي واحد وتعميمه على الضفة وغزة حتى يصبح الجسم المتكلم باسم الشعب الفلسطيني .
واقترح الصحفي أيمن دلول إلى عودة البث لكافة الإذاعات المحلية التي توقفت عن البث في غزة بالإضافة إلى السماح بنشر جريدتي الرسالة وفلسطين في الضفة الغربية واقترح للخروج من هذه الأزمة الراهنة ضرورة تشكيل لجنة تضم الأطر الصحفية من مهامها حصر العضويات للصحفيين والمساهمة في إنشاء قانون لعمل النقابة وتحديد موعد الانتخابات النقابية للصحفيين.
بدوره قال الصحفي احمد عودة أن الإعلام الحزبي كان له دور في الخلافات التي حصلت وعملت على تشويش وتفاقم للازمة مطالبا بضرورة الاتفاق على مصطلحات إعلامية موحدة لمخاطبة الرأي العام المحلي والعالمي كما وطالب عودة بسيادة القانون على الجميع على حد سواء لضمان الحرية والمهنية للعمل الصحفي.
وتحدث زكريا التلمس رئيس نقابة الصحفيين حول التراشق الإعلامي الذي أساء لقضيتنا الفلسطينية مشيرا إلى أن نقابة الصحفيين هي الجسم الذي يمثل الضفة وغزة كون النقابة موحدة بين غزة والضفة.
وقد انتهى اللقاء بجملة توصيات تتعلق بالارتقاء بمستوى العمل الإعلامي حيث أجمع المشاركون على رفض أي اعتداء على الصحافة والتعرض للصحفيين بأي شكل من الأشكال، ودعا اللقاء إلى ضرورة أن يتحمل الإعلاميون مسئولياتهم الشخصية والوطنية، كما دعا اللقاء إلى توحيد الخطاب الإعلامي والتركيز على خطاب المصالحة والأولويات والقضايا الوطنية الوطنية، وفيما يتعلق بترتيب الجسم الصحفي دعا اللقاء إلى توحيد الجسم الصحفي والتوحد في مواجهة الاعتداء على الصحفيين، كما دعوا إلى تقديم ضمانات لصون وحماية حرية الصحافة وفق القانون، من جهته أكد مركز فلسطين للدراسات والبحوث عزمه الدعوة لعقد اجتماع قريب يضم أطر الجسم الصحفي لتنفيذ ما اتفق عليه بخصوص تشكيل مرجعية متفق عليها للعمل الصحفي، وطالب المركز بعدم إقحام الصحفيين والإعلاميين في خضم المنافسة السياسية والسجالات الإعلامية الراهنة.