"حصاد الظل" ... شباب يحاكون الحرب ورؤيتهم للمستقبل بلوحات فنية
نشر بتاريخ: 07/02/2015 ( آخر تحديث: 07/02/2015 الساعة: 18:10 )
غزة- معا- ابدع 400 شاب وفتاة فى محاكاة معاناة سكان قطاع غزة اثناء وبعد الحرب الاخيرة على غزة ،والتعبير عن هواجسهم واحلامهم ورؤيتهم للمستقبل ،بأدواتهم ووسائلهم الفنية والادبية والاعلامية المتعددة .
الشباب الذي استثمر ملكاته الابداعية فى الرسم والنحت والكاريكاتير وكتابة النصوص الادبية والشعرية والتصوير الفوتوغرافى ،والحلقات الاذاعية وطوعها للتعبير عن هموم ومعاناة واحلام شعبه المحاصر ،انخرط على مدار اربع شهور بورش فنية واعلامية وادبية على يد مختصين طورت من قدراتهم ووسائلهم التعبيرية والابداعية ،فى اطار مشروع الدعم النفسى للشباب الذى نفذه المركز الثقافى ،ضمن فعاليات برنامج المجتمع المدنى المنفذ من قبل مؤسسة GIZ ، بالنيابة عن الوزارة الاتحادية الالمانية للتعاون الاقتصادى.
هذا الانتاج الابداعى الاكبر للشباب فى القطاع والذى عنون ب"حصاد الظل " ،احتفى به المركز الثقافى باحتفالية جماهيرية حاشدة، بحضور ممثلى عن المؤسسات الدولية و الاهلية والفنية والادبية وجمهور غفير ، اعلن خلالها عن اختتام فعاليات المشروع سالف الذكر بهذه الانتاجات التى جسدت بانوراما فنية ادبية فوتوغرافية اذاعية حاكت اوجاع الحرب واحلام المهجرين والجرحى.
وعبرت اللوحات الفنية والتشكيلة والتى انقسمت لثلاث انواع، الاولى بألوان الاكريليك جسد خلالها مجموعة من الفنانين الشباب رؤيتهم لذواتهم واستبصار مستقبلهم بعد العدوان ،فيما جسدت المجموعة الثانية من الفنانين الشباب حلمهم بوجود دولة لها كيان وميناء يستطيعون السفر من خلاله برسومات الكاريكاتير ، فيما عبرت المجموعة الثالثة من الفنانين عن قيمة الحرية بلوحة نحتية خشبية .
فيما تناولت الصور الفوتوغرافية عشر قضايا اساسية تتعلق بالحقوق والكرامة الانسانية والتمسك بالارض والوطن وبعض الاشكاليات التى تعيق الحياة الطبيعية لاى مواطن ،التقطوها من خلال مشاهدات حية فى مناطق مختلفة من القطاع ولاسيما التى تعرضت للتدمير خلال الحرب .
فيما عبرت اشعار وقصص و نصوص الكتاب الادبى حصاد الظل الذى شارك بإنتاجه حوالى 40 من الشباب المبدع، عن تفاصيل الحرب والانتهاكات التى تعرض لها السكان من قبل الة الحرب الاسرائلية بلغة ادبية متفردة .
فيما حاكت خمس برامج اذاعية( حكاوى مرة ،شاهد عيان ،ازمة وعدت ،وجع المغنى ،وتيك نيوز )، صنعها الشباب بثت عبر راديو كلاكيت معاناة المواطنين اثناء وبعد الحرب ،وعاشيت همومهم ونقلت رسائلهم للعالم
وقالت الفنانة ولاء ابو العيش احدى المشاركات بمجموعة الفن التشكيلى ان هذه الانتاجات الادبية والفنية والاعلامية عبارة عن تلاقى افكار واحلام مجموعة من الشباب الموهوب لرسم صورة لوطن محتل ومحاصر ويعانى ويلات الحروب المتكررة ونقل احلامه ومعاناته للعالم من خلال هذه الادوات الابداعية المختلفة.
وقال نزار الوزير من برنامج المجتمع المدنى الفلسطينى المنفذ من قبل مؤسسة GIZ : "هذه الاحتفالية الابداعية والمشاركة الواسعة من الشباب المبدع والتفاعل الجماهيرى المميز يؤكد على اهمية الانشطة التى نفذت ضمن المشروع فى التخفيف من كم الضغوطات التى تعرض لها الشباب اثناء العدوان ،وفتح افاق ومساحات لاظهار مواهبهم المختلفة ،واستثمارها فى التعبير عن قضاياهم وهموم شعبهم وفرصهم فى الحياة" .
وقال حسام شحادة مدير المركز الثقافى :" المشروع نجح فى تأهيل حوالى 400 شاب من كلا الجنسين ودعمهم نفسيا بعد الظروف القاسية التى مروا بها أثناء العدوان".
وأضاف شحادة المشروع ركز على محورين أساسين بدعم الشباب ، الأول وهو التفريغ النفسي من خلال جلسات الدعم النفسي والاجتماعي والأنشطة الترفيهية ، أما المحور الثاني او الأداة الثانية كانت الدعم النفسي بالعمل من خلال دمجهم بأنشطة مجتمعية وفنية واعلامية واستثمار طاقاتهم وتحويلها من سلبية الى ايجابية يُخرج من خلاله كل ما تضيق به انفسهم ،وعكس مكنون ذواتهم ضمن اشكال ابداعية وفنية يخاطبون بها العالم ويرسلون رسائل بأنهم شعب يدرك ويفهم ويشعر بذاته وبالاخرين .
وبدورها اكدت مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر ان الشباب يمتلك من الطاقة والقوة والابداع ما يمكنه من النهوض من تحت الركام ، وصناعة حياته ومستقبله ونقل معاناة وهموم شعبه واحلامه بلغة ابداعية تفهمها كل شعوب الارض.
وأوضحت زقوت ان الجمعية تسعى من خلال هذه البرامج وغيرها من البرامج الثقافية والفنية لتحفيز الطاقات الكامنة لدى الشباب، واحتضان وتشجيع المواهب وتنميتها ودعمها، بما يسهم فى تعزيز رسالة الشباب فى التنوير والتثقيف وفى تطوير المجتمع.