نشر بتاريخ: 09/02/2015 ( آخر تحديث: 09/02/2015 الساعة: 09:27 )
غزة- تقرير معا – مع دخول الشهر السابع على انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لا يزال محمد عويضة مالك حديقة وغابة الجنوب يشعر بالحزن على فقدان عشرات الحيوانات التي جلبها من دول العالم للترفيه ولإسعاد سكان قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ثمانية أعوام.
ويتوجه عويضة كل صباح إلى حديقته التي تبلغ مساحتها 8 دونمات التي كانت تعج بالحيوانات وبالزوار لإطعام سبعة أصناف من الحيوانات التي بقيت بعد الحرب الإسرائيلية من أربعين صنفا، فيما يقف أمام الأقفاص الفارغة يستذكر الحيوانات التي أعدمت في الحرب.
لكن لتبقي هذه الحيوانات شاهدة على الجرائم الإسرائيلي قام مالك الحديقة التي تم إنشاؤها في العام 2007 واستغرق بناؤها عامين بتحنيط هذه الحيوانات ويقول:"أشعر بالحزن والألم على فقدان هذه الحيوان ما ذنبها تموت؟ نحن دفعنا دم قلبنا من أجل جلب هذه الحيوانات للترفية عن الناس في ظل الحصار والآن لا أحد يتطلع لنا خاصة أنها كانت مصدر رزقنا أنا وإخواني الـ 14 ".
وذكر عويضة العديد من الحيوانات التي كانت داخل حديقته كـ (التمساح من امريكا اللاتينية، والنمر من استراليا، والأسد واللاما من أفريقيا، والضبع من آسيا، والقرد "الشمبانزي" من السعودية، وطائر البشروش من أوروبا، والغزال الأوروبي، والغزال الفلسطيني والغزال الإفريقي، والذئب من الأردن، والكثير من الحيوانات مثل الأسد والقرود بأنواعها وأشكالها وجميع أنواع الطيور)، بالإضافة الى الاستراحات الموجود للزوار.
هذه الحيوانات التي تحدث عنها والتي لم يتم ذكرها تم جلبها عبر أنفاق رفح من دول العالم، مشيرا إلى أن العديد من الحيوانات نفقت خلال حروب 2008 / 2009 و 2012 واستطاع بعد هذه حروب تجديد الحيوانات لكن بعد حرب يوليو 2014 يقف عاجزا عن فعل شيء في ظل إغلاق الجانب المصري للأنفاق والمعبر والخسائر الفادحة التي تكبدها نتيجة نفوق هذه الحيوانات التي كلفت اكثر من مليون ونص المليون دينار وفق قول مالك الحديقة.
وقال مالك الحديقة :"كنا نذهب في أوقات الهدنة بالحرب الأخيرة لنرى الحيوانات التي كانت على وشك الموت بسبب الجوع والعطش، وما كنا نستطيع الوصول لمنطقة حي المنارة في خانيونس جنوب القطاع نتيجة القصف الشديد، كما أن الغازات المنبعثة من هذه الصواريخ التي كانت تتساقط على قرب 50 مترا من الحديقة أدت إلى هلاك الكثير من الحيوانات.
واضاف " في الأيام العادية قبل الحرب كنا نرعى هذه الحيوانات من مأكل ومشرب وفيتامينات لكن عندما تمر أيام عديدة وعدم وجود المياه والمأكل عنده هذه الحيوانات بالطبع ستتأثر وتموت" .
وحول تحنيط هذه الحيوانات ، يقول :"بعد انتهاء الحرب جئت إلى الحديقة شاهدت جثث الحيوانات ملقاة على الأرض ميته وذائبة وقررت تحنيطها لتكون شاهدة على جرائم الاحتلال الذي يقتل كل شيء ليس فقط البشر بل الحيوانات، داعيا المؤسسات الدولية التي تعتنى بالحيوانات القدوم الى غزة لمشاهدة الدمار والخسائر.
وطالب طارق عويضة شقيق محمد المؤسسات الخاصة بالحيوانات أن يدعموا أكبر حديقة على مستوى فلسطين لتعاد إليها الحياة ولإسعاد سكان القطاع المحاصرين الذين ليس لهم سوى المشاريع الترفيهية لإسعادهم والترفية عن أنفسهم.
ويقول:"نحن لسنا قادرون على إطعام الحيوانات في ظروف الحصار ولا قادرون على تغطية مصاريفها ".
يذكر أن آمال اعمار غزة تتبخر في ظل استمرار الحصار من الجهات الأربع وعدم تدفق الأموال التي وعد بها الفلسطينيين خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في القاهرة في أكتوبر الماضي ورصد 5 مليار دولار.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي شن في السابع من يوليو 2014 وعلى مدار و 51 يوما حربا شاملة على القطاع حصدت الأخضر واليابس، وفي السابع والعشرين من أغسطس من نفس العام أعلن عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.