الشغب في الملاعب الفلسطينية أسبابه وكيفية معالجته
نشر بتاريخ: 10/02/2015 ( آخر تحديث: 10/02/2015 الساعة: 15:17 )
كتب : خالد شومان
رئيس رابطة مشجعي الرياضة في فلسطين
الذي أراه هو أن الشغب مظهر من مظاهر العنف الجماهيري الذي بدأت تستعر نيرانه وتتأجج وتضطرم في هذه الأيام ليس بالأمر الجديد.. فهو قديم متجدد وليس ملتصقا بحقبة ما أو زمن معين هواة كان أو احتراف .. ولكن الذي أعتقده أن الذي يجري عندنا لا ينزل إلى حضيض الشغب الجماهيري الذي نراه في العالم والمجتمعات الغربية وذلك لاعتبارات حضارية ودينية وبسبب إرث تراثي وثقافي حتى لو كان ضئيلا أو قليلا أو شحيحا..
أما الأسباب فكثيرة في تقديري وحسب وجهة نظري واجتهادي والله أعلم وهي كالتالي:
- ضعف الوعي السليم وعدم توفر التوعية الصحيحة لما يجب أن يكون عليه المشجع من تشجيع راق وحضاري وهذا يتحمله كل من له علاقة بمنظومة التشجيع من مشجع ونادي وروابط مشجعين والاتحاد وأربابه والإعلام وجميع وسائله..
- ضعف الجانب التوعوي التثقيفي الثقافي في النادي في معالجة هذه القضية وإعارة جل الاهتمام لحسابات الفوز أو تكديس أكبر قدر من النقاط في مسابقات الموسم..
- الإعلام بكل وسائله ودوره في تحيز مع فريق أو إمارة ضمنا ضد فريق آخر وأحيانا وضع الحملات الترويجية الإعلامية لبعض الأندية دون غيرها.. مقالة هنا وطرحا استبيانيا هناك أو تقرير تلفزيوني هنالك..
- المنتديات الخاصة بالأندية ومحاولتها بقصد أو بدون قصد تأجيج المشاعر للفريق المعشوق وكأن الفريق هو منتخب البرازيل أو أسبانيا وهذا له دور كبير في إما استعار واضطرام المشكلة وتفشيها أو الحد من هذه الظاهرة لما لهذه الوسيلة الإعلامية الإلكترونية من انتشار واسع والبعيدة أحيانا عن العقلانية في الطرح للمتلقي المشجع - إلا من رحم ربي - وانعكاس ذاك سلبا في الملعب على المشجع ..
- التعصب المفرط والحب المشبع بالعصبية المذمومة والخارج عن حدود اللباقة والأدب للنادي المنتمي إليه المشجع أو للاعب أجنبي كبير أو لموهوب محلي شهير.. فلا يرضى المشجع أن ينال من هذا كله..ويتحول جراء الاحتقان في الملعب إلى شحن وشغب..
- الحساسية الزائدة بسبب قوة المنافسة وعدم تقبل مبدأ أن كرة القدم مكسب أو خسارة..
- أن يرى المشجع أو أنه اعتاد أن يرى والده على حالٍ لا ترضي عدوا ولا صديقا من سلوك سيء مشين أثناء تشجيعه فكيف يكون الحال به وهو يشجع فريقه..!!
- تعرض المشجع للاستفزاز من مشجع النادي المنافس في وقتِ تأجّجِت المشاعر وتكربهت عليه وفيه..
- توافر كره متأصل للفريق الند وترسبات قديمة مبنية على البغض عبر السنين على بعض الأندية من قبل بعض الأندية..
والذي أعتقده في الحد من هذه الظاهرة بالإضافة إلى النظر والتمعن في كل أسبابها ووضع خطة واضحة المعالم لمعالجتها,
بعده طرق هي:
- الاتحاد والرابطة لديهم من الخبرة الكافية والتجربة بدراسة هذه الظاهرة إما على حدة أم مجتمعين وإيجاد الحلول المناسبة لأنهما هما المعنيان بتطور وتطوير هذه اللعبة وإضفاء كل ما هو مثالي وحضاري لها لتكون فلسطين الحبيبة في هذا المجال شامة بين الأمم..
-الأندية عليها الدور الأكبر في الوقوف على جميع حبال هذه القضية السير قدما لإيجاد الحلول الناجعة والجذرية لها..
- دور التوعية الجماهيرية ابتداء من الروابط كاجتماعاتهم بصورة دورية والتباحث عن أفضل الطرق للتشجيع الحضاري المحترم الراقي والتنسيق مع الأندية لتوزيع منشورات تتعلق بالتشجيع المثالي ووضع اللافتات على الملاعب عن البعد عن التعصب وأهمية التشجيع الراقي وترسيخ معاني الأخوة بين الأندية المنضوية تحت لواء البلد الواحد.. وأن يراعي أرباب روابط التشجيع بعدم الالتفات لشظايا الاستفزاز المتطايرة من الطرف الثاني .. بل والاجتماع مع روابط الأندية الأخرى- التي ستتبارى معها – والاتفاق على لجم الفئات الشاذة الخارجة عن النص إما في الملعب أو في المباريات القادمة.. بل والتنبيه الأكيد والصارم بعدم المس والمساس بممتلكات النادي أو إن كان فريق المشجع ضيفا وأن يضرب من حديد والإبلاغ عن من يقوم بإتلاف ممتلكات المشجعين سيارات أو غيرها من الجهتين..
- الإعلام وما أدراك ما الإعلام ودوره الكبير توجيها وتنبيها وإشاعة المثال النموذجي عن ما يجب على المشجع فعله والالتزام به ونبذ التعصب المفرد والابتعاد عن العصبية الزائدة وأهمية الهجران والنفور من كل مظاهر الاستفزاز وعدم الالتفات إليه من الخصم ألبتة.. وذلك عن طريق الإعلانات في التلفزيون والراديو والجريدة والمواقع الإلكترونية الرسمية وإجراء المقابلات الدعايات مع اللاعبين المشهورين ليتكلموا عن نبذ الشغب الجماهيري والاستفزاز والبعد عن التعصب المفرط وعن أهمية التشجيع الحضاري .. ويا حبذا لو تعرّض كتاب الصحف الرياضية بين فترة وأخرى بصورة أعمق وأكثر تحديدا للحد من ظاهرة كهذه والتطرق لها بإجراء الاستبيانات والبحوث المستفيضة وإرسالها للرابطة والاتحاد والنوادي وروابط المشجعين حتى تعم الفائدة..
- التوعية المنزلية والأسرية وفي المجالس العامة والتعرض لهذا الجانب ونبذها وعدم التسامح معها..---