الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مهجة القدس تنظم ندوة حول انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى الأطفال

نشر بتاريخ: 11/02/2015 ( آخر تحديث: 11/02/2015 الساعة: 17:18 )
غزة- معا - نظمت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى اليوم الأربعاء؛ ندوة حول انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى الأطفال- ملاك الخطيب نموذجا، وذلك في قاعة مقر جمعية الهلال الأحمر بمدينة غزة.

وافتتح الندوة الأسير المحرر ياسر صالح – الناطق الإعلامي لمؤسسة مهجة القدس؛ مرحباً بالحضور الكريم الذي أبى شارك بالندوة رغم الظروف الجوية الصعبة، وبضيوف الندوة، مضيفاً أن مثل هذه الفعاليات تؤكد أن قضية الأسرى حاضرة في وجداننا وساكنة في قلوبنا وعقولنا، ويجب أن لا تقف عند هذا الحد بل تتم ترجمة ذلك لواقع عملي يسهم في لجم الاحتلال عن التفرد بأسرانا الأبطال في سجونه، وكذلك العمل على فضح ممارساته العنصرية بحق الأسرى الأطفال، مذكراً بضرورة بذل كل الجهود من أجل منع الاحتلال من سلب براءة أطفال فلسطين.

ومن ثم تم عرض فيلم وثائقي بعنوان "ملاك .. الاسم والصورة"، وتناول معاناة عدد من الأسرى الأطفال الذين تحدثوا عن ظروف اعتقالهم بطرق وأساليب وحشية، وكذلك تحدثوا عن معاناتهم أثناء الاعتقال حيث يتم احتجازهم في ظروف صعبة، ودون أدنى مراعاة لقواعد القانون الدولي والقيم الإنسانية.

من جانبه اعتبر الدكتور عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان؛ أن التغاضي عن الجريمة بحد ذاته جريمة يعاقب القانون عليها، ودولة الاحتلال اليوم تمارس أبشع صور الجرائم بحق الأسرى؛ الذي تزداد ظروف اعتقالاهم وحياتهم اليومية سوءاً يوماً بعد يوم؛ متسائلاً: لماذا يتم التعامل مع ملف الأسرى على ها النحو؟

وفي معرض اجابته عن سؤاله قال: "بداية إن ما يقوم به الأسرى بشكل يومي من فعاليات نضالية في التصدي لممارسات الاحتلال العنصرية يفوق الوصف، ويشكل الوجه الحقيقي لصد الاحتلال عن سياسته بحق أسرانا؛ أما على مستوى من هم خارج الأسرى فيجب أن نتحرر من الفعاليات التقليدية إلى خطوات عملية تلجم هذا الاحتلال ليوقف سياساته العنصرية بحق الأسرى في السجون"؛ ولكن ممارسات الاحتلال التي تتجاوز وتخالف كل القوانين الدولي بشكل فاضح لاسيما فيما يخص ظروف اعتقال الأسرى بشكل عام، والأطفال بشكل خاص؛ لا يجد له أي مبرر سوى شعور دولة الاحتلال بأن هناك من يحميها ويوفر لها الغطاء في المحافل الدولية.

وأضاف يونس أن الرد الحقيقي على ممارسات الاحتلال هو الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية؛ لمحاكمة قادة الاحتلال عن جرائمهم في حرب غزة، وكذلك جرائمهم بحق الأسرى الأبطال، معتبراً أن ذلك الطريق هو المدخل لانصاف قضية أسرانا الأبطال؛ مشيراً إلى أن الظروف الإقليمية التي أحاطت بالمنطقة أثرت على القضية الفلسطينية؛ وجعلها تتأخر قليلاً على جدول أعمال المجتمع الدولي؛ واعتبر أن هذا هو التحدي الحقيقي للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية الفلسطينية في كيفية إعادة قضيتنا العادلة إلى قمة سلم أولويات المجتمع الدولي، ولدينا الكثير من أوراق القوة؛ ومن أبرزها وجودنا على هذه الأرض؛ وفيما يتعلق بالطفلة ملاك الخطيب؛ قال يونس بأنها تعرضت لمحاكمة عسكرية تفتقر للحد الأدنى من معايير المحاكمة العادلة؛ وبالتالي فتلك المحكمة مطعون في شرعيتها ابتداءً.

بدوره تحدث الدكتور سمير زقوت "أبو هشام" مدير التدريب والبحث العلمي في برنامج غزة للصحة النفسية؛ عن الأثار النفسية والاجتماعية على الأطفال الذين يتعرضون للاختطاف، رافضا استخدام مصطلح الأسر ومؤكداً على مصطلح الاختطاف؛ إذ أن الأسر يعني شخص قام بمقاومة الاحتلال؛ وبالتالي لا يجوز ذلك بحق الطفلة البرئية ملاك والتي لها من اسمها نصيب؛ معتبراً أن من يختطف ملاك هو الشيطان في إشارة منه للاحتلال وممارساته الاجرامية بحق أطفال فلسطين.

وتساءل زقوت عن التهمة الموجهة للملاك ملاك؛ ساخراً من اتهام الاحتلال لها برجم جنوده بالحجارة؛ وقطعها لأحد الشوارع، وحيازتها لسكين؛ حيث يتهمها الاحتلال بالإرهاب؛ مستحضراً تعريف المفكر اليهودي ناعوم تشومسكي للإرهاب أنه: "وصم للفقراء والضعفاء..."؛ مضيفاً أن توثيق هذه المرحلة من تاريخ شعبنا مهم جداً؛ وشاكراً المؤسسات التي تقوم بالتوثيق وفي مقدمتها مؤسسة مهجة القدس؛ مؤكداً بأنه يجب ترجمة ما يتمك توثيقه لكل لغات العالم، كما فعل اليهود بتوثيقهم لكل ما تعرضوا لهم إبان الحكم النازي؛ إذ نجد اليوم أن 90% من الكتب التي وثقت حالات الأسرى والاعتقال تتحدث عما تعرض له اليهود في ألمانيا إبان الحكم النازي.

وأوضح زقوت إلى أن الاحتلال يريد كسر الافتراضيات التي وضعها علم النفس في نظرياته للأطفال بأن: "من حولهم يحبهم؛ ويحميهم؛ وأن في هذا العالم نظام قادر على حمايتهم.."؛ حيث يصبح عند الطفل الي تعرض للاعتقال سلوكاً عدوانياً ليس فقط أمام من اعتقله ونكل به؛ بل ضد جميع من حوله؛ إذ يشعر بأنهم عاجزين عن حمايته.

من جهته أكد والد الطفلة ملاك الخطيب؛ الذي تحدث عبر سكايبي؛ بأن ما تعرضت له ابنته يفوق الوصف؛ وهو يشعر بالعجز الشديد تجاهها إذ لم يستطع حمايتها في أكثر اللحظات التي كانت بحاجة له أثناء اعتقالها؛ واستعرض ظروف اعتقالها وذلك أثناء عودتها من المدرسة بعد تأديتها امتحان باللغة الإنجليزية بتاريخ 31/12/2014م؛ حي تم إبلاغه من طرف الارتباط أن ابنته تعرضت للاعتقال؛ ليبذل كل جهد ممكن لحظتها لرؤيتها لكنه لم يستطع إلا بعد معاناة كبيرة فالتقى بها لمدة لم تتجاوز دقيقتين؛ وأنكرت خلال اللقاء ملاك أي علاقة لها بالتهم الموجهة إليها من طرف الاحتلال بأنها قد قطعت شارع ورجمت جنوده بالحجارة وكان بحوزتها سكين.

وحذر والدها من خطورة الحكم الذي وجه لملاك بغرامة مالية بقيمة 6000 شيكل والحبس شهرين مع النفاذ؛ معتبراً أن ذلك مخالفا لكل الشرائع والقوانين الدولية؛ مستنكراً ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات بحق الأطفال؛ ومذكراً بأنه تم احضار ابنته ملاك للمحكمة وهي مقيدة ودون أن ترتدي ما يقيها البرد الشديد؛ في انتهاك واضح لأبسط الحقوق الإنسانية للأطفال.

وتوجه والد الطفلة ملاك بالشكر الجزيل لمؤسسة مهجة القدس والحاضرين؛ مناشدا مؤسسات حقوق الانسان المحلية والدولية بضرورة التدخل من أجل انقاذ الطفولة البريئة التي تنتهكها سلطات الاحتلال باعتقال ملاك وأطفال فلسطين.

من جانبه تقدم الأستاذ عبد الناصر فروانة الباحث والمختص في شئون الأسرى؛ بالشكر الجزيل للقائمين على الندوة وللحضور الكريم؛ ومباركا مثل هذه الفعاليات التي تؤكد حضور قضية الأسرى في وعي أبناء شعبنا الفلسطيني؛ متوجها بتحيته للأسرى القابعين خلف القضبان بدءًا من عميد الأسرى كريم يونس وليس انتهاء بأصغر أسيرة في السجون ملاك الخطيب.

وحذر فروانة من خطورة الأرقام التي يسجلها معدل الاعتقال الذي تقوم به قوات الاحتلال يوميا بحق أبناء شعبنا بشكل عام؛ وفيما يخص الأطفال بشكل خاص؛ لاسيما المقدسيين الذي يحاول الاحتلال التنكيل بهم وابعادهم وإصدار قرارات بالحبس المنزلي بحقهم لتتحول بيوتهم لسجون وآبائهم وأمهاتهم لسجانين؛ في إطار سياسته التهويدية بحق المدينة المقدسة.

وأكد فروانة على أن العام 2014م؛ شهد تصعيد خطير ولافت بحق الأسرى الأطفال إذ اعتقل 1266 طفل؛ وهذا رقم مخيف ولا يعني سى أن دولة الاحتلال ماضية في تصعيدها باتجاه استهداف الأطفال؛ وبالتالي فإن اعتقال ملاك ليس حدث عابر بل هو جزء من سياسة ممنهجة لتدمير الطفولة في فلسطين؛ وعليه فإن الحكم الصادر بحق ملاك يأتي في سياق الخط المرسوم للقضاء العنصري في دولة الاحتلال الذي يسير وفق ما يرسم له جهاز المخابرات من سياسات؛ مؤكداً أن أكثر من 95% من الآطفال الفلسطينيين الذين عرضوا على محاكم عسكرية تفتقر لأدنى معايير الإنسانية صدر بحقهم أحكاماً بالسجن الفعلي والغرامة المالية.

وفي نهاية الندوة تقدم الناطق الإعلامي لمؤسسة مهجة القدس الأسير المحرر ياسر صالح بالشكر للحضور الكريم؛ معتبراً أن مثل هذه الفعاليات تحمل رسالة قوية للاحتلال مفادها أننا لن نترك أسرنا في معركتهم العادلة.