الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مرفوعة الرأس ام مسربلة بالعار خرجت اسرائيل من غزة؟؟؟؟

نشر بتاريخ: 11/09/2005 ( آخر تحديث: 11/09/2005 الساعة: 22:31 )
غزة-معا- مدينة وميناء على البحر الأبيض المتوسط، حوالي 32 كيلومترا شمال الحدود المصرية. هذه المدينة القديمة أعطت اسمها إلى قطاع غزة، الإقليم الذي إحتلّ من القوات الإسرائيلية منذ 1967 حتى 1994. قطاع غزة يغطّي حوالي 378 كيلومترا مربع (حوالي 146 ميلا مربع) و يمتدّ من شمال شرق شبه جزيرة سيناء على طول البحر الأبيض المتوسط الى حوالي 40 كيلومترا (حوالي 25 ميلا).

وغزة كانت مدينة مهمة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، عندما قام الملك المصري ثيتموزي الثّالث بجعلها قاعدة لجيشه في الحرب مع سوريا. في الأوقات التالية كانت غزة واحدة من المدن الملكية الخمس للبيزنطيين القدماء.

وفي القرن الثامن قبل الميلاد أحتلت من قبل الآشوريين، من القرن الثالث إلى القرن الأول قبل الميلاد، المصريين، السوريين، والجيوش العبرية كافحت من أجل احتلالها.

في القرن السابع أصبحت مدينة إسلامية مقدّسة. سقطت غزة في يد الفرنسيين بقيادت الجنرال نابليون بونابارت خلال حملته المصرية.

في عام 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، أحتلت المدينة من تركيا بالجيوش البريطانية تحت الجنرال إدموند هنري هينمان النبي.

وفق قرار التقسيم من الأمم المتّحدة في عام 1947، غزة كانت ضمّن المنطقة العربية. في 1948، خلال الحرب بين اليهود و العرب، القوات مصرية دخلت غزة والمنطقة المحيطة بها. هذا الإقليم أصبح تحت سيطرة مصر وفق إتفاقية الهدنة العربية الإسرائيلية في 1949. خلال الحرب حوالي 200,000 لاجىء فلسطيني من الأراضى العربية المحتلة من قبل إسرائيل في 1948 هاجروا الى قطاع غزة وبذلك تضاعف عدد السكان.

بالرغم من كون مدينة غزة تمتلك الأسواق و بعض الصناعة الخفيفة، وقطاع غزة منطقة منتجة للحمضيات الا أن الإقتصاد لا يمكنه دعم عدد السكان الكبير، ولذلك دعم من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.

في ربيع 1956 كان هناك عدّة إصطدامات عسكرية بين مصر وإسرائيل حدثت في قطاع غزة. إسرائيل إتّهمت مصر بإستعمال المنطقة كقاعدة للغارة الفدائية على إسرائيل. في أكتوبر تشرين الأول 1956، هاجمت إسرائيل منطقة قناة السويس في مصر بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا ، إستولت القوّات الإسرائيلية على قطاع غزة وتقدّمت إلى سيناء. في مارس آذار التالي حلّت قوة طوارئ الأمم المتّحدة محل القوّات الإسرائيلية ، ومصر إستعادت السيطرة على الإدارة المدنية للشريط.

وإستولت القوات الإسرائيلية على منطقة ثانية خلال الحرب العربية الإسرائيلية من يونيو حزيران 1967.

في بداية ديسمبر كانون الأول 1987، بدأت الإنتفاضة في المنطقة، خلال مظاهرات من قبل الفلسطينيين التي تطلب بحق تقرير المصير و أنهاء الأحتلال.

في سبتمبر/أيلول 1993، بعد مفاوضات سرية، رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وقّعا إتفاقية أعلان مبادئ التي تقر إنسحاب إسرائيل من قطاع غزة ومناطق أخرى، وتحويل إدارة الحكومة المحلية للفلسطينيين.

في أيار/مايو 1994 القوات الإسرائيلية إنسحبت من القطاع، وأصبحت المنطقة تحت السلطة الفلسطينية.
ويعيش في قطاع غزة حوالي 1.3 مليون فلسطيني في قطاغ غزّة ، أغلبهم من لاجئي حرب 1948، وفي قطاع غزّة حوالى 44 تجمع سكاني فلسطيني اهمها:
غزة - رفح - خان يونس - جباليا - دير البلح ، وعدد السكان حوالى 1.5 مليون بمعدل [[كثافة سكانية]] 26400 مواطن/كم مربع ، وكثافة سكانية في مخيمات اللاجئين 55500 مواطن/كم مربع.

وقامت اسرائيل ببناء حوالي 25 مستوطنة في قطاع غزّة ، تتركز في ساحل جنوب القطاع ، وكان يقدر عدد المستوطنين فيها بحسب دائرة الابحاث التابعة للكنيست الاسرائيلي 7781 مستوطن في 23 مستوطنة بكثافة مقدارها 665 مستوطن/كم مربع ثم اضطرت الى اخلائها في شهر اب من العام 2005 امام تصاعد المقاومة وعجز الاحتلال عن السيطرة على الاوضاع ميدانيا وسياسيا ..

ثم وفي الحادي عشر من سبتمبر 2005 انسحب جيش الاحتلال في احتفال رسمي يترأسه رئيس الاركان دان حالوتس من قطاع غزة وسلّم محور رفح للقوات المصرية .
وفي الاحتفال الرسمي لطي العلم الاسرائيلي والانسحاب من قطاع غزة ، قامت السلطة الفلسطينية باتخاذ خطوة لافتة للانتباه حين رفضت المشاركة في المراسم الرسمية للاستلام والتسليم ، وان كانت السلطة بررت ذلك بقرار حكومة شارون عدم هدم 25 مبنى تدعي اسرائيل انها كنس للصلاة ، الا ان مقاطعة السلطة اثبتت ان قطاع غزة ليس حقيبة وزارية خاضعة للاستلام والتسليم ولا سفارة يجري في رحابها تسليم اوراق اعتماد وانما ارض محتلة تتوق للانعتاق من نير الاحتلال الذي ظل يحني هامتها مدة 38 عاما وقد شعر الجمهور الفلسطيني بالرضى لعدم مشاركة السلطة في هذه الاحتفالات التمويهية .
وفي الاحتفال حاول رئيس اركان جيش الاحتلال دان حلوتس ان يتحدث بصوت منخفض وبأدب جم حول مستقبل المنطقة وكأنه يتحدث عن حادث سير ، ثم قام العميد الاسرائيلي " افيف كوخافي " بالحديث عن الانسحاب وكأنه يتحدث عن فضيحة اخلاقية ، فقال ان " جيش الدفاع الاسرائيلي يخرج من غزة مرفوع الرأس " وقد يخيل للمستمع ان اتهاما لا اخلاقيا جرى نسبه للجيش وظهر بأنه اتهام خاطئ وان الجيش يرفع رأسه بعد هذه البراءة .

ولمعرفة اذا كان جيش اسرائيل يخرج مرفوع الرأس او مطاطئ الرأس ، ننظر الى قطاع غزة بعد 38 عاما من الاحتلال فنجد ان اسرائيل تترك غزة و هناك ارتفاع في نسب الفقر في ظل الأزمة الحالية مقارنة مع سنوات ما قبل الانتفاضة، حيث بقيت معدلات الفقر في قطاع غزة تفوق معدلات الفقر في الضفة الغربية، حيث بلغت نسبة الفقر في قطاع غزة خلال العام 2004 بالنسبة للإنفاق 37.2% و 65% بالنسبة للدخل. كما بلغ متوسط إنفاق الأسرة الشهري بالدينار الأردني 498.2، في حين كان متوسط إنفاق الأسرة على الطعام 184.1 ديناراً أردنيا، بينما كان متوسط إنفاق الفرد الشهري بالدينار الأردني 67.8 في حين كان متوسط إنفاق الفرد على الطعام 25.1 ديناراً أردنيا.

وفي تقرير لمنظمة بتسيلم جاء انه خلال الأعوام الأربعة والنصف الأخيرة كانت تفرض اسرائيل تقييدات قاسية على حرية الحركة من قطاع غزة واليها. وقد أدت هذه التقييدات الى تفاقم الخناق المفروض على قطاع غزة من قبل، الى حد تحويل القطاع الى ما يُشبه السجن الكبير. وفي اطار سياسة اسرائيل المتبعة، تحولت الكثير من حقوق الإنسان- ومن بينها الحق في حرية الحركة والتنقل، الحياة الأسرية، الصحة، التربية والتعليم والعمل- الى "لفتات انسانية".


وقال التقرير الاسرائيلي إن سياسة العزل التي تفرضها اسرائيل على قطاع غزة تتميز بالقسوة والإفراط في عدم التمييز والتفرقة. جميع التقييدات تقريباً يتم فرضها بصورة جارفة على مجموعات سكانية كاملة، دون التعاطي بصورة مفصلة مع الجزئيات. وابرز دليل على ذلك يكمن في حقيقة تراجع السلطات الاسرائيلية، في بعض الأحيان، عن القيود التي فرضتها بخصوص حركة وتنقل انسان معين، على ضوء تدخل المنظمات التي تُعنى بحقوق الانسان، من أجل الامتناع عن التعاطي مع قضية قانونية تثير الارتباك. إن معظم المكونات للسياسية الاسرائيلية غير قانونية، طبقاً للقانون الدولي وطبقاً للقانون الاسرائيلي. وعند المصادقة على خطة الانفصال، أفصحت حكومة اسرائيل عن رغبتها في التنصّل من مسؤوليتها عن حقوق الانسان الخاصة بالسكان في قطاع غزة، غير أنه من المتوقع أن تستمر جميع خروقات حقوق الانسان التي تم استعراضها في هذا التقرير، وتفاقمها بعد تطبيق خطة الانفصال.

كما وأعلن شاؤول موفاز، وزير الدفاع الإسرائيلي، أن سياجاً أمنياً سيبنى في محيط قطاع غزة، وذلك فور انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، في إطار خطة الانسحاب أحادي الجانب عن الفلسطينيين، التي تم بموجبها إخلاء جميع المستوطنات اليهودية في القطاع، قبل نحو أسبوع.

ولا يعرف بعد لماذا يعتقد كوخافي ودان حلوتس وقادة جيش الاحتلال انهم يخرجون من غزة مرفوعي الرأس علما ان التقرير الصادر عن مركز المعلومات الوطني الفلسطيني في الهيئة العامة للاستعلامات يؤكد ان عدد الشهداء الذين سقطوا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر /أيلول 2000 وحتى نهاية أغسطس الماضي بلغ 4124 شهيداً في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.

ومن بين الشهداء 765 شهيداً من الأطفال، و732 شهيداً ضحايا القصف الإسرائيلي، و267 شهيدة من الإناث، و344 شهيداً في صفوف الأمن الوطني، و842 طالباً ومعلماً استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وبلغ عدد الشهداء خارج إطار القانون "الاغتيالات والتصفية الجسدية"، 343 مواطناً، كما استشهد 136 مواطناً من المرضى جراء الإعاقة على الحواجز الإسرائيلية و59 شهيداً قضوا جراء اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين، و36 شهيداً من أفراد الأطقم الطبية والدفاع المدني، و9 من الشهداء الإعلاميين والصحافيين، و220 شهيداً من أبناء الحركة الرياضية.

وأضاف التقرير أن عدد الجرحى بلغ 45398 مواطناً، بالإضافة إلى 8435 مواطنا تلقوا علاجاً ميدانياً، وبلغ عدد الطلبة والطالبات والموظفين الذين أصيبوا برصاص الاحتلال 4800، كما بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الذين ما زالوا في سجون الاحتلال 8500 أسيراً، منهم 590 أسيراً معتقلين قبل الانتفاضة، فيما بلغ عدد المعتقلين من طلبة المدارس والجامعات 1389 طالباً وطالبة، منهم 306 من الأطفال رهن الاعتقال، و205 معتقلاً من المعلمين والموظفين التابعين لوزارة التربية والتعليم العالي، و1000 أسيراً يعانون من أمراض مزمنة، و110 أسيرة، منهن 42 أسيرة محكومة، 69 أسيرة موقوفة و5 أسيرات موقوفات توقيف إداري.

وأشار التقرير أن إجمالي عدد المنازل التي تضررت بشكل كلي وجزئي، بلغ 71470 منزلاً، منها 7628 تضررت بشكل كلي، 4785 منها في قطاع غزة، أما عدد المنازل التي تضررت بشكل جزئي، فبلغ 63842 منزلاً، منها 23622 في قطاع غزة. هذا وقد بلغ عدد المباني العامة والمباني والمنشآت الأمنية التي تضررت بشكل كلي وجزئي، 645 مقراً عاماً ومنشأة أمنية.

وبلغ إجمالي مساحة الأراضي التي تم تجريفها 6867 دونماً، 1355290 شجرة تم اقتلاعها، 770 مخزناً زراعياً هدمه الاحتلال، و756 مزرعة هدمت تعود للدواجن ومعداتها وحظائر الحيوانات، 31263 دونماً من شبكات الري جرفت، 1327 بركة وخزان مياه تم هدمها، وبلغ تجريف سياج مزارع وجدران استنادية بالمتر الطولي 609593 متراً، و929984 متراً من خطوط مياه رئيسية جرفت أيضاً، فيما بلغ عدد المزارعين المتضررين نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية 16195 مزارعاً، وبلغ عدد المشاتل المجرفة 16، وأتلف 16 جراراً ومعدات زراعية مختلفة.

كما ذكر التقرير أن 899767 دجاجة (لاحم) نفقت، و350292 دجاجة (بياض) نفقت أيضاً، فيما نفق 14749 رأس غنم وماعز، وقتلت 12132 بقرة وحيوانات مزرعة، 15265 خلية نحل أتلفت، وهدم 403 بئراً كاملاً بملحقاته، وهدم 207 منزلاً يعود لمزارعين.

وأفاد التقرير أن عدد العاطلين عن العمل بلغ 272 ألف عامل، بنسبة 26.3% حسب نتائج مسح الربع الأول من العام 2005، وبلغت نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية جراء الإغلاق والحصار الإسرائيلي 67.6% حسب نتائج مسح الفقر لشهر ديسمبر 2003، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وبلغ عدد الانتهاكات ضد الصحفيين 749 حالة اعتداء، فيما بلغت مرات قصف الأحياء السكنية منذ 1/10/2001 وحتى 31/08/2005، 32650 مرة، أما الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي أقامتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عن تلك الفترة، فبلغ عددها 3209 نقطة عسكرية جديدة، وبلغ إجمالي مساحة الأراضي التي تم مصادرتها لخدمة جدار الفصل العنصري منذ 29/3/2003، 239789 دونماً، وتعرضت 417 منشأة صناعية لأضرار جسيمة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية، حسب ما ورد من وزارة الاقتصاد الوطني.

"اذا كان هذا يرفع رأس جيش الاحتلال ، فعلى جميع قادة الفكر الحر والابداع وحقوق الانسان والامم المتحدة والادب والمكافحين من اجل حريات الشعوب ان يخفضوا رؤوسهم ليتسنى لقادة جيش الاحتلال ان يرفعوا رأسهم" .قال احد السياسيين الفلسطينيين بغضب.

هذا ولا يزال الفلسطينيون يتذكرون ما كتبه احد الصحافيين الاسرائيليين عن مدينة غزة عام 1994 بعد انسحاب الاحتلال منها فقال ( حين قامت اسرائيل باحتلال قطاع غزة عام 1967 كنت هناك ، ومررنا بشارع صلاح الدين وكان هناك انبوب مجاري مكسور ، وحين خرجنا منها عام 1994 ذهبت هناك ومررت بشارع صلاح الدين فوجدت نفس انبوب المجاري مكسورا طوال 28 سنة احتلت فيها اسرائيل مدينة غزة لم تصلح هذا الانبوب ولم تقدم اي شئ لسكان القطاع ، وحينها فهمت لماذا انتفضت غزة ضدنا وطردتنا من هناك ) .