غزة - خاص معا - رزان ونور وغيرهما من ابناء قطاع غزة الذين طرقوا باب "معا" بحثا عن آخر وسيلة للحصول على تحويلة طبية بعد ان فقدوا الامل بورقة تنقذهم من الموت.
رزان كانت واحدة من الحالات التي كتبت عنها معا ووثقت وفاتها وهي تنتظر تحويلة طبية لم تحصل عليها وجاء قرار حصولها على تحويلة طبية متأخر جدا بحيث يأتي أحيانا بعد الوفاة.
حال نور لا يختلف كثيرا عن رزان فهي ترقد في مستشفى الرنتيسي تترقب مصيرها بانتظار تحويلة للعلاج بالخارج تأخرت ما يقارب الثلاثة شهور.
وازداد الجدل حول موضوع العلاج بالخارج وازدادت شكاوى المواطنين والمرضى منهم، فمنهم من يتهم الدائرة بالمماطلة في اصدار التحويلات وآخرين يتهمون الدائرة بـ"الواسطة والمحسوبية". فمن المسؤول عن الازمات التي تعاني منها دائرة العلاج بالخارج ومن يتحمل المسؤولية عن حياة عشرات المواطنين الذين يحتاجون الى تحويلات؟
مصدر في دائرة العلاج بالخارج�قال لمراسلة معا "أن اميرة الهندي مدير دائرة التحويلات الطبية قامت بسحب الصلاحيات الممنوحة لهم في قطاع غزة منذ ثلاثة اسابيع".
وبين المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه انه لم يعد بإمكان الطاقم في غزة تجديد التحويلات او ارسال المريض بصورة مستعجلة، مبينا ان صلاحياتهم تكمن في كونهم مجرد مراسلين يقومون بتحويل التقارير الطبية عبر الفاكس او الايميل.
وقال المصدر ان اربع حالات وفاة تم توثيقها بسبب تأخر التحويلات الطبية ومنذ صدور قرار وقف الصلاحيات في غزة.
د.عائد ياغي مدير الاغاثة الطبية في قطاع غزة اكد لمراسلة "معا" ملف دائرة العلاج بالخارج ملف قديم والمشاكل التي يعاني منها المريض صاحب التحويلة الطبية ليست مشاكل جديدة مبينا ان الدائرة تعاني من مشكلات منذ قدوم السلطة الفلسطينية".
وأكد ياغي ان الاشهر الاخيرة شهدت موت�عدد كبير من المواطنيين بسبب تاخر تحويلاتهم الطبية محملا المسؤولية لوزارة الصحة وقال:"غير مقبول ان ينتظر مريض يحتاج الى تحويلة طبية وللعلاج ان يقرر له طبيب مقيم في الضفة وكان تقرير اللجنة الطبية لا يكفي".
وشدد ياغي ان المطلوب هو اعطاء القائمين على دائرة العلاج بالخارج في غزة صلاحيات اكثر لأنهم الاقدر على تقييم اوضاع المرضى.
وأكد ياغي وجود عدة حالات توفيت قبل الحصول على التحويلة وحالات اخرى تدهورت صحتها، مبينا انهم حاولوا في عدة مرات مع مؤسسات اهلية وحقوقية حل المشكلات التي تعاني منها الدائرة ولكن كان الاصطدام دائما بالواقع السياسي والانقسام مشددا انه يتم التعامل مع غزة بمنطق اخر.
وزارة الصحة في رام الله كانت قد اصدرت بيانا قالت فيه ان الهجمة الشرسة التي تعرضت لها دائرة شراء الخدمة الطبية وطالت الطبيبة أميره الهندي مسؤولة الملف يقف وراءها المتضررون ليس من المرضى وإنما من كانوا يستغلون المرضى والذين لم يرق لهم العمل المنظم والذي يعمل على الاستغلال الأمثل لموارد التحويلات والتي كانت تصل الى 35 مليون شيكل للمستشفيات الإسرائيلية في شهر واحد".
وبين قرارات وزارة الصحة بحق الدائرة في غزة وحاجة المرضى للعلاج في الخارج يبقى السؤال من المسؤول عن حياة المواطنين في قطاع غزة؟؟؟
تقرير-هدية الغول