الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعتصام في ساحة كنيسة القيامة تضامنا مع ضحايا الكنيسة القبطية

نشر بتاريخ: 16/02/2015 ( آخر تحديث: 16/02/2015 الساعة: 20:38 )
القدس- معا - احتشد مساء اليوم حشد من أبناء الكنائس المسيحية في القدس وعدد من زوار وحجاج المدينة المقدسة في باحة كنيسة القيامة، حيث أضيئت الشموع ورفعت الصلوات والابتهالات ترحما على ارواح ضحايا الكنيسة القبطية الذين ذبحوا وقتلوا بطريقة وحشية في ليبيا من قبل منظمة داعش الارهابية، كما أعرب المشاركون عن تعاطفهم وتضامنهم مع أسر الضحايا، واستنكارهم لهذه الجريمة النكراء التي تؤكد وحشية هذا التنظيم الذي يتلذذ بالقتل والذبح وامتهان الكرامة الانسانية، كما وجهوا رسالة تعزية الى الشعب المصري والى كافة ضحايا الارهاب والعنف في كل مكان بغض النظر عن انتمائهم الديني او القومي.

وقال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في كلمة القاها باسم الحضور "إننا نعرب عن تعازينا ومواساتنا لأسر الشهداء ونعزي شعب مصر العظيم وندين ونستنكر كافة مظاهر الارهاب في أي مكان في هذا العالم".

وتابع: أن عملية اعدام الاقباط في ليبيا بهذه الطريقة الوحشية تدل على هوية الفعلة الذي لا دين لهم وهم أبعد ما يكونوا عن القيم الاخلاقية والانسانية والحضارية.

وأضاف "أن هذه الجريمة النكراء يدينها ويرفضها كل انسان عاقل فبأي ذنب يذبح هؤلاء الابرياء وتزهق ارواحهم وتقطع هاماتهم فمن اعطى الحق لداعش ولغيرها من المنظمات الارهابية بأن تسلب الانسان حياته التي هي هبة الهية، ومن يعتدي عليها إنما يعتدي على الارادة الالهية التي تريدننا ان نحترم الانسان وحريته وكرامته".

وتابع: لقد اصبح واضحا بأن منظمة داعش واخواتها من المنظمات الارهابية هدفها تدمير منطقتنا ونسف قيم التآخي والاخوة بين أبناء امتنا العربية بكافة طوائفها واطيافها. لقد ارتكبت داعش وغيرها من المنظمات الارهابية جرائم كثيرة بحق الانسانية فهم بارعون في القتل اما ذبحا او حرقا او رجما ولا ربما يخترعون وسائل اخرى في القتل والتنكيل والاجرام.

وذكر "أن العصر الذهبي في تاريخ الكنيسة كان ابان الاضطهادات واذا ما ظن هؤلاء القتلة المجرمون أنهم سيدخلوننا في حالة رعب وخوف لكي نحمل حقائبنا ونترك هذه الديار، فنحن نقول لهم مهما قتلتم وذبحتم سنبقى في بلادنا وفي أوطاننا ولن نتنازل عن انتماءنا لهذه الامة ، ولن نتراجع عن خطابنا الوحدوي الذي يدعو الى الاخوة والمحبة والسلام".

ولفت إلى أن دماء الضحايا تستصرخ الضمائر الحية وتنادي العالم بأسره من أجل التصدي لهذا الارهاب ولهذا العنف الذي يستهدفنا جميعا، ولا يستثني أحدا على الاطلاق. فليكن ردنا مسيحيين ومسلمين على هذا الارهاب الدموي الذي يعصف بأوطاننا بمزيد من الوحدة والتعاون وتكريس الخطاب الديني الذي يحترم الاخر ، الخطاب الذي يوحد ولا يفرق. فالمستفيد الحقيقي من داعش واخواتها من المنظمات الدموية هم اعداء امتنا وشعوبنا العربية.

وختم حديثه: من رحاب كنيسة القيامة نعزي اخوتنا في مصر ونسأل الله بأن يبلسم قلوبهم بالايمان وأن يقويهم في هذه الظروف العصيبة ، أن كنيسة القدس لا بل اقول مدينة القدس بكافة سكانها يتضامنون مع ضحايا الارهاب ويصلون من أجل أن يحفظ الله لنا بلادنا ويزيل عنا هذه المظاهر الغير انسانية الغريبة عن ثقافتنا وحضارتنا.