الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير معا- هل سيستفيق مرشحو القائمة المشتركة من سباتهم؟

نشر بتاريخ: 20/02/2015 ( آخر تحديث: 22/02/2015 الساعة: 10:30 )
تقرير معا- هل سيستفيق مرشحو القائمة المشتركة من سباتهم؟

القدس- خاص معا - يبدو أن الأحزاب الصهيونية وحتى "شاس" تقوم بـ"حراثة عميقة" للأرض في الشارع العربي، لالتقاط أكبر عدد ممكن من الأصوات العربية للكنيست، في ظل ما يراه بعض المراقبين في الشارع العربي "ظاهرة الاتكالية" بين الأحزاب العربية الأربعة (الجبهة، الحركة الإسلامية، التجمع والعربية للتغيير) التي تركّب القائمة المشتركة.


وربما اللافتة الانتخابية التي وضعتها القائمة المشتركة على مداخل المدن والبلدات العربية في الداخل، تؤكد أن المهنية في الطرح بعيدة كل البعد عن عملها.

فقد أثارت هذه اللافتة البلبلة واللغط وسوء الفهم، واشتكى الكثيرون من أنها تعرضت لاعتداء عنصري.

اللافتة التي كتب على يمينها "الموت للعرب" باللغة العبرية، بخط يد شبيه بالكتابات العنصرية التي انتشرت في السنوات الأخيرة، أدت إلى نشر العديد من المواقع الإخبارية المحلية أنباء عن تعرض اللافتة للاعتداء والتخريب فيما وصلت مكاتب القائمة المشتركة عشرات الاتصالات بهذا الشأن، فيما بادر عدد من الناشطين إلى استخدام الأصباغ البيضاء لمحو الجملة العنصرية.


لكن في حقيقة الأمر، لم تتعرض اللافتات لأي اعتداء، بل هي تذكر العرب بموجة التطرف والعنصرية التي تستهدفهم، وتطلب منهم التصويت لها.

وقال مسؤولون في الطاقم الإعلامي للقائمة المشتركة إن اللافتة أثارت فعلا البلبلة وان عشرات الاتصالات للاستفسار حول الموضوع، وأوضح أن القائمة المشتركة ستصدر بيانا إيضاحيا مطلع الأسبوع القادم.

"المعسكر الصهيوني يتقدم"
وعلى صعيد الاستطلاعات، يستدل من استطلاع جديد للرأي العام نشرته اليوم الجمعة صحيفة "معاريف" أن حزب المعسكر الصهيوني يتقدم بمقعدين برلمانيين على حزب الليكود.


وفيما يلي اعداد المقاعد التي يُتوقع ان تحصل عليها الاحزاب المختلفة حسب الاستطلاع: المعسكر الصهيوني - 24 مقعدا؛ الليكود - 22 مقعدا؛ البيت اليهودي - 13 مقعدا؛ القائمة المشتركة، وهناك مستقبل - 12 مقعدا لكل منهما؛ "جميعنا" - 8 مقاعد؛ شاس، ويهدوت هاتوره 7 مقاعد لكل منهما؛ ميرتس - 6 مقاعد؛ "إسرائيل بيتنا" - 5 مقاعد؛ ياحَد بزعامة إيلي يشاي - 4 مقاعد.

.jpg?_mhk=3e2fb418ad1e984f6f5d8fcce7537d8a261e191e3e54859ad340c44ff271c61beb1391b38bf63cd5d8ede464699199e9' align='center' />

317922
39; باجراء استطلاع خاص لصحيفة "هآرتس"، نشر اليوم الجمعة، بتصويت الفلسطينيين في الداخل في الانتخابات القادمة.


وأظهر الاستطلاع أنه بإمكان القائمة المشتركة أن تحقق تقدما كبيرا من خلال رفع نسبة المصوتين العرب والوصول إلى المترددين العرب التي تصل نسبتهم إلى 14.2% من أصل 885 ألف صاحب حق اقتراع عربي، وكذلك إلى المصوتين اليهود.


وبحسب الاستطلاع (نحو 500 صاحب حق اقتراع بنسبة خطأ 3.8%) فإنه من بين أصحاب حق الاقتراع العرب، يتوقع أن ترتفع نسبة التصويت للانتخابات الحالية إلى 62.4%، مقارنة بـ56% في الانتخابات السابقة.


وجاء أن القائمة المشتركة بزعامة أيمن عودة تحصل على 66.9% - أي 344 ألف صوت، وهو ما يعادل 12.4 مقعدا. ويحصل "المعسكر الصهيوني" بزعامة يتسحاك هرتسوغ وتسيبي ليفني على 5.7% (29 ألف صوت)، و"ميرتس" بزعامة زهافا غالؤون على 4.3% (22 ألف صوت)، و"الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو 2.4% (12 ألف صوت)، و"يسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان 1.7% (9 آلاف صوت)، وقائمة طلب الصانع 1.2% (7000 صوت)، و"كولانو-جميعنا" بزعامة موشيه كحلون على 1.2% (7000 صوت)، و"شاس" بزعامة أرييه درعي على 1.2% (7000 صوت)، و"البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت 0.7% (4 آلاف صوت)، و"يش عتيد-هناك مستقبل" بزعامة يئير لابيد على 0.5%، و"هتكفا لشينوي" 0.2%. في حين قال 14.2% إنهم مترددون.


وبحسب المعطيات فإن رفع نسبة التصويت، وخفض عدد المصوتين للأحزاب الصهيونية، الذين يزيد عددهم عن 75 ألف صوت، إضافة إلى الوصول إلى 14.2% من المصوتين المترددين من شأنه أن يحقق قفزة في عدد مقاعد القائمة المشتركة.

بين الاقتصاد والصراع
وقال 70% من المستطلعين إن الأهم في نظر الجمهور العربي هو تحسين الوضع الاقتصادي، بينما قال 30% إن الأهم هو حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وقد عبر نصف المستطلعة أراؤهم عن أداء النواب العرب. وقال 9% إنهم راضون جدا، وقال 8% إنهم راضون، وقال 35% إنهم راضون بدرجة متوسطة، بينما قال 16% إنهم راضون بدرجة قليلة، وقال 32% إنهم راضون بدرجة قليلة جدا.


وفضل 62% يتسحاك هرتسوغ لكي توصي به القائمة المشتركة لرئاسة الحكومة، و-7% بنيامين نتنياهو، 17% لا أحد. أما مصوتو الأحزاب الصهيونية من العرب فكانت إجاباتهم كالتالي: 65% هرتسوغ، 28% نتنياهو.


وردا على سؤال بشأن مشاركة القائمة المشتركة في الائتلاف الحكومي، قال 22% إنه يجب ألا تكون القائمة ضمن الائتلاف، ولكنها يجب أن تشكل كتلة مانعة، فيما قال 14% إنه يجب ألا تشارك في الائتلاف ولا كتلة مانعة، وأجاب 28% بنعم لكل حكومة، بينما قال 30% نعم ولكن فقط بحكومة هرتسوغ، مقابل 3% في حكومة نتنياهو، وقال 3% إنهم لا يعرفون.

لم تخترق الشارع
ويقول المحلل السياسي الإعلامي خالد خليفة، في حديث لمراسل معا: "بشكل عام يمكن القول إنّ الأحزاب الصهيونية استطاعت في الماضي اقتناص عشرات الآلاف من الأصوات العربية، ولكن عام 1976 – وانطلاقة يوم الأرض – بدأ العد التنازلي من حيث تصويت العرب للأحزاب الصهيونية وبدأ العدد بالتناقص تدريجيا. وإذا كان قبل عام 1976 تحصل الأحزاب الصهيونية على أربعة-خمسة مقاعد من العرب، باتت تحصل اليوم على مقعد أو مقعدين.

والعدد يتنازل بشكل متواصل، فإذا أخذنا مثلا حزب العمل الذي كان يصوت له 40 ألف عربي، يصوّت له اليوم 8000 عربي، وفي الانتخابات المقبلة سيصوّت له أقل بكثير من ذلك نتيجة لسياسات الحزب المشابهة لليكود من جهة، ونتيجة فرض زهير بهلول على المقعد العربي والإطاحة بجميع الرموز العربية في هذا الحزب، كغالب مجادلة وآخرين، أي أنّ عددا كبيرا من هؤلاء لن يصوتوا لحزب العمل لإقصاء أعضاء حزب العمل من الحزب نفسه، إلى جانب التسمية الجديدة للحزب المتمثلة بـ"المعسكر الصهيوني". ولم يستطع أي من رموز هذا الحزب العرب التأثير على تغيير هذا الأسم، الذي اختير للتنافس على قومجية الليكود".


ويردف خلفية قائلا بأن "شاس أيضا والذي ابتعد عن الائتلاف الحكومي في السنوات الست الأخيرة، لا يستطيع تقديم الرشاوى الانتخابية للعرب المعنيين بذلك كما كان في السابق، إضافة إلى الأجواء خاصة القوانين الإقصائية والقومية التي فرضت على العرب في الفترة الأخيرة – بدءا من قانون القومية، والمواطنة – والتوجه السريع لسياسة الأبرتهايد، والذي أبعد المواطنين العرب عن الأحزاب الصهيونية، وبالتالي يمكن القول بأن القائمة المشتركة تعي هذه التوجهات وتعمل بوتيرة أقل كونها تعلم بأن الشارع العربي يريد الوحدة وسيصوت لها بطبيعة الحال".


ويرى المحلل السياسي بأن هذه "الاتكالية نجمت عن تركيبة القائمة نفسها، حيث أن هذه التركيبة لم تكن خلاقة، بمعنى أنها جلبت النواب الموجودين وقسّمت القائمة حسب تركيبة الأحزاب القائمة، بدون الأخذ بعين الاعتبار جلب قوى جديدة فاعلة ونافذة كمؤسسات المجتمع المدني وخبراء السياسة ونساء. كما أن الانطباع بأن كل طرف سيقوم بواجبه يعطي الانطباع بأن القائمة المشتركة لم تخترق الشارع بالشكل الكافي".

"واقع مقلق"
ويقول الكاتب الصحفي وديع عواودة: "تعكس استطلاعات الرأي هذه وغيرها واقع انتخابي مقلق في الشارع العربي، نتيجة عدة أسباب، منها أن الحملة الانتخابية الدعائية بطيئة حتى الآن وغير محددة الرسائل وضعيفة. سبق ذلك مسيرة تشكيل القائمة المشتركة التي طالت جدا إلى 50 يوما تقريبا، وأهدرت على المحاصصة وتركيبة الكراسي، مما ترك أثرا سلبيا على وعي الجمهور، وهذا يهدّد بسلوك انتخابي سلبي من طرف أصحاب حق الاقتراع، هذا ناهيك عن أن هناك علامات سؤال حول جدوى الكنيست الإسرائيلي، وعدم الثقة بالبدائل المطروحة لحكومة اليمين، كما انعكس في نسبة المصوتين العرب في الجولات الانتخابية الماضية، حيث وصلت نسبة الذين لم يصوتوا – وليس فقط لأسباب أيديولوجية – إلى 50%، وذلك نابع عن اللامبالاة وعدم ثقة واحتجاج على أداء النواب خاصة في ظل اتساع ظاهرة الانسغال بالذات والنجومية وتفضيل الحزب على الوطن والشعب".


وأردف قائلا: "لا يوجد فراغ حتى في السياسة، والأحزالب الصهيونية بدأت تتسلل في ظل الوضع الراهن – كما كان متوقعا، وبالتالي على القائمة المشتركة أن تستفيق وبقوة وبسرعة ومهنية قبل فوات الأوان لأنني كنت أنا شخصيا وما أزال أرى رأس الجبل الجليدي في الأفق وإذا لم نحسن تفاديه سيكون مصير المشتركة ليس بعيدا عن مصير التيتانيك".

متابعة ولقاء: الزميل ياسر العقبي