غزة- معا- جددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تاكيدها ان إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الداخلية، هما الشرطان الضروريان، لطي صفحة المفاوضات وتقديم مبادرة سياسية جديدة وبديلة، للحركة الوطنية الفلسطينية. وبدون هذين الشرطين، ستبقى الحالة الفلسطينية تعاني ما تعانيه من اشكالات تستنزف طاقاتها النضالية في غير مكانها.
وقالت الجبهة في بيان وصل معا نسخة منه في الذكرى السادس والأربعون لانطلاقة الجبهة أثبتت التجارب المرة منذ 14/6/2007، أنه بدون انهاء الانقسام، وبدون استعادة الوحدة الداخلية ستبقى الحالة الفلسطينية عاجزة عن مجابهة الاستحقاقات السياسية، وعن تزخيم قواها في التصدي للاحتلال والاستيطان، وعاجزة في الوقت نفسه عن استعادة المبادرة السياسية، خاصة وقد وصلت العملية التفاوضية، في ظل شروطها وآلياتها المعروفة، وباعتراف أصحابها أنفسهم، إلى الطرق المسدود.
وشددت الجبهة انه لا بد من إعادة التأكيد على ضرورة دعوة القيادة الفلسطينية المؤقتة إلى اجتماع فوري، لإزالة العقبات والمعيقات أمام إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، بعد أن أثبتت التجربة فشل الحلول الأخرى، بما فيها الحل الثنائي بين فتح وحماس.
دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الى تبني استراتيجية سياسة كفاحية في الميدان، على طريق المقاومة الشعبية الشاملة، وكل أشكال النضال المشروع للشعب الفلسطيني، في مقاومة الاحتلال والاستيطان، الأمر الذي يتطلب وقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، ومقاطعة شاملة للاقتصاد الاسرائيلي، واعتماد استراتيجية اقتصادية ومالية واجتماعية بديلة، ودعم المناطق المهددة بالاستيطان، وتعزيز صمود الشرائح الفقيرة ومحدودة الدخل، وتكريس كل الطاقات الاقتصادية والسياسية والاعلامية والامنية وسواها في خدمة معركة الاستقلال والخلاص من الاحتلال والاستيطان.
ودعت الجبهة العمل من أجل فك الحصار عن قطاع غزة، وتوفير الامكانات الضرورية لاستئناف اعادة اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي، واتخاذ الاجراءات اللازمة لتبني سياسة دفاعية عن القطاع، بما في ذلك بناء جبهة مقاومة وطنية متحدة، في غرفة عمليات مشتركة، وتحت قيادة سياسية جماعية وفق مبدأ "شركاء في الدم .. شركاء في القرار".
كما دعت الجبهة الى تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، عبر ايلاء أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الشتات المزيد من الاهتمام، السياسي والاجتماعي، خاصة أهلنا في سوريا، بتشكيل خلية أزمة في اللجنة التنفيذية، توفر كل اشكال الدعم المالي والعيني، لعشرات الآلاف من النازحين، والعمل مع الجهات المعنية من أجل سحب المسلحين من المخيمات، خاصة مخيم اليرموك، وإعادة سكانها إليها، وإعادتها مناطق أمن وأمان واستقرار. كذلك دعم نضالات أهلنا في لبنان، من أجل حقهم في العمل، والسكن، واستكمال اعمار مخيم نهر البارد، وتأسيس جامعة فلسطينية، وتطوير خدمات وكالة الغوث.