وقالت المحامية هوليا غولبهار التي تتولى الدفاع عن قضايا المرأة إن مقتل الطالبة أوزكه جان أصلان هو بمثابة القشة الأخيرة في أحداث العنف ضد المرأة.
وأكدت أن "الحكومة دأبت على إطلاق تصريحات دعائية مثل &
39; أو &
39;، ولذا فإننا نواجه عنفا سياسيا هنا".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن "النساء لا يمكن معاملتهن على قدم المساواة مع الرجال".
وسعى اردوغان إلى سن قوانين للحد من الإجهاض، ونصح النساء بإنجاب ثلاثة أطفال على الأقل.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج العام الماضي إنه لا يجب على النساء الضحك بصوت عال في الأماكن العامة.
أما وزير الصحة محمد مؤذن اوغلو فقال الشهر الماضي إن "أفضل مهنة للنساء هي الأمومة".
حماية غير كافية
وقالت غولسوم اونال من منظمة "أوقفوا قتل النساء" إن العديد من القوانين جرى تعديلها في السنوات الأخيرة لحماية النساء من العنف، لكنها أوضحت أن هناك مشاكل في تطبيق هذه القوانين.
وأضافت "حتى النساء اللائي يتمتعن بحماية رسمية يقتلن، ويمكن العثور على المستندات القضائية الرسمية في محافظهن بعد مقتلهن."
ومثال على هؤلاء النسوة كانت محترم غوسمن (31 عاما)، والتي قتلت طعنا على يد زوجها في عام 2013.
ورغم أن المحكمة طالبت زوجها بأن لا يقرب منها بأقل من مسافة 200 متر، فقد ذهب إلى صالون تصفيف الشعر الذي تعمل فيه، وطعنها ثماني مرات.
وكشفت جيدام ايجل شقيقة غوسمن أن غوسمن قتلت لأنها كانت تريد الطلاق، وقالت إنها "كانت تعاني من العنف منذ 13 عاما، وتفاقمت الأمور بما يفوق طاقتها".
وقالت ايجل إن زوج شقيقتها رفض سابقا أوامر قضائية تمنعه من الاقتراب منها، وأكدت أنه كان يجب إلقاء القبض عليه لكن النيابة أطلقت سراحه.
وأضافت "لو كان اعتقل فقط لعشرة أيام، لكانت شقيقتي على قيد الحياة اليوم، لقد أخبروني أن هذا هو مصيرها. لا، أنا لا أعتقد ذلك، لقد جرى التخلي عن شقيقتي لتموت."
في تركيا ترتكب معظم جرائم قتل النساء من جانب الأزواج أو الأزواج السابقين.
والمطالبة بالطلاق هي أحد الأسباب الرئيسية وراء قتلهن، لكن هناك أيضا أسباب تافهة وراء قتلهن.
"ربما أكون مكانها"
تضرب المحامية غولبهار أمثلة من قضايا حديثة، بينها استخدام كميات كبيرة من الملح في الطعام، والرد على اتصال هاتفي في وقت متأخر وارتداء بناطيل ضيقة أو البحث عن وظيفة أو وشم الجلد.
وقالت "يمكن للمرأة أن تقتل لأنها ردت على اتصال هاتفي أو رفضت أن ترد."
وشددت على أنه يجب على الدولة أن تتوقف عن مساعيها للحفاظ على استمرار الزواج والتوسط بين الأزواج والزوجات، والتركيز في المقابل على حماية النساء من العنف.
لكن مقتل أصلان كان له صدى قوي جدا في أوساط المجتمع التركي.
قتلت أصلان في طريق عودتها لمنزلها وهي في حافلة للنقل العام، وقالت العديد من النساء في قرارة أنفسهن "ربما قد كنت مكانها."
وكان لسان حال العديد من الرجال "ربما كانت (أصلان) ابنتي، أو زوجتي أو صديقتي."
وأثار هذا موجة من التضامن في الشوارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهر اسم أصلان في أكثر من أربعة ملايين تعليق على موقع التدوينات المصغرة "تويتر".
وبدأت النساء التحدث عن تجاربهن القاسية من الانتهاك الجنسي والتحرش تحت هاشتاغ
318144*ملابسات مقتل أصلان أثار حملة من التعاطف على المستوى الشعبي#
لحظة فارقة
واستخدم هذا الهاشتاغ في بادئ الأمر من جانب الأكاديمية عديل الفريس.
وقالت الفريس "النساء دائما عرضة للأوامر والنواهي، لقد قررنا للتو أن نترك كل هذا خلفنا ونبدأ التعبير عن أنفسنا."
وأضافت "تغريدة بعينها كان لها أبلغ الأثر في قلبي، وهي الأمة تبكي صمتا، وكانت هذه الجملة تمثل حدادا عاما ولم يكن من الممكن التعبير عنها بصورة أفضل من هذه."
وقالت هوليا غولبهار إن مقتل الطالبة أصلان قد يكون لحظة فارقة في نضال المرأة لمنع العنف ضدها.
وأضافت "هذا المجتمع يجد دائما الأعذار لتبرير اغتصاب وقتل النساء، لكن الآن لا يوجد عذر لتبرئة هذا القتل."
وتابعت "النساء والرجال من جميع الخلفيات السياسية يخرجون للاحتجاج منذ مقتل أوزكه جان (أصلان)، وأعتقد أن هذا يحمل رسالة تفاؤل لتركيا".