السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هنية يدعو الحكومة للقدوم إلى غزة

نشر بتاريخ: 24/02/2015 ( آخر تحديث: 24/02/2015 الساعة: 22:17 )
هنية يدعو الحكومة للقدوم إلى غزة
غزة- معا - دعا إسماعيل هنية رئيس حركة حماس في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، حكومة التوافق الوطني للقدوم الى غزة "لتحمل مسؤولياتها وإدارة الشأن الوطني واحتضان الجميع وعدم محاربة أحد في راتبه بسبب انتمائه أو رأيه السياسي والإشراف على الشأن العام، بما في ذلك المعابر وغيرها بدون إقصاء احد وتكريس مبدأ الشراكة".

وأكد هنية خلال مؤتمر "فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار" الذي نظمته كلية الرباط الجامعية التابعة لوزارة الداخلية بغزة أن "المصالحة ليست تشكيل الحكومة وفقط مع تعطيل بقية الملفات".

وتساءل هنية "لمصلحة من تعطيل العمل بملفات المصالحة؟، ولماذا لم يلتق الإطار القيادي للمنظمة قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب؟ ولماذا لم يجتمع بعد أسبوع من تاريخ تشكيل الحكومة كما نص اتفاق الشاطئ ؟، ولماذا لم يتم التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني؟ لماذا لم يتم دعوة المجلس التشريعي بعد شهر من تشكيل الحكومة؟"

وتساءل "لماذا تستمر حملة الاعتقالات بالضفة والمداهمات وتكميم الأفواه وحرمات الناس من ممارسة نشاطهم السياسي والنقابي والجامعي؟".

وأكد هنية أن حركته جاهزة وحريصة لتنفيذ ملفات المصالحة وندعو الجميع الى تنفذ ما تم الاتفاق عليه.

وقال: "جرى في الحوارات المباشرة بيننا عن قرار السلم والحرب وضرورة ألا يتفرد طرف أو أحد لوحده بهذا القرار ونحن ضد أن يتفرد احد في القرار لأنه قرار وطني".

وأضاف رئيس حركة حماس "أن المصالحة الفلسطينية متعثرة وهناك تقصير من الرئاسة الفلسطينية والحكومة وكان الأصل أن تأتي الحكومة بعد الحرب".

وأكد هنية أن حركته لا تخشى التهديدات والمزايدات الانتخابية للاحتلال، مؤكدا "أن غزة لا تسعى للحروب أو التصعيد بل تريد أن تعيش بكرامة وحرية ضمن الوطن الفلسطيني على أساس حق العودة والاستقلال وحق تقرير المصير".

وقال: "إن الذي يتحمل أي تصعيد العدو وعلى العالم أن يدرك ذلك ونحن دوما ضحية للعدوان والحروب والحصار ودليل ذلك ان معظم شهدائنا مدنيين ومعظم قتلى العدو عسكريين".

وأكد هنية أن حركته حريصة ومعنية بالعلاقة مع مصر بغض النظر عن وضعها الداخلي مع احترام خصوصياتها.

وقال: "غزة تحتاج من مصر الاحتضان وفتح المعابر ورفع الحصار وإدخال مواد الاعمار"، مضيفا "حريصون على أمن مصر واستقرارها وعدم التدخل في الشأن الداخلي".

وقال: "يؤلمنا في حركة حماس والشعب الفلسطيني ما تتعرض له الدول العربية من صراعات ونزيف للدماء".

وأكد هنية رفض حركته لأي خلط إقليمي أو دولي للمقاومة الفلسطينية بالإرهاب.

وقال: "رسالة للأطراف الدولية والإقليمية بأننا لا نقبل من أحد ولا يجوز خلط الأوراق فالمقاومة مقاومة والإرهاب إرهاب"، مضيفا "أن المقاومة هي حق مشروع ومسؤولية وحكيمة ومنضبطة حددت معركتها وسياستها وبوصلتها وحدودها ولا يمكن الخلط بينها وبين الإرهاب الذي نرفضه فكريا وسياسيا".

وأشار هنية إلى أن الشعب الفلسطيني أكثر من اكتوى بنار الإرهاب وهو ضد الإرهاب لأنه يرفضه فكرا وسياسة وما يفعله هذا الشعب وشعوب أمتنا حينما تتعرض للعدوان الخارجي هو دفاع مشروع عن النفس ومقاومة للاحتلال.

وحيا بهذا الصدد تصريحات أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي التي أطلقها من واشنطن بشأن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية ورفض إطلاق صفة الإرهاب عليها "في ظل التخبط والانهيار الأخلاقي والانقلاب الحاصل على تراث وتاريخ الأمة".

وقال هنية "ان حماس تمر في ظروف صعبة واستثنائية لكنها وهي التي تثق بربها وشعبها وأمتها قادرة على تجاوز الصعاب وامتصاص الأزمات وهي تواجه كل ذلك بقيادة متماسكة وتوحد داخلي وإصرار على الثوابت والحقوق".

من ناحيته أكد الدكتور غسان وشاح رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر "فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار" أن مخرجات المؤتمر والدراسات التي قدمت فيه ستوضع بين يدي أصحاب القرار على طريق مشروع التحرر الوطني.

وقال وشاح في كلمته خلال المؤتمر أن اللجنة التحضيرية والعلمية المشكلة من علماء في فلسطين والأردن ولبنان ومصر والسعودية عقدت 70 جلسة واستماع لمناقشة الخطوط العامة لهذا المؤتمر وتحكيم الدراسات المقدمة.

وأوضح أن المؤتمر تلقى 120 بحثا من مختلف دول العالم وفي شتى الموضوعات ذات العلاقة بالمؤتمر، تم اختيار 50 منها في مجالات الدين واللغة والسياسة والأمن والجانب العسكري جرى تحكيمها.

ولفت إلى أن بعض هذه الأبحاث يتضمن معلومات ومعطيات مهمة وبعضها يدعو لفتح جبهات جديدة وتوجيه ضربات للعدو، وبعضها يقدم مقترحات سيجري دراستها عبر لجان خاصة لتكون بين يدي أصحاب القرار، مشدداً على أن المؤتمر يؤسس لمرحلة جديدة هي مرحلة التحرير والحرية.

بدوره تناول الدكتور رياض شاهين رئيس المؤتمر، أهداف المؤتمر مشدداً على أهمية دور المثقفين والعلماء في تبديد اليأس والإحباط وتعزيز عامل الانتصار واستحضار تاريخ الماضي كاليرموك وحطين والحاضر كالفرقان والسجيل والعصف المأكول.

وشدد على أن ضمن أهداف المؤتمر إنضاج مشروع ثقافي نهضوي يستنهض الأمة ويستعيد وحدتها من خلال إقامة علاقات وثيقة لمناقشة هذا المشروع من أجل تبنيه والدفع باتجاهه.

وقال: "هذا المشروع الثقافي يتطلب الضغط السلمي على الأنظمة لتبنيه من خلال الكتابات في الصحف ومواقع التواصل بهدف إحداث التغيير في الساحة العربية والإسلامية".

وطالب أن يركز المشروع على قضايا حيوية كحرية الإنسان ورفع أيدي أجهزة الأمن عنه، مشدداً على الحاجة "لصحة ضمير كي يرتقي الإنسان بأخلاقه فتعزز الثقة بالعلاقات العامة وتتعزز قيم العمل الجماعي والتعاون والعمل المنهجي الرصين لدراسة تاريخنا كما كان وكما هو لا كما نتخيله ونتمناه".

ودعا لتأسيس مركز ثقافي يأخذ بهذه الأهداف وينظم مؤتمرات دورية ذات علاقة، مؤكداً ضرورة التركيز على انطلاقة علمية ثقافية تتجاوز الأقوال المجردة وصولاً لصحة تمجد فيها الأعمال الريادية.

وقال :"يفترض أن يخرج الخبير العسكري والمثقف من تحت عباءة منظمته ويتعامل مع القضية كقضية أمة وليست قضية حزبية فصائلية".
بدوره، أكد فتحي حماد، القيادي في حركة حماس أن الاتفاقيات والمفاوضات مع الاحتلال لن تقود لـسلام حقيقي، مشدداً على أنه آن الأوان أن نعد أنفسنا لتحرير القدس على حد قوله.

وقال حماد في كلمته أمام المؤتمر إن طموحنا لتحرير فلسطين :"لابد أن يتم عبر خطة طموحة بعيدة المد تسع أمتنا وتعطي الأولوية للجهاد بكافة أبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها بحيث يرتبط مشروع الأمة بتحرير فلسطين".

وشدد حماد وهو راعي المؤتمر على أن ذلك "يستلزم حشد الجهود والتسلح بكل الأسباب الكفيلة بتحقيق هذا الطموح".

وحدد أبرز ملامح الخطة الطموحة لتحرير بيت المقدس تتمثل في تنسيق جهود الأمة لتحرير الأقصى، ووجود مظلة قيادية مركزية للمقاومة تشرف على كافة المجالات العسكرية والاقتصادية وتحرك جبهات وتسكن أخرى.

وطالب بتحرك الجبهات المحيطة في المعركة القادمة ضد العدو، مؤكداً ضرورة "فتح جبهات جديدة من كل الدول المحيطة وغيرها لتأخذ المعركة بعد الشمولية".
وقال :"يتوجب على الأمة العربية والإسلامية فتح خطوط الإمداد المالية والعسكرية فالواجب الشرعي يستوجب أن يكون على كل مسلم سهم لتحرير فلسطين لا أن يكون لهم سهم حصار غزة والقسام".

وطالب بربط القضية الفلسطينية بالثورات العربية وتحقيق إستراتيجية التغيير في البلدان العربية بما يسمح بمواجهة كل تدخل امبريالي ويهيئ لعملية التحرير.
وقال :"يجب أن ينظر إلى جملة معارك المستضعفين في العالم الإسلامي على أنها معركة واحدة توحد الجهود لما هو أهم وأولى ألا وهي قضية فلسطين".

وشدد على أنه "رغم كل عوامل الضعف التي تحيط بالأمة إلا أن مقاومتها استطاعت بفضل الله التأثير في جنب العدو الصهيوني و مهدت لمستقبل جديد"، مشدداً على ضرورة وحدة الأمة لحشد الجهود لتحرير الأقصى وفق رؤية واحدة.

وطالب بفتح الحدود لدخول السلام والمال والرجال وأن تعد الأمة نفسها لاستلام مفاتيح القدس وتحريرها ، مشدداً على أن "الأمة تمر بمرحلة فارقة في تاريخها".

من جانبه، أكد خالد العطية وزير الخارجية القطري دعم بلاده وتقديمها كافة أوجه الدعم للشعب الفلسطيني نحو إقامة دولته عبر استخدام كافة أساليب القانون الدولي.

وقال العطية في كلمة مسجلة له بثت خلال المؤتمر إن استمرار الاحتلال له تداعيات سياسية وأخلاقية على العالم بأسره، مشدداً على أن إنهاء الاحتلال مسؤولية جماعية للمجتمع الدولي.

وأضاف "لقد مرت القضية الفلسطينية بمراحل كشفت عن فشل المجتمع الدولي في الانتصار للحق"، لافتاً إلى أننا "نعيش ازدواجية معايير".
وأضاف "كانت القضية حق وأصبحت غزة والضفة وأصبحت خرائط ومفاوضات أكثر من عقدين بما يعكس عجز المجتمع الدولي وغطرسة الاحتلال وتنكره لكل الاتفاقات والمواثيق الدولية".

وشدد على ضرورة وجود تحرك عربي من أجل الضغط على المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل بإنهاء الاحتلال في أطر محددة وفقا لحل الدولتين".
وقال :"عملية السلام لا تبدأ من النقطة صفر إنما تبدأ انطلاقاً من الشرعية الدولية والمبادرة العربية ".

ودعا الأطراف الفلسطينية لتنفيذ اتفاقات المصالحة التي أبرمت في الدوحة والقاهرة لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني".

ينعقد مؤتمر (فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار) على مدار ثلاثة أيام متناولا ستة محاور هي: (فلسطين والقدس المكانة والأهمية)، و(احتلال فلسطين والقدس عبر العصور)، و(احتلال فلسطين والقدس عبر العصور)، و(النهوض والانتصار عبر الحقب التاريخية)، و(النهوض والانتصار عبر الحقب التاريخية)، و(رؤى مستقبلية لتحرير فلسطين) وختاما (المعاهدات والقوانين المتعلقة بالقضية الفلسطينية).

ويشارك في المؤتمر نخبة من الشخصيات العربية والإسلامية أبرزهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، ورئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، وزعيم حزب النهضة الإسلامي في تونس راشد الغنوشي وعدد من المفكرين الإسلاميين.