يقدم رواية لما حدث.. مركز حقوقي يدعو إلى التحقيق في أحداث غزة ورفح وتحدث عن عمليات ضرب واهانة للمعتقلين
نشر بتاريخ: 03/09/2007 ( آخر تحديث: 03/09/2007 الساعة: 10:59 )
غزة- معا- طالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بالتحقيق في الأحداث التي شهدتها مدينتا غزة ورفح يوم الجمعة الماضي, وما رافقها من مواجهات بين أفراد القوة التنفيذية والمشاركين في مسيرات احتجاجية دعت لها حركة فتح، مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بجراح، أحدهم صحفي فرنسي كان يقوم بتغطية الأحداث في غزة.
وقال المركز في بيان له انه "ينظر بقلق إلى عمليات الاعتقال التي نفذتها القوة التنفيذية على تلك الخلفية وتعرضها بالضرب والإهانة لعدد من المعتقلين".
واكد المركز على أن الحق في التجمع السلمي، بما في ذلك تنظيم المسيرات، هو حق مكفول بموجب القانون الأساسي وبموجب قانون الاجتماعات العامة رقم 12 لسنة 1998، مع التأكيد على الالتزام بالطابع السلمي للنشاط، ويرفض بشدة اللجوء إلى العنف، بما في ذلك إلقاء الحجارة ومهاجمة المنشآت العامة.
ورفض المركز بشدة أعمال الضرب والاعتداءات التي قام بها أفراد القوة التنفيذية على المشاركين في هذه المسيرات، مطالبا بالتحقيق الفوري فيها وتقديم مقترفيها للعدالة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقفها ومنع تكرارها ومؤكدت أن عمليات الاعتقال ينظمها القانون الفلسطيني وتقع في اختصاص مأموري الضبط القضائي وقوامهم الشرطة المدنية وأنهم يخضعون مباشرة لأوامر وإشراف النائب العام.
واستناداً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد احتشد آلاف المصلين في كل من محافظتي غزة ورفح لأداء صلاة الجمعة الموافق 13 أغسطس 2007 في ساحتي الكتيبة، غرب مدينة غزة، والنجمة في مخيم الشابورة، بناءً على دعوة حركة فتح لأنصارها للصلاة في الساحات العامة احتجاجاً على ما وصفته "تحريض وتسييس الخطب الدينية في المساجد".
وكان الآلاف من أنصار فتح قد أقاموا صلاة يوم الجمعة الماضي في ساحة الجندي المجهول وأعقبها مناوشات مع القوة التنفيذية أدت إلى إصابة عدد من المواطنين واعتقال عدد آخر.
وقد مرت الصلاة في هدوء في كلا المحافظتين، رغم انتشار المئات من أفراد القوة التنفيذية مدججين بالأسلحة الرشاشة والهراوات في محيط المكان المقرر إقامة الصلاة فيه قبيل آذان الظهر. غير أنه وقعت اشتباكات محدودة بين عشرات من المشاركين في المسيرات التي أعقبت الصلاة، بعد إلقاء عدد من المشاركين فيها الحجارة وقنابل الصوت على أفراد القوة التنفيذية.
ففي مدينة غزة، في أعقاب الانتهاء من الصلاة في حوالي الساعة 1:30مساءً، انطلقت مسيرة سلمية، شارك بها المئات، من مفترق جامعة الأزهر إلى مقر المجلس التشريعي، حيث قام بعض المشاركين فيها بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه القوة التنفيذية المتواجدين أمام المجلس، وترديد هتافات مؤيدة لحركة فتح، ومعارضة لحركة حماس. وقد ردت القوة التنفيذية بإطلاق النار في الهواء وإلقاء قنابل الصوت، مما أسفر عن إصابة المصور الصحافي في القناة الفرنسية الخامسة، فردريك بات، 40 عاماً، ويحمل الجنسية الفرنسية، حيث أصيب بشظايا في ساقيه.
وأكملت المسيرة طريقها إلى مقر وزارة الداخلية القديم، في شارع النصر، حيث ألقى المشاركون فيها الحجارة باتجاه أفراد القوة التنفيذية، فقام أفراد القوة بمهاجمة المشاركين والاعتداء على عدد منهم بالضرب، واعتقال عدد آخر منهم. وفي وقت لاحق تم الإفراج عن غالبية المعتقلين من الأطفال والفتية، فيما بقى عدد آخر في السجون، رفضوا التوقيع على تعهدات تلزمهم بدفع كفالة مالية قدرها 1000 شيكل مستردة خلال ستة أشهر في حال عدم القيام بمخالفة أخرى.
ووفقاً لتحقيقات المركز وإفادات عدد من المعتقلين المفرج عنهم، فإنهم تعرضوا للضرب المبرح والتنكيل والإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة خلال عمليات اعتقالهم ونقلهم ومن ثم احتجازهم في مراكز القوة التنفيذية. وذكر أحد المعتقلين المفرج عنهم، بأن أفراد القوة التنفيذية قاموا بضربه على رأسه وعلى أنحاء جسده، بالعصي والهراوات، وأن الضرب أدى إلى جرح في رأسه. وذكر معتقل آخر، أن أفراد القوة التنفيذية انهالوا عليه وعلى من معه بالضرب المبرح بالعصي والهراوات أثناء نقلهم إلى مقر السرايا في غزة.
وأضاف أن أفراد القوة التنفيذية قاموا بتشغيل المسجل على أناشيد لحركة حماس، وأجبروهم على التصفيق. وأضاف المعتقل أن أفراد القوة التنفيذية أجبروه على التوقيع على تعهد بعدم المشاركة في نشاطات ومسيرات حركة فتح، وإلا سيدفع مبلغ (20 ألف دينار أردني)، وأفرجوا عنه في الساعة 6:30 من مساء ذات اليوم. وذكر معتقل ثالث أن أفراد القوة التنفيذية وجهوا له ألفاظاً نابية لدى اعتقاله، وأنهم قاموا بضربه على جميع أنحاء جسده. وذكر معتقل رابع أن أفراد القوة التنفيذية ضربوه ضرباً مبرحاً بالعصي والأرجل والأيدي، أثناء نقله إلى مقر السرايا في مدينة غزة، وأضاف أنه لدى دخوله مقر السرايا قاموا بحلق شعر رأسه.
وفي رفح، احتشد الآلاف من أنصار حركة فتح في ساحة النجمة في مخيم الشابورة، لأداء صلاة الجمعة، تلبية لدعوة حركة فتح بالصلاة في الساحات العامة بعيداً عن المساجد. وقبيل إقامة الصلاة، في حوالي الساعة 12:00 صباحاً، قامت القوة التنفيذية بإجبار مالك أجهزة الصوت على نقل أجهزته من المكان وإلا سيتعرض لمضايقات، مما اضطر الخطيب إلى استخدام مكبر للصوت عوضاً عن ذلك.
وفي أعقاب أداء الصلاة، خرج المئات في مسيرة طافت مخيم الشابورة. ولدى وصول المسيرة إلى منطقة ملعب برقة، وقعت مناوشات بين أفراد من حركة فتح وأنصار حركة حماس، تخللها إلقاء قنابل صوتية من قبل الطرفين، أدت إلى إصابة 11 شخصاً، بينهم 8 أطفال، نقلوا جميعاً إلى مستشفى أبو يوسف النجار. كما قام أحد أفراد حركة حماس بإطلاق عدة أعيرة نارية في الهواء في أعقاب ترديد شعارات معادية لحركة حماس، لدى وصول المسيرة إلى منزل مسئول القوة التنفيذية في رفح، سامي صالح.