رام الله -معا- تتواصل الاستعدادات الفلسطينية للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي، المقرر اقامة الدورة القادمة منه في تونس ما بين 24-28 من الشهر القادم، حيث يتوقع أن يكون هناك حضور لافت لفلسطين في فعاليات المنتدى.
وأكد يوسف حبش، عضو اللجنة الدولية للمنتدى، ممثل اللجنة الوطنية التي تحضر للمشاركة الفلسطينية، أن فلسطين ستكون حاضرة بقوة في المنتدى العالمي الذي يقام كل عامين، ويمثل أكبر تجمع للحركات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني حول العالم.
وذكر حبش أن التحضيرات الفلسطينية بدأت منذ فترة طويلة للمشاركة في المنتدى والذي سيكون شعاره العام الحالي "كرامة وحقوق"، مبينا أن هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تستضيف فيها تونس هذا الحدث العالمي.
وقال: اقامة مثل هذا الحدث في تونس مجددا، يكتسب أهمية كبيرة، خاصة في ظل الزخم الكبير الذي تحظى به القضية الوطنية في دول المغرب، وبالتالي سيكون هناك مجال لتناول الشأن الفلسطيني من مختلف الجوانب، سيما أن المنتدى يطرح قضايا متشعبة ومتنوعة تخص الشباب، والمرأة، والحقوق، والحريات، وغيرها من القضايا والملفات.
وأردف: سيكون هناك حيز كبير في المنتدى لبحث الشأن الفلسطيني من مختلف الزوايا، وهذا أمر في غاية الأهمية.
واشار إلى التجربة الماضية من المنتدى للعام 2013، عندما تبنت اللجنة التحضيرية التونسية وما يعرف بـ "المنتدى المغاربي"، تخصيص فضاء لفلسطين في فعاليات المنتدى، حيث تم اقامة زاوية خاصة لطرح القضايا المختلفة المرتبطة بالشأن الفلسطيني.
وأضاف: هذا العام سيكون ايضا هناك برنامج للجنة الفلسطينية، وهو الإطار الذي بدأ العمل عليه ليمثل المنتدى الاجتماعي العالمي في فلسطين، وهو ائتلاف من حركات اجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني، ويتم العمل على وضع آخر اللمسات على طبيعة المشاركة والترتيبات المتعلقة بها.
وبين أن برنامج المشاركة سيتضمن نشاطات ثقافية، من ضمنها عروض أفلام عن فلسطين وعروض فنية، ورسوم كاريكاتورية، ومعارض صور وغيرها.
وذكر أن زخم حضور فلسطين في فعاليات المنتدى، سيبلغ ذروته في اليوم الأخير أي 28-3، عندما سيخرج المشاركون ويقدر عددهم بعشرات الآلاف فيما يعرف بـ "مسيرة فلسطين"، كما هو الحال في النسخة الماضية، حيث شارك نحو 40 ألفا في المسيرة.
كما أوضح أنه سيتم بتاريخ 30-3 القادم، الذي يصادف "يوم الأرض"، وفي اطار اجتماع للجنة الدولية للمنتدى، طرح مسألة مقاطعة وملاحقة ومساءلة اسرائيل في القضاء الدولي، من خلال لقاء مفتوح يتضمن محامين وقضاة من أنحاء مختلفة من العالم.
وقال: سيكون هناك وفد فلسطيني كبير، سيضم ممثلين عن الحركات الاجتماعية، ومؤسسات المجتمع المدني، والاتحادات والقوى السياسية، اضافة إلى ممثلين عن منظمة التحرير، علما بأن المشاركين سيكونوا من مختلف أرجاء فلسطين التاريخية ومخيمات اللجوء والشتات.
وأضاف: هناك ما لا يقل عن 121 مؤسسة فلسطينية سجلت للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي يكتسب جانبا من أهميته كونه منبرا لتناول قضايا تتصل بكيفية وضرورة مواجهة السياسات النيوليبرالية، وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يحظى أصلا بتضامن وتعاطف كثير من الحركات والأطر اليسارية يمثلها المنتدى.
وتابع حبش: المنتدى فرصة لإبراز مدى مركزية القضية الفلسطينية، وأنها كانت ولا تزال السبب الأهم للحالة التي تشهدها المنطقة العربية.
ونوه إلى دعوة اللجنة الدولية للمنتدى، لعقد اجتماعها القادم بعد المنتدى في قطاع غزة، لكسر الحصار ودعم الشعب الفلسطيني، مضيفا "بموازاة هذه المبادرة، قدم النشطاء والاصدقاء في البرازيل مبادرتهم لكسر الحصار على غزة، من خلال اطلاق دعوة للتوجه الى القطاع، من هنا فقد بدأت التحضيرات بهذا الصدد، وتواصل المنتدى البرازيلي برسالة إلى الرئيسة البرازيلية بهذا الخصوص، التي عملت على تحويلها إلى وزارة الخارجية في بلادها من أجل تيسير وصول الوفد إلى القطاع المحاصر، عبر التنسيق مع مختلف الأطراف المعنية خاصة مصر".
وبين أن منتدى "تونس"، وما سيليه من فعاليات، لا يمثل نهاية المطاف بالنسبة للجنة الفلسطينية المشرفة على المشاركة، والتي تعمل أيضا على تشكيل اطار يعرف بـ "المنتدى الاجتماعي الفلسطيني".
وقال حبش: كانت هناك في الدورة السابقة من المنتدى، مشاركة شبابية فلسطينية قوية، حيث شارك وفد كبير ضم نحو 30 شابا وفتاة، من هنا بدأ العمل لاحقا، من خلال عقد اجتماعات متواصلة على تشكيل اطار يعرف بـ "المنتدى الاجتماعي الفلسطيني للشباب"، سيأخذ على عاتقه مهمة الترتيب لعقد منتدى شبابي فلسطيني، والمتوقع أن يتم تنظيمه أواخر شهر تموز أو بداية آب القادم، حيث سيعلن عنه في تونس، وستتم دعوة كافة الحركات الاجتماعية الشبابية حول العالم، للحضور إلى فلسطين والمشاركة ودعم نضال الشباب الفلسطيني تحت الاحتلال.