رام الله - معا- افتتح متحف جامعة بيرزيت المعرض الطلابي الرابع، بعنوان "هنا، في 66"، الذي يعرض المشاريع النهائية لطلبة مساق التصميم الحضري المتقدم في دائرة الهندسة المعمارية في الجامعة، ويشرف عليه د. يزيد عناني.
ويبحث المعرض، الذي ينظم بالشراكة مع بلدية رام الله، وبدعم من برنس كلاوس فند، في التاريخ الحضري، وخصوصًا التاريخ الحداثي في فلسطين، الذي سقط من التعريف السياسي حول ماهية فلسطين.
ويستمر المعرض حتى التاسع من نيسان المقبل، ويستقبل الزوار يومياً من الساعة 9 صباحاً وحتى 3 عصرًا، ما عدا أيام الجمعة والأحد.
يقول د. عناني: "المعرض يحاول لفت نظر المشاهد للحياة الإجتماعية التي سادت في مدينة رام الله في فترة الستينات، وبالتحديد خلال فترة الحكم الأردني، حيث تكاد هذه الفترة تغيب من الدراسة، رغم ما فيها من ظواهر إجتماعية وعمارة حديثة جديرة بالاهتمام. مؤكداً أن الطلبة قاموا بدراسة الأرشيف الخاص بهذه الفترة من خلال بلدية رام الله، وأجروا مقابلات مع مواطنين ومسؤولين ليستفيدوا من تجاربهم في تصميم المعرض.
وكان المعرض الطلابي الأول بعنوان "هذا أنا، هم نحن، وأنتم هنا"، وشكل المتحف مكانًا متاحًا لمن هم في مرحلة الدراسة والتجريب من طلاب جامعة بيرزيت والجامعات الفلسطينية بشكل عام، فشارك فيه 23 طالبًا وطالبة ممن يدرسون في مجالات ثقافية وفنية، بحيث تنوعت مشاريعهم وأسئلتهم النقدية التي حاولوا طرحها من خلال ممارستهم الفنية. أما المعرض الثاني، فكان في استوديو الطلاب ضمن مساق الفن الفلسطيني المعاصر، حيث شارك طلاب تخصصات أكاديمية مختلفة بدراسة تجربة الممارسة الفنية المعاصرة خلال فصل دراسي ليقوموا بعدها بتطوير أفكار لمشاريع فنية قدموها في معرض تجريبي في استوديو الطلاب. وجاء المعرض الثالث بعنوان "إذا كنت وطنياً"، الذي تم إنتاجه عام 2014 وعمل على تشجيع الطلاب على طرح تساؤلاتهم المختلفة حول الواقع السياسي والاجتماعي والبيئي والاقتصادي ضمن سياقات وظروف تعلم مختلفة.
وجاء في بيان وزعه المتحف، أن "المواقع الأثرية والأصولية الإثنية والهوية الدينية أصبحت المرجعية الوحيدة في صياغة مفهوم "الوطني" مثل سبسطية الرومانية أو القدس الأموية والمملوكية. ونظرا للارتباط القوي بالمدن العربية في سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بدأ مشروع الحداثة في فلسطين تحت الحكم الأردني وكأنه يوحي بنموذج لحياة اجتماعية ودينية متنوعة، أبرزت بيئة حضرية مثالية شاملة ومكانًا للتواصل الاجتماعي.
وقد خلق المشروع الحداثي آنذاك مجتمعًا متماسكًا يعكس منطقا محددا لجماليات ودينامكية حداثية خلاقة. حيث شكلت دور السينما والمدارس والفنادق والسكن الاجتماعي والشوارع العريضة والمقاهي، معالم رئيسية للمشهد الاجتماعي الفكري المزدهر لهذه المدن، وذلك بالترافق مع الصالونات السياسية والمقاهي الفكرية الداعمة للمنطق الحداثي للمدينة المعاصرة".
وأضاف البيان أنه "يمكن الإشارة إلى مدينة رام الله كمثال ساطع على المنطق الحداثي للمدينة المعاصرة، ففي الوقت الحاضر أصبحت مدينة رام الله مكانا لإعادة التشكيل البصري من قبل مؤسسات السلطة الإدارية وذلك من خلال العمارة وتخطيط المدينة، حيث تستخدم السلطة الفلسطينية المدينة كخشبة مسرح للاحتفالات والطقوس بهدف التأكيد على سلطة الدولة المستقلة الوهمية والسيادة المتعذرة. وتقوم سياسات "بناء الدولة" النيوليبرالية على إعادة اختراع تاريخ المدينة بهدف تمجيد قدوم السلطة الفلسطينية وتشكيل صورة جديدة للنسيج المعماري توحي بالنصر الوهمي لمشروع التحرير الفلسطيني، ووفقا لذلك تعرض تاريخ المدينة لمحو دائم ومستمر، إذ جرى هدم جزء كبير من الصروح الحداثية القليلة التي كانت موجودة في المدينة مثل دور السينما والبارات والفنادق والبيوت واستبدلت بمباني تجارية خاصة وأبراج الأعمال".
واختتم البيان بالقول إن "مجتمع مدينة رام الله الاستهلاكي، الذي شهد تحولات في دوره الفاعل في التغيير الاجتماعي والسياسي، يفتقد إلى الحافز لتقدير التراث الحضري وخاصة فترة الحداثة، ونتيجة لذلك لا توجد محاولات جدية للحفاظ على هذا التراث القيم كشهادة حقيقية على اللحظة التاريخية لسنوات الخمسينيات والستينيات تحت الحكم الأردني".