السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عايدة..شوكة بحلق الإحتلال

نشر بتاريخ: 01/03/2015 ( آخر تحديث: 01/03/2015 الساعة: 08:49 )
عايدة..شوكة بحلق الإحتلال

بيت لحم - تقرير معا - لا تزال رائحة الغاز تفوح بالمكان بعد اشتباكات الأمس، وحرقة الأنف وانسياب دموع العينين اللااردي نتيجتها هي أول ما يقابلك عند دخول مخيم عايدة شمال بيت لحم، المخيم الذي يشهد مواجهات ومظاهرات مع الإحتلال بشكل شبه يومي.

مواجهاتٍ يختفي بها المخيم في دخان الغاز الذي يطلقه الإحتلال، ويغرق جنود الإحتلال من خلال ذلك في ساديتهم.


65 معتقلاً في شهر ونصف
محمد لطفي الناشط الشبابي في مخيم عايدة قال لمعا " يشن الإحتلال حملة مسعورة بحق أهل المخيم فهو للآن اعتقل 65 شاباً تتراوح أعمارهم بين 15- 24 عاماً في ظرف شهر ونصف، والصق بهم تهماً كبيرةً وأحكاماً عالية أغلبها من عام الى 6 أعوام وهو ما يراه محاولة لإفراغ المخيم من الشبان ليستفرد بالأهالي العزل.


مواجهات يومية
وقال لطفي أن المواجهات تندلع بشكل يومي داخل المخيم، بسبب قرب البرج العسكري الإسرائيلي المقام على مسجد بلال بن رباح من منازل المخيم، إضافة الى البوابة العسكرية التي تقتحم من خلالها المركبات العسكرية الإسرائيلية مخيم عايدة، وأضاف بأن إعتقال الإحتلال للشبان يخلق ردة فعل عكسية لدى أقرباء وأصدقاء المعتقلين لمواجهة الإحتلال، مؤكداً أن جنود الإحتلال يفتعلون المواجهات في بعض الأحيان بتوجيه عبارات نابية عبر مكبرات الصوت للأهالي والنساء.

الإحتلال يدرب جنوده في أزقة المخيم
يقول صلاح عجارمة مدير مركز "لاجئ" في مخيم عايدة أن الإحتلال بات يدرب جنوده على عمليات الإقتحام والإعتقال واطلاق الرصاص الحي داخل المخيم، وعمليته الأخيرة التي حشد قواته الكبيرة لإقتحام المخيم قبل أسبوع من الآن هي أكبر مثال على ذلك، حيث اقتحم أكثر من 200 جندي اسرائيلي المخيم، جميعهم يرتدون الأقنعة، ويرافقهن الكلاب المدربة، " ربما لأول مرة أرى هذا الكم من الجنود وطريقة الإقتحام منذ انتفاضة الأقصى " يقول صلاح.

عجارمة يدير عدة أنشطة في مركز لاجئ منها تعليم الموسيقى والتصوير والحلقات الدراسية للمواطنين ، ولكن موقع المركز الذي يقع في منتصف منطقة المواجهات اليومية جعله والطاقم العامل عرضة للإستهداف وهو ما أدى الى اصابة اثنين من العاملين في المركز اصابات بين المتوسطة والخطيرة، وإعتقال أحدهم بعد الإصابة لثمانية أشهر.

.jpg?_mhk=96cd1390cc996a5b8c130c89d0cbf5902eae641bb62a666289a494bc79e8a107e6dc66a86219f2bd373048545ba18520' align='center' />
319196
aa0000">تحدٍ معاكس
وأضاف عجارمة أن المواجهات في عايدة ولّدت لدى الأطفال تحدٍ واضح لما يسعى اليه الإحتلال من كسر لشوكة المخيم، وارغامه على الرضوخ لسياسات الإحتلال، وتساءل "هل يريد الإحتلال من الطفل الذي اختنقت والدته أمامه في المنزل أن يبقى متفرجاً ومطالباً بالهدوء ! أم ان هذا كله يولد لديه حقداً على من فعل ذلك ! بالتأكيد سيحاول النيل ممن حاول قتل امه ؟ "

وأكد عجارمة أن المواجهات في المخيم غير جديدة وهي مستمرة لأن الإحتلال مستمر على الأرض الفلسطينية ويحتل الإنسان والشجر والحجر،ويضيف " نحن في هذه المؤسسة لدينا نشاطات للشباب تخدم أكثر من 800 شخص سنوياً، ولكننا نواجه عقبات يومياً، منها رش المياه العادمة بشكل مقصود تجاهنا".

ويختم عجارمة "من حق الشعب الفلسطيني أن يواجه الإحتلال في ظل كل هذه المنغصات، والعوائق التي يضعها على الناس لكسر شوكتهم ولكنهم لا يعرفون أن الشعب الفلسطيني عصي على الإنكسار.