تحذير من حرب دينية تعم المنطقة

القدس- معا - حذر مجلس الإفتاء الأعلى من تأجيج نار حرب دينية شعواء تحرق الأخضر واليابس في منطقتنا وبعض مناطق العالم، وذلك جراء تزايد وتيرة الاعتداءات والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، التي كان آخرها دعوات الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، وإحراق مسجد الهدى في قرية الجبعة غرب بيت لحم والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في القدس، وكذلك نية ما يسمى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اقتحام المسجد الإبراهيمي في الخليل في العاشر من الشهر الجاري، وغير ذلك من الممارسات، التي تتزامن مع قرب إجراء الانتخابات الإسرائيلية، ومحاولات بعض الأحزاب الصهيونية تحقيق مكاسب انتخابية إرضاءً لليمين الإسرائيلي المتطرف، فإن هذه الأمور جميعها تدفع المنطقة برمتها إلى حرب دينية شعواء سوف تحرق المنطقة والعالم بأكمله، محملاً سلطات الاحتلال عواقب تلك الانتهاكات والاستفزازات، مبيناً أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام الاعتداءات العنصرية التي تنال من مقدساته وأرضه وشعبه.

كما استنكر المجلس القتل العشوائي والظالم باسم الإسلام، مبيناً أن الإسلام دين رحمة وإنسانية، وينهى عن العنف والقتل ويرفض استباحة دماء الناس بغير حق ودون ضوابط مشروعة.

وناشد المجلس الأمتين العربية والإسلامية إلى بذل أقصى جهودهما العملية لحماية المقدسات الفلسطينية التي تتلظى بنار التدنيس والتهويد، فلا بدَّ من السعي الحثيث لنصرتها بكل ما أوتوا من وسائل وأساليب قبل فوات الأوان، للحفاظ على طهارة المقدسات ومنع محاولات التدنيس والتزوير والتهويد التي تجري ضدها على قدم وساق.

جاء ذلك خلال الجلسة الخامسة والعشرين بعد المائة من جلسات مجلس الإفتاء الأعلى برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين - المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية- رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وناقش المجلس العديد من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، منها حكم قراءة القرآن الكريم حسب المقامات الموسيقية وتعلم هذه الطريقة، وذلك بحضور الدكتور حاتم جلال المتخصص في علوم القرآن والقراءات والمدرس في جامعة القدس، وناقش المجلس كذلك حكم إعطاء المورفين المخدر لمريض السرطان أو المصاب بمرض عضال ويعاني من آلام شديدة نسبياً، بحضور الدكتور محمد حجازي أخصائي التخدير والإنعاش والمنتدب لهذه الغاية من قبل نقابة الأطباء.