رويضي: تحضيرات واسعة لانطلاق فعاليات احتفالية القدس عاصمة العرب الثقافية وشعبنا قادر على مواجهة التحديات
نشر بتاريخ: 04/09/2007 ( آخر تحديث: 04/09/2007 الساعة: 12:36 )
القدس- خاص "معا" - اكد المحامي احمد الرويضي مقرر احتفالية القدس عاصمة العرب الثقافية 2009 ورئيس وحدة القدس في ديوان الرئاسة ان اللجنة المكلفة بالاشراف على فعاليات احتفالية القدس عاصمة العرب الثقافية لعام 2009 تبذل جهود كبيرة على كافة الاصعدة المحلية والعربية والدولية للتحضير لهذه الفعلية وانجاحها رغم التحديات الكبيرة التي تواجه اللجنه على اكثر من صعيد.
واشار الرويضي في حديث خاص لـ"معا" الى ان الفعاليات الثقافية المقررة انطلاقها العام القادم ستشمل كافة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة وعلى رأسها القدس وداخل الخط الاخضر تزامنا مع فعاليات مماثلة في كافة العواصم والمدن العربية.
وحول تشكيل هذه اللجنة والمرسوم الرئاسي بخصوصها قال الرويضي ان القرار باعتماد القدس عاصمة العرب الثقافية اتخذ في عام 2009 بعد قرار وزراء العرب خلال اجتماعهم في مسقط في ايلول عام 2006 اثر اعتذار الحكومة العراقية ان تكون بغداد عاصمة العرب الثقافية 2009 واستجابة للوفد الفلسطيني في حينه بان تكون القدس هي عاصمة العرب الثقافية والاخذ بالاعتبار الوضع الخاص للقدس كمدينة محتلة.
ورشات عمل:
-------------
وقال الرويضي انه بعد هذا القرار لم يكن هناك اي تحرك فلسطيني للتحضير لهذا الحدث الهام الى ان وجدنا انه لا يجوز التأخر عن ترجمة هذا القرار الى واقع على الارض وان نبدأ فعلا بجعل القدس محور الحدث وان يكون الكم الاكبر من النشاطات داخل القدس اضافة الى نشاطات العواصم العربية لذلك عقدت في شهر شباط من العام الجاري ورشة عمل اولى في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس بحضور ممثلين عن المؤسسات والهيئات المقدسية لمناقشة الحدث بدعم من الملتقى الفكري العربي وخرجت الورشة بتوصية اساسية دعت الى تشكيل لجنة من خلال مرسوم رئاسي باعتبار ان القدس تحت ادارة (م.ت.ف).
واتبعت هذه الورشة بورشة عمل اخرى في رام الله في شهر نيسان 2007 كان من اهم توصياتها ضرورة استصدار مرسوم بتشكيل لجنة مع تقديم بعض التوصيات بخصوص الية تشكيل هذه اللجنة وعضويتها بحيث تاخذ بالاعتبار القدس بشكل اساسي في هذه الاحتفالات واعتبار التحدي الاساسي هو القيام بالفعاليات والنشاطات داخل المدينة.
واشار رويضي الى ان الرئاسة الفلسطينية في حينه استقبلت جملة من المراسلات من جهات عربية وفلسطينية تدعو الرئيس الى اصدار مرسوم رئاسي بتشكيل لجنة عليا للتحضير للاحتفالية, وعقدت عدة اجتماعات بحضور د رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة مع مؤسسات ثقافية محلية مقدسية وفلسطينية دعت الى اصدار هذا المرسوم وقد استجاب الرئيس لهذا الدعوة واصدار مرسوما بتاريخ 26/7/2007 يقضي بتشكيل اللجنة الوطنية العليا للتحضير للاحتفالية, واخذ بالاعتبار في تشكيلها جميع التوصيات التي طرحت خلال النقاش على ان تكون برئاسة الشاعر محمود درويش, اضافة الى شخصيات ثقافية واخرى لها علاقة بالتمويل باعتبار ان التحدي الاساسي هو احياء الحياة الثقافية في القدس, كما ضمت اللجنة شخصيات لها علاقة بالترميم والبناء في القدس باعتبار اننا نرغب في ترميم المعالم الثقافية والمقامات الدينية داخل المدينة المقدسة.
كما ضمت اللجنة ايضا شخصيات دينية عربية ودولية واخرى قادرة على الادارة باعتبار ان الحدث يدور عن لجنة تحضيرية وليس لجنة تنفذ الحدث.
تحفظات على تشكيل اللجنة:
------------------------------
وردا على التحفظات التي صدرت بحق تشكيل اللجنة قال رويضي:" ملاحظتي على هذه التحفظات هو ان بعضها يرجع الى رغبة لدى البعض بنقل الحدث بفعالياته ونشاطاته الى رام الله اما التحفظات الاخرى فهي محقة باعتبار ان بعض الشخصيات كان من الضروري وجودها في اللجنة".
واضاف:" من وجهة نظرنا هي دعوة مفتوحة للجميع للعمل من اجل القدس, ونحن لا نبحث عن اسماء ومواقع وهنا ادعو كمقرر لهذه اللجنة الى ورشة عمل موسعة بمشاركة كل القيادات السياسية والثقافية والاقتصادية الفلسطينية لنخطط معا كيف نجعل من القدس محور اهتمام سياسي وديني وروحي وقيمي وثقافي لعام 2009.
دور وزارة الثقافة:
-----------------
اما بخصوص وزارة الثقافة الفلسطينية فقد تم ا ستشارتها من خلال عدة وزراء تولوا مناصب وزير الثقافة والجميع كان مقتنعا باصدار المرسوم الرئاسي, وهنا اسجل اعتزازي للوزيرة لميس العلمي والوزير ابراهيم ابراش الذي قدم وما زال افكارا خلاقة لدفع هذا الحدث في داخل المدينة المقدسة, صحيح ان القدس هي محور الاحتفالية لكن خطة عملنا تتحدث عن نشاطات في كل المدن الفلسطينية في الضفة وغزة وداخل الخط الاخضر ومدن العالم المختلفة.
لجنة مصغرة برئاسة عشراوي:
------------------------------------
اشار رويضي الى ان اللجنة بعد تشكيلها تشرفت في اجتماعها الاول بتاريخ 11/8/2007 بحضور الرئيس حيث ركز على ضرورة بعث الحياة في داخل مدينة القدس وعبر عن استعداده لدعم اللجنة مما شكل علامة فارقة ومسؤولية جديدة للجنة, وقد انبثق عن اللجنة الموسعة لجنة مصغرة تقودها د. حنان عشراوي رئيسة المكتب التنفيذي للجنة وعضوية كل من: د. محمد اشتيه, جمال غوشة, رانيا الياس, عبد الرحمن ابو عرفة, موسى ابو غربية وكيل مساعد وزارة الثقافة, باسم ابو سمية مدير عام هيئة الاذاعة والتلفزيون, اسماعيل تلاوي الامين العام للهيئة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.
وعقدت هذه اللجنة جملة من الاجتماعات وناقشت مسائل كثيرة لها علاقة بالاحتفالية منها: شعار الاحتفالية, والتخطيط لافتتاح صفحة الكترونية وتحديد اهم الفعاليات الرئيسية للحدث والتي تشمل بموجب الخطة على سبيل المثال اقامة معارض لفنانين فلسطينيين وعالميين في القدس وخارجها وتنظيم معارض كتب حول القدس ولوحات خاصة مصور فوتوغرافية وربما مسابقة عالمية لاجمل لوحة حول القدس اضافة الى تجميع اللوحات القديمة في معارض متخصصة, وهنا راينا من الضروري اشراك الاسرى الفلسطينيين في هذا الحدث من خلال معروضات التي انتجوها خلال سنوات الاعتقال حول القدس.
وهناك تفكير باقامة معرض القدس الدولي للكتاب على غرار معارض القاهرة وبيروت ودمشق وتنظيم امسيات ادبية ومهرجانات تعنى بالموسيقى والرقص الفلكلوري وعرض الافلام وربما تنظيم مهرجان عن الفيلم الفلسطيني حول القدس واقامة مهرجانات في الشوراع والمؤسسات الشبابية التي نعنى بالاطفال واعادة الاعتبار للمواسم والامسيات المتعلقة بالقدس كرمضان وامسيلت الاعياد الاسلامية والمسيحية ونشاطات رياضية اخرى.
تحديات امام اللجنة:
---------------------
ورأى رويضي ان التحدي الكبير الذي ستواجهه اللجنة هو المتعلق بتحضير البنية التحتية لفعاليات الاحتفالية مثل ترميم المواقع الاثرية والتاريخية واحياء الاسواق واقامة مشاريع جديدة في القدس, وهذ بحاجة الى دعم وتمويل لن تتمكن اللجنة بدونه من القيام بدورها.
اما التحدي الاخر فمتعلق بالموقف الاسرائيلي الذي قد يحاول افشال هذه الفعاليات, لكن الشعب الفلسطيني اثبت انه خلاق بطبعه في ظل الحصار والتهديد اليومي لحياته, ولهذا يجب علينا التحلي بهذه الروح كي نعمل في اطار دعم وترسيخ الثقافة والحضارة في القدس, والاستعانه بالعامل الدولي الضاغط ووضع خطط بديلة وعلينا ان نثبت باننا متحضرون وشعب يستحق الدولة وله ثقافته الخاصة ومن هنا اذا تدخل الاحتلال سنبرهن للعالم كيف ان هذا الاحتلال يحارب الثقافة.
وهناك تحدٍ اخر سيكون على وزارة الثقافة والادباء والمثقفين الفلسطينيين مواجهته من خلال اقامة نشاطات تتناسب والحدث في المدن الفلسطينية المختلفة وعلى وزارة الثقافة استغلال هذا الحدث لتطوير رؤيا فلسطينية.
وختم الرويضي حديثه بالقول ان هناك نية لتشكيل لجان مساندة عربية وفلسطينية ودوليه في دول مختلفة لمساندة الشعب الفلسطيني مهمتها وضع برامج تنفذها ضمن اطار الاحتفالية في دول مختلفة بالعالم تسلط الضوء على القدس يبعدها الحضارة, كما ان هناك لجانا شكلتها بعض الدول العربية للتحضير للاحتفالية ومنها الاردن, وهناك تنسيق من خلال وزير الثقافة مع نظيره الاردني حيث سيعقد اجتماع بين الجانبين لهذه الغرض الاسبوع المقبل.