الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتخابات واحزاب: ميرتس تاريخ وايديولوجيا

نشر بتاريخ: 07/03/2015 ( آخر تحديث: 10/03/2015 الساعة: 16:18 )
انتخابات واحزاب: ميرتس تاريخ وايديولوجيا

بيت لحم- معا - ضمن السلسلة الرباعية المخصصة لإلقاء الضوء على بعض الأحزاب الإسرائيلية قبيل الانتخابات المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري خصصنا الحلقة الثالثة لحزب "ميرتس" اليساري وذلك من باب التنوع والتنقل بين اللوان الطيف السياسي الإسرائيلي ومحاولة تغطية الساحة الحزبية الإسرائيلية من أركانها الأربعة قدر الإمكان اليمين، الوسط، اليسار، والمتدينين .

أقيم حزب" ميرتس" يوم 9/3/1992 على شكل قائمة برلمانية مشتركة تضم أحزاب اليسار الصهيوني وهي حزب "راتس" برئاسة "شولاميت الوني وحزب " مبام" برئاسة "يائير تسبان" وحزب "شينوي" برئاسة "امنون روبنشتاين، وكانت "شولاميت الوني" أول رئيس للحزب الجديد

وأسفرت ولادة القائمة المشتركة عن انشقاقات داخل حزب "شينوي" حيث انسحب عدد من أعضائه لكن مكونات القائمة المشتركة قررت عام 1997 الاندماج داخل حزب واحد، ما اسفر عن انشقاق أخر داخل حزب "شينوي" حيث دخل رئيس الحزب " امنون روبنيشتاين " وعدد كبير من أعضاء "شينوي" في الحزب الجديد فيما انسحب "ابراهام بورغ" وعدد من أعضاء الآخرين وأقاموا كتلة برلمانية مستقلة احتفظت باسم "شينوي" .

وحققت "ميرتس" او " ميرتس- إسرائيل ديمقراطية" في انتخابات عام 1992 التي أعقبت إقامتها نجاحا كبيرا وحصلت على 12 مقعدا وكان عنصرا هاما في ائتلاف "اسحاق رابين " الحكومي ورأت في مشاركتها الحكومية فرصة لتشجيع "رابين" على تبني سياسات السلام وهي اوفت بذلك لكنها خيبت امال الكثيرين في مواضيع أخرى تتعلق بحقوق الإنسان والدين حيث استجابت "ميرتس" مثلا لطلب شريكتها في الائتلاف حركة شاس المتدينة استقالة زعيمة ميرتس" شولاميت الوني" من منصب وزيرة التربية والتعليم وفضلت الحركة مهمة الحفاظ على الحكومة ومنع انهيارها على رسالتها الاجتماعية والتربوية حسب رأي منتقديها .

وتطورت فكرة وحدة اليسار الصهيوني وتقرر بعد انتخابات عام 2003 اقامة كتلة يسارية جديدة باسم "ياحد" تتولى تجميع وتركيز حركات اليسار في إسرائيل بهدف العمل على إحياء معسكر اليسار الذي تراجع كثيرا لكن "ياحد" فشلت عمليا في هذه المهمة ولم يوافق على الاندماج سوى حزب "ميرتس" وحزب"شاحر" برئاسة "بيلن" وحتى اعضاء حزب العمل الموصوفين بالحمائم مثل عمرام متسناع وبرهام بورغ ويولي تامير رفضوا الانضمام الى "ياحد" وحتى " رومن برونفمان " الممثل الوحيد لحركة "الخيار الديمقراطي " رفض الانضمام الى الحزب او الكتلة اليسارية الجديدة لكنه بقي عضوا في القائمة المشتركة.

واتفق عام 2005 على تغيير اسم الحزب ليتحول إلى "ميرتس- ياحد " ورغم ان الاسم الرسمي تحول إلى "ميرتس – ياحد " خرج الشعار الانتخابي عام 2006 تحت الاسم التاريخي "ميرتس".

ورغم أن "ميرتس" ترفض وصف نفسها كحزب ليبرالي تجد المبادئ الليبرالية في كثير من توجهاتها المختلفة الخاصة بحقوق الإنسان تحديدا وفصل الدين عن الدولة وحرية الدين "العبادة " وحرية الانعتاق من الدين وظهرت على سبيل المثال دعما واسعا لمجتمع مثلي الجنس ومبادئ حرية التعبير وحرية التجمع والتنظيم وكل ذلك إلى جانب معارضتها الشديد لمبادئ الليبرالية الكلاسيكية كما تعارض الليبرالية الاقتصادية وتقترح تبني سياسة اقتصادية تقوم على دولة الرفاه ووجود قطاع عام قوي، وتقليص عدم المساواة، وتبني القوانين الناظمة وفرض الرقابة بما يمنع استغلال العمال والمستخدمين ويحمي الأموال العامة.

وسياسيا تؤيد حزب "ميرتس" الحوار مع الفلسطينيين وتوقيع اتفاق سلام يتضمن انسحاب إسرائيل من الغالبية العظمى من أراضي الضفة الغربية وترسيم الحدود استنادا للخط الأخضر مع تعديلات متفق عليها تقوم على مبدأ تبادل الأراضي وإخلاء المستوطنات وتقسيم القدس إلى عاصمتين للدولتين كما يؤيد الحزب إبرام اتفاق سلام مع سوريا يتضمن انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة .


وتصنف "ميرتس" نفسها من الناحية الاقتصادية- الاجتماعية كحزب اشتراكي – ديمقراطي وتدعم بقوة فكرة إقامة دولة الرفاه وتحقيق مبدأ تساوي الفرص وهي عضو في الاشتراكية الدولية وعضو مراقب في تجمع الأحزاب الاشتراكية الأوروبية العاملة ضمن مؤسسات الاتحاد الأوروبي وهي عضو في الهيستدروت الصهيونية العالمية ولها كتلة تمثلها داخل نقابة العمال العامة الجديدة "الهيستدروت " لتلتقي بهذا الموقف والموقع مع حزب "العمل " .

ويعارض الحزب كل انواع التمييز ضد المرأة وتدعم نظام تمثيل "الكوتا" في القطاع العام وتحظى النساء ضمن قائمة "ميرتس" الانتخابية لمقعدين مضمونين ضمن كل خماسية " كل 5 أعضاء" ما يعني 40% " إذا انتخب 3 رجال سيكون مقابلهم سيدتين واذا تم انتخاب 3 سيدات سيكون مقابلهن س رجلين ".


وتدعم " ميرتس" خلافا لمبادئ الليبرالية الكلاسيكية "وبكل قوة سن قانون يجرم مستهلكي لخدمات الجنسية بحيث تصيح وفقا للقانون كل حالة استهلاك لخدمة جنسية مخالفة يعاقب عليها القانون "الزبون" .
ويعارض الحزب معاقبة مستهلكي "القنب" او " الحشيش" لكنه يؤيد فرض عقوبات رادعة على تجار المخدرات "القوية " او "الصعبة" .

وأضافت "ميرتس" عام 2015 على برنامجها بندا يتعلق "بالمتسللين الأفارقة" حيث أعربت عن تأييدها لإغلاق منشاة الاعتقال في منطقة "حولوت" بالنقب ومنح هؤلاء حقوق اجتماعية وخدمات صحية واقامة مراكز استيعاب وإلغاء شرطة الهجرة التي تطاردهم .
واخيرا تولى رئاسة الحزب تاريخيا شولاميت الوني من 1992- 1996 ، يوسي ساريد من 1996-2003 ، يوسي بيلن من 2003-2008 وأخيرا الرئيسة الحالية زهافا غولؤون التي تولت قيادة الحزب من 2012 حتى ألان .

متابعة فؤاد اللحام