السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير منذر الحاج محمد … بلا أسنان منذ ثلاث سنوات

نشر بتاريخ: 07/03/2015 ( آخر تحديث: 07/03/2015 الساعة: 15:10 )
رام الله - معا - كطفل صغير لا يستطيع مضغ الطعام أو أكل كل ما يحلو له أو تشتهيه نفسه، هكذا أصبح حال الأسير منذر خلف الحاج محمد (39 عاما) من بيت دجن إحدى قرى محافظة نابلس والمحكوم بالسجن 30 عاما، بعد أن فقد كل أسنانه داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

منذ عام 2006 وبعد اعتقاله بثلاث سنوات بدأت أسنانه تتعرض لمشكلات صحية، وأخذت تسقط الواحد تلو الآخر مع استمرار الإهمال الطبي، وعدم تقديم العلاج المناسب له من قبل إدارة السجون الإسرائيلية.

لم يرضخ الأسير منذر لسياسة الإهمال الطبي، وأصر على حقه كأسير بالعلاج وأخذ الدواء المناسب، فباشر برفع الشكاوى ضد إدارة السجن الذي يقبع فيه، ووصلت تلك الشكاوى لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية.

فما كان من ادارة السجون إلا أن ساومت الأسير على التنازل عن تلك الشكاوى مقابل السماح له بالعلاج وتوفير ما يلزمه من دواء، ونظرا لتعرضه لتنقلات مستمرة بين سجون الاحتلال، لم يفلح الأسير في الحصول على ما أردا من علاج عبر تلك الشكاوى، التي ينتهي مفعولها بمجرد نقله من سجن لآخر، ولم تلتزم ادارة السجون بتقديم العلاج كما وعدته.

طالب الأسير مرارا وتكرار تركيب أسنان جديدة له، لكن جوبهت كل طلباته بالرفض أو عدم الاهتمام من السجان الإسرائيلي وإدارة السجون، ومنذ ثلاثة أعوام وحتى اليوم يخلو فمه من أي ضرس او طاحونة.

معاناة حقيقية يعيشها الأسير مع الطعام والكلام، فلا يستطيع مضغ أي طعام أو أكل الخبز كما باقي رفقائه في الأسر، ويحرم من أصناف كثيرة مما يشتهيه من الطعام، وهو ما يؤكده شقيقه الأسير المحرر مؤخرا نضال الحاج محمد، والذي أمضى برفقة شقيقه في سجني جلبوع وشطة ما يقارب تسعة شهور.
بعد أن أصبح فمه بدون أسنان، وجد الأسير منذر في الحليب و “البسكويت” حلا لمشكلة صعوبة مضغ الطعام، فتحول ذلك لطعام يومي يناوب الأسير على تناوله صباح مساء باستمرار حتى اليوم.
تطالب عائلة الأسير بتوفير علاج مناسب وبأسرع وقت، وأبدوا استعدادهم أن يكون العلاج على نفقتهم الشخصية، أو أن تتكفل هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين بالعلاج، مع إدراكهم التام أن المشكلة في الاحتلال الذي يمنع العلاج والأطباء من دخول السجون والمعتقلات لعلاج الأسرى المرضى عموما.

وكان الاحتلال قد اعتقل الأسير منذر في الرابع عشر من شهر أيلول لعام 2003 في قرية عصيرة الشمالية قرب نابلس، بعد مطاردته لمدة ثلاث سنوات بتهمة إنتمائه لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح المسلح للجبهة الشعبية، ووقوفه وراء تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال.

واكد مدير مركز “أحرار” لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن الاحتلال يستقوي على الأسرى المرضى من خلال حرمانهم من العلاج، مشيرا أن الاحتلال يستمر بتنفيذ سياسة الإهمال الطبي بشكل واضح ومتعمد بحق الأسرى، والامثلة كثيرة جدا ولا تحصى.

وطالب الخفش المؤسسات الصحية العالمية بالنظر لأوضاع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وكشف الغطاء عن انتهاكات الاحتلال بحقهم.