نشر بتاريخ: 08/03/2015 ( آخر تحديث: 09/03/2015 الساعة: 14:55 )
بيت لحم- معا - أثارت الوثيقة التي كشفها ناحوم برنياع، في صحيفة "يديعوت احرونوت"، في نهاية الأسبوع، حول ما كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على استعداد لتقديمه للفلسطينيين، اثارت عاصفة كبيرة في الجهاز السياسي. وتعرض نتنياهو الى هجوم من قبل اليمين واليسار، على التنازلات المفاجئة التي تم تفصيلها في الوثيقة، والفارق بين تصريحاته العلنية وما حدث من وراء الكواليس.
وتلخص تلك الوثيقة التي كتبت عام 2013 سنوات طويلة من المفاوضات التي جرت بين المحامي يتسحاق مولخو، كاتم اسرار نتنياهو، وحسين آغا، الذي اعتبر ممثلا لعباس.
وكان يفترض بتلك الوثيقة ان تشكل قاعدة للمحادثات الرسمية التي بدأت في تلك الفترة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بمبادرة وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
وفتح نتنياهو في تلك الوثيقة الباب امام العودة الى حدود 67 مع تبادل للأراضي، واعترف بشرعية طموحات الفلسطينيين في القدس الشرقية ومنحهم السيطرة على غور الاردن، بل فتح الباب امام امكانية عودة اللاجئين الى اسرائيل على أساس فردي، واخلاء المستوطنين من الضفة والابقاء على من يرغب تحت السيادة الفلسطينية.
وهاجم رئيس البيت اليهودي وعضو المجلس الوزاري المصغر، نفتالي بينت، رئيس الحكومة في اعقاب كشف الوثيقة، واكد ان نتنياهو اقترح على الفلسطينيين تنازلات كبيرة. وقال ان الوثيقة المنشورة حقيقية والوقائع صحيحة. انا اعرفها عبر قنوات دبلوماسية. واضاف: "لقد انتهى حفل الاقنعة، الانفصال القادم اصبح هنا، ومرة اخرى يقوده الليكود وتسيبي لفيني. لقد تحولت انتخابات 2015 الى استفتاء عام حول اقامة فلسطين على حدود 67. ويتضح ان الاماكن التي القيت فيها خطابات مؤثرة في الآونة الأخيرة معدة للهدم والباصات باتت جاهزة لطرد اليهود من بيوتهم".
وقال رئيس حزب "اسرائيل بيتنا"، وزير الخارجية افيغدور ليبرمان انه لو تم طرح الوثيقة للمصادقة عليها في الحكومة لكان سيعارضها بشكل مطلق. واعتبر "انها تكرار لأخطاء الحكومة البالغة التي تم ارتكابها خلال الانفصال، دون استخلاص للعبر".
واضاف: "هذه الوثيقة لاتحل المشاكل الصعبة التي تواجهها اسرائيل: الحاجة الى انهاء سلطة الارهاب في غزة ومسألة عرب اسرائيل. مثل هذا الاتفاق الذي سيوقع مع الفلسطينيين فقط يعتمد على فوهة ابو مازن المسحوقة الذي ثبت انه ليس محاورا جديا".
وانتقدت تسيبي ليفني نتنياهو، ايضا، وقالت انه يتهم اليسار بتقديم تنازلات، لكنه كان مستعدا للتنازل اكثر من الجميع. لقد حصلنا نحن على رسالة بوش، وحافظنا على مصالح إسرائيل، وتوصلنا الى اتفاق ينص على ان مشكلة اللاجئين ستلقى حلها في الدولة الفلسطينية وليس في إسرائيل، والان تكشف يديعوت احرونوت ان بيبي يتجاوز مصالح إسرائيل، ومنها مبدأ عدم تحقيق العودة. من ناحية يتنازل في قضايا اشكالية، لا حاجة لتقديم تنازلات فيها، ومن ناحية لا يحظى بدعم العالم والفلسطينيين لأنه لا احد يصدقه".
وكان نتنياهو قد ادعى في نهاية الأسبوع انه لم يقدم أي تنازل في القضايا التي كشفتها الوثيقة. وخرج للدفاع عنه وزير امنه موشيه يعلون ووزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شطاينتس. وقال يعلون ان "هذه المسودة لم يصادق عليها من قبل الاطراف، وهي ليست ذات صلة. هذا النشر يتلاعب بمسودة واحدة من بين وثائق كثيرة طرحتها الولايات المتحدة على الطاولة بهدف التوسط بين الطرفين وعرض تفاهمات كمقدمة للمفاوضات".
وادعى شطاينتس ان توقيت النشر ينبع عن دوافع سياسية. والهدف هو ليس كشف شيء امام الجمهور وانما نقل اصوات من الليكود الى احزاب اخرى وشق طريق هرتسوغ وليفني نحو ديوان رئيس الحكومة".
وتجند صحيفة "يسرائيل هيوم" الوسيط الامريكي دينس روس للدفاع عن نتنياهو، وتنشر على لسانه "ان نتنياهو لم يوافق على خطوط 67 وتقسيم القدس وحق العودة". وفي تصريح ادلى به للصحيفة قال روس، الدبلوماسي الذي ادار الاتصالات مع المحامي مولخو والممثل الفلسطيني، ان "المقصود كان اجراء عصف ذهني هدفه التوصل الى وثيقة امريكية كان يمكن للأطراف الاعتراض عليها. وخلال سنوات من النقاش اقترحنا عدة مسودات قبل وبعد آب 2013، ولكنه لم تكن هناك وثيقة في آب 2013. وعلى كل حال فان الاتصالات لم تنجح للأسف".
وكان الليكود قد ادعى في نهاية الاسبوع ان الوثيقة تضمنت القضايا التي لم يكن نتنياهو مستعدا للتسوية عليها، لكن "يديعوت احرونوت" عرضتها كوثيقة تنازلات من جانب نتنياهو. وقال مكتب نتنياهو ان "محادثات المحامي مولخو جرت بوساطة امريكية ولم تسفر عن أي اتفاق، وقد عالجت محاولة خلق اقتراح امريكي يهدف الى تحريك المفاوضات، في حين كان يمكن لكل طرف التحفظ من البنود التي لا يوافق عليها. وقد طرحت طوال سنوات وثائق لم يتم الاتفاق على أي منها، وحتى لو طرحت وثيقة امريكية ما فان رئيس الحكومة اعلن مسبقا انه سيعارض البنود التي تتعارض مع مواقفه".
وشن الليكود، باسم نتنياهو، هجوما على صحيفة يديعوت احرونوت" وصاحبها نوني موزيس، وكتب في بيانه ان "هذا هو مجرد هراء سياسي آخر من قبل موزس، هدفه واضح: نشر ادعاءات كاذبة ضد رئيس الحكومة نتنياهو قبل عدة أيام من الانتخابات في سبيل تقليص عدد نواب الليكود، وتتويج اليسار، برئاسة بوغي وتسيبي وبدعم من القائمة العربية المتضخمة. وادعت اوساط في الليكود ان نشر الوثيقة هو كما يبدو "انتقاما" امريكيا في اعقاب خطاب نتنياهو في الكونغرس. ولم تستبعد المصادر ان تكون ليفني هي المصدر لأنها تملك مصلحة في كشف التفاصيل.