هكذا يصطاد "داعش" العرائس الأوروبيات
نشر بتاريخ: 10/03/2015 ( آخر تحديث: 11/03/2015 الساعة: 18:32 )
بيت لحم- معا - بلغ عدد التلميذات البريطانيات اللواتي سافرن الى سورية خلال الأشهر السبعة الأخيرة ثماني تلميذات باستخدام طريق بات يعرف باسم "طريق العرائس الجهاديات"، بينما عرضت المئات من النساء البريطانيات المخدوعات الزواج من متطرفي داعش عبر النت.
وقد تكون الارقام اعلى بكثير، ذلك ان الشرطة وأُسر الفتيات تتكتم على بعض الحالات، الامر الذي اثار مخاوف من ان وكالات مكافحة الارهاب البريطانية ربما بدأت تخسر المعركة ضد تطرف الشباب المسلم عبر الشبكة العنكبوتية. وتشير تقارير الى ان صديقات الدراسة شميمة بيغوم (15 عاما) وخديجة سلطانة (16 عاما) واميرة عباسي (15 عاما)، الطالبات باكاديمية بيثنال غرين، قد وصلن الى سورية برحلة جوية من مطار غيتويك الى تركيا في اوائل شهر فبراير الماضي، ليلحقن بفتاة رابعة من نفس المدرسة (لم تسمَّ) كانت سبقتهن الى هناك في شهر ديسمبر الماضي.
وينحى المراقبون باللائمة على مواقع الكترونية متطرفة تعرض ترتيب زيجات بين النساء المسلمات والمتطرفين في تشجيع الفتيات الشابات العرضة للاغواء على السفر الى سورية بوصفهن ما يسمين ب"عرائس الجهاد".
وتشير مصادر أمنية الى ان مئات النساء البريطانيات الراغبات في الزواج تقدمن بطلبات للاقتران بمسلحين يقاتلون جنبا الى جنب مع متطرفي تنظيم داعش.
وتلقى مقاتل شهير من الجنسية الاوروبية سيلا من طلبات الزواج من نساء من جميع انحاء العالم، رغبة منهن في ان يقترنَ "بجهادي" على حد زعمهن.
ويستخدم موقع وسيط الزواج المعروف باسم "جهاد ماتش ميكر" شعارات براقة خادعة تروج لما تدعي انه زواج بالحلال. ويقول الحساب الرسمي للموقع على تويتر "وسيط الزواج الجهادي متوفر لتزويج الباحثات عن زواج هنا في سورية".
وذكرت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية ان الشابة أقصى محمود، الاسكتلندية من أصل باكستاني، هي رئيسة لفرقة نسائية داعشية في الرقة السورية، وتعمل عبر الموقع على اغراء الفتيات البريطانيات بالسفر الى سورية.
وليس معروفا عدد العرائس الذين زوجهم الموقع بمقاتلين متطرفين ولكن عدد متابعيه من الاناث يصل الى 378، معظمهن نساء غربيات مسلمات.
ويشجع الموقع النساء المسلمات الراغبات في الزواج على الاتصال بالمقاتلين عبر طرف ثالث او وكيل ينوب عن المرأة في عقد الزواج باعتباره وليها. وهكذا يخدع الموقع طالبات الزواج بان كل اجراءات القران تتم وفقا للشريعة الاسلامية.
وسلكت التلميذات اللواتي هربن من بريطانيا في الاسبوع الاخير من شهر فبراير نفس الطريق الذي سلكته توأمتان من مانشستر في سن 17 عاما، وفتاة من بريستول (15 عاما) ورابعة من جنوبي لندن (17 عاما). ومن المعتقد ان الفتيات الأربع اقترن بمقاتلين في سورية وصولا اليها من مطارات بريطانية عبر اسطنبول.
وكانت توأمتا مانشستر، سلمى وزهراء هالين قد انضمتا الى داعش في يونيو من عام 2014 لتصبحا اول تلميذتين بريطانيتين تهربان الى سورية. وتشير تقارير الى انهما ترملتا عقب مقتل زوجيهما في معارك مع القوات الكردية او في الغارات التي تشنها قوات التحالف.
وفي اكتوبر الماضي غادرت طالبة الثانوية يسرا حسين(15 عاما) مدينتها ايستون في بريستول برفقة مراهقة اخرى تدعى سامية ديري (17 عاما)، ووصلتا سورية عبر تركيا.
وكانت الفتاتان تخططان لدراسة الطب قبل ان تتشبعا بالأفكار المتطرفة عبر الانترنت. وسعى ابواهما ابراهيم وخضرة لإعادتهما الى بريطانيا ولكن بلا طائل. واتصلت يسرا البالغة من العمر 17 عاما الآن بصديقاتها عبر وسائط التواصل الاجتماعي لتفيدهم بأنها متزوجة الان. كما انها ظلت تواصل الاتصال بتلميذات المدارس منذ وصولها الى سورية.
وكشف تحقيق استقصائي عن وجود خلية في المملكة المتحدة ترتبط بتنظيم داعش تعرض أموالا للفتيات في عمر 17 عاما لتزويجهن بالمقاتلين في سورية.
وذكر التحقيق أن "المال يأتي من داعش عن طريق البترول المسروق وأموال الفدية التي يحصلون عليها للإفراج عن الرهائن وهو يرسل الأموال إلى الخلية في بريطانيا عن طريق شركات نقل الأموال الشهيرة وعلى دفعات صغيرة".
وتشير التقديرات الى ان 60 امرأة يعشن مع مقاتلي تنظيم داعش في سورية حاليا.
ولكن، هل تعيش عرائس داعش حياة زوجية طبيعية ام يبعن في سوق النخاسة؟ وما سر تهافت مقاتلي التنظيم على الحصول على الفياغرا وملابس النوم النسائية المثيرة؟ هذا ما سنكشف عنه في الحلقة المقبلة.
"جريدة الرياض"