بصراحة ..
نشر بتاريخ: 11/03/2015 ( آخر تحديث: 11/03/2015 الساعة: 15:57 )
بقلم: بدر مكي
افريقيا .. في فلسطين
يواجه الفدائي الشاب نظيره من جنوب افريقيا في استهلال استعداده الجدّي للتصفيات التمهيدية المؤهلة لريو بالبرازيل، الأولمبي قطع شوطاً طيباً في التحضير لتلك المشاركة الدولية، بقيادة المدرب الوطني عبدالناصر بركات .. وجنوب افريقيا صديقة شعبنا ورمزها مانديلا رفيق درب أبو عمار في عملية التحرر والانعتاق من الجلادين أبطال التمييز العنصري.
ويولي اللواء جبريل الرجوب أهمية قصوى لتلك المشاركة، والتقى بكتيبة الفدائي الأولمبي أكثر من مرة، حاثّاً إياهم على ضرورة أن يكونوا قدوة في الأخلاق والانضباط والالتزام، لأنهم سفراء فوق العادة في عرض قضية فلسطين العادلة أمام العالم من خلال لعبة كرة القدم، التي تعاني الأمرين من إجراءات وخروقات المحتل بحق اللاعبين والمنشآت الرياضية، وعليهم إدراك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في مواصلة العمل لتحقيق انجازات رياضية تتماهى مع الثورة الرياضية التي يشهدها الوطن، تلك الثورة التي تغيظ الاحتلال، الذي يحاول الاستيلاء على إرادتنا ومصادرة حقنا في اللعب.
وعلى جماهيرنا الرياضية في كل مكان .. ضرورة التوجه إلى ملعب المباراة في دورا، لمؤازرة الأولمبي، الذي يتحلّق حوله أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده، وأصبحت منتخباتنا تعمل على توحيد شرائح المجتمع، وهذا ما لاحظناه ولمسناه في مشاركة الفدائي في استراليا.
إن لقاءنا مع الأصدقاء من جنوب افريقيا .. يعتبر لقاء تاريخي بامتياز لما يحمله من دلالات ومعاني كبيرة، يحملها هذا الحدث سياسيا ورياضيا، وعليه مهمة اسناد ودعم الفدائي الشاب هي مسؤولية وطنية واجتماعية، يتطلب من الجمبع الوقوف عند مسؤولياته، وعلى لاعبينا ضرورة تشريف الكرة الفلسطينية التي أصبح يشار لها بالبنان، بفضل سهر الليالي من قبل قيادة الحركة الرياضية التي نجحت في الوصول إلى الفضاءات القارية والدولية.
إن الفدائي الشاب سيواجه في رحلته الرسمية في التصفيات الأولمبية منتخبات من العيار الثقيل، السعودية وإيران (مستضيفة التصفيات)، بالإضافة إلى نيبال وأفغانستان.
كلنا أمل أن يحقق الأولمبي المطلوب منه في ظل التطور الحاصل والآمال المعقودة على الأولمبي، الذي يمثل مستقبل كرة القدم الفلسطينية لسنوات قادمة.
مجدي .. والمجد في جمعية جيل الأمل .. التي تعنى بالأيتام من أبناء شعبنا .. خرج من بين هؤلاء عدد من لاعبي كرة الطاولة.. الذين تألقوا في بطولات الضفة للعبة في فئة البراعم .. ولقد شاهدتهم بأم عيني في بطولة البراعم على مستوى الضفة .. قدموا أداء متميزاً .. كان مدربهم مجدي حامد من قرية سلواد.. ويقود الفرسان الأيتام .. سلبوا القلوب.. بأدائهم وأخلاقهم العالية.. انطلقت الكلمات من فم مجدي.. يشرح ويفصّل عن جمعية الأمل التي تحتضن أكثر من 90 يتيماً من أبناء شعبنا.. وإنهم يعشقون الرياضة وخاصة ألعاب الطاولة والطائرة والقدم.
مجدي عاش اليتم ولهذا أصر أن يكون بينهم، حتى كبر وأصبح مدرباً لهم .. ولكن هؤلاء يحتاجون إلى وقفة جادة .. حتى نرسم البسمة على شفاههم، كما فعل أصدقائي رضوان الشريف ومنير الغول ويوسف فتيحة وابراهيم العباسي وخليل بدر وعز القاق، وهناك آخرون.
يقول مجدي، إنّ الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم).. قالها: أنا وكافل اليتيم في الجنة.. نعم في الجنة، وقد أشار بأصبعيه السبابة والوسطى .. هي اخلاق الاسلام .. علينا جميعاً أن نقف مع هؤلاء .. حتى نشعر بأننا موجودين فعلاً.
اتحادات .. تأخذ دورها
تزداد وتيرة إقامة البطولات في كافة الألعاب الرياضية، فقد أصبح كل أسبوع حافل ببطولة على صعيد الضفة أو غزة، وهذا الحراك الرياضي يصب في مصلحة مشروعنا الوطني.. بطولة للتايكواندو وأخرى للطاولة، وثالثة للجودو ورابعة بالسلة وهكذا .. والطائرة واليد والشطرنج .. يواصلون العمل بلا كلل .. وكل ذلك ضمن أجندة معدة سلفاً .. ناهيك عن بطولة الفروسية الدولية وماراثون دولي يتجدد سنوياً.. رغم معيقات الاحتلال .. فعدد كبير من الاتحادات الرياضية .. انخرط في العمل .. ولا تنقص أعضاء الاتحادات الإرادة في المشاركة في بناء جيل فلسطيني قادر على خدمة أبناء شعبنا.. وقد فعل ذلك .. أبناء شعبنا عندما كانوا في الشتات .. ولكنهم اليوم يصنعون ملحمة ليساهم في الثورة الرياضية التي يقودها اللواء الرجوب.. الذي شكل هذه الاتحادات عبر اللجنة الأولمبية .. ولم يقصر رغم الأزمة المالية التي تمر بها السلطة في توفير الحد الادنى المطلوب لنشاطات الاتحادات المحلية ومشاركتها الخارجية.
إذن الجسم الرياضي .. يساهم من خلال دوره .. في توفير مقومات قضاء وقت الفراغ كما يجب للآلاف من أبناء شعبنا .. وقد تحولوا إلى سفراء لبلدهم في المحافل العربية والدولية.. لأنهم يؤمنون بأن على أرضهم وحدهم فلسطين .. مايستحق الحياة.