السبت: 02/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلنرفع القبعة لباريس سان جيرمان

نشر بتاريخ: 12/03/2015 ( آخر تحديث: 12/03/2015 الساعة: 16:40 )
فلنرفع القبعة لباريس سان جيرمان
بقلم: مجد البهو
لم يعتقد مُعظم المتابعين بأن مباراة التشيلسي الانجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي ستنتهي بهذه الطريقة على ملعب ستامفورد بريدج في لندن. فبعد تحقيق نتيجة التعادل الإيجابي بهدف لمثله في ملعب حديقة الأمراء في فرنسا؛ كان الاعتقاد السائد بأن هذه النتيجة ستُعطي الارتياح للمدرب البرتغالي جوزيه مورينهو وفريقه تشيلسي الذي سيجعل من الفرنسيين فريسة سهلة في لندن كما فعل الموسم الماضي.

وتعزَّزت هذه الاعتقادات بعد طرد المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش في الدقيقة الحادية والثلاثين من عمر اللقاء؛ وعلى الرغم من أن الطرد لم يكن مستحقاً؛ لكن القرارات على أرض الملعب تبقى تقديرية للحكم؛ ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحميل الحكم مسؤولية نتيجة المباراة.

شخصياً تنبأت منذ البداية وقُلت لبعض الأصدقاء بأن المباراة ستكون صعبة على التشيلسي وأن السان جيرمان هو الأقرب للتأهل؛ وفي هذا المقال أود مناقشة بعض أسباب هذا التأهل المُشرف للسان جيرمان.

نقص عددي لا يعني شيئاً
كان الاعتقاد بأن السان جيرمان سيَنهار بطرد زلاتان ابراهيموفيتش؛ وأن التشيلسي سيستغل هذا النقص العددي ليقبض على ما تبقى من أمل للفرنسيين؛ ولكن على العشب الأخضر؛ لا السان جيرمان انهار ولا مورينهو وفريقه استغلوا تفوقهم العددي؛ شخصياً لم أشعر بغياب زلاتان بل على العكس حسبت السان جيرمان يلعب باثني عشر لاعباً بدل أحد عشر. واصل السان جيرمان المباراة غير آبه للنقص العددي؛ وهذا يحسب للمدرب الفرنسي لوران بلان الذي لعب بالدفاع المتقدم وحرم لاعبي التشيلسي من طرق أبواب الحارس سيلفاتوري سيريغو.

لاعب كألف
لا أدري إذا كان جوزيه مورينهو نادم على التفريط بقلب الدفاع البرازيلي دافيد لويس الذي أعتبره من أفضل المدافعين في العالم؛ عدا عن الحس التهديفي العالي لهذا اللاعب الذي حرم فريقه السابق من التأهل بكرة رأسية وكأنه سددها بقدمه؛ ثبت فيها واحداً من أفضل الحراس في العالم تيبو كورتوا وعاد بالسان جيرمان إلى ميدان المنافسة وأجبر السبيشال على العودة إلى نقطة الصفر.

الحديث هنا لا يتوقف على دافيد لويس؛ بل يشمل كل لاعبي الفريق الباريسي؛ فتياعو سيلفا مثلاً مدافع برازيلي آخر؛ تسبب بركلة جزاء غريبة لتشيلسي في الدقيقة ٩٦ ترجمها ادين هازارد الحاضر الغائب إلى هدف كاد أن يقصي الباريسيين؛ لولا أن سيلفا استمر بالاندفاع وقاده حماسه لإحراز التعادل في الدقيقة ١١٤ الذي قضى على معنويات الانجليز تماماً.

في المحصلة؛ لاعبو باريس سان جيرمان كانوا أفضل من لاعبي تشيلسي بجميع المقاييس؛ بدنياً وذهنياً، آمنوا بحظوظهم بالعبور من لندن؛ على عكس الانجليز الذين على ما يبدو تيقنوا من التأهل أكثر من اللازم ما أثر سلباً على آدائهم.

مفاتيح لعب تشيلسي تائهة
أين ادين هازارد المراوغ الفنان المزعج لدفاع الخصوم الذي يعد الأول في تمويل المهاجمين بالكرات بل وأيضاً في التهديف؟ أين ذهب سيسك فابريجاس الدينامو الذي يقدم آداءً مُقنعاً وسط الملعب؟ يحسب لمدرب الفريق الباريسي أنه أغلق كل المنافذ والطرق على هذين اللاعبين؛ ليبقى دييجو كوستا "السيء" معزولاً لا تصله الكرات كما يجب، بهذا كسب السان جيرمان معركة وسط الملعب وأجبر التشيلسي على التراجع في الكثير من فترات المباراة.

مورينهو قامر بورقة التأهل فخسرها
لا يُمكن أن نتخيل أي فريق كرة قدم في العالم يلعب بلا وسطه؛ بإصابة ماتيش ودخول زوما بديلاً عنه ضعف خط وسط التشيلسي؛ مع كل الاحترام لزوما ولكل اللاعبين؛ لكنه لا يمكن أن يسد الفراغ الذي يتركه ماتيتش. ما عقد الأمور على تشيلسي خروج أوسكار ودخول ويليان؛ فمع الدور المهم لويليان في المساندة الهجومية وإعطاء الزيادة العددية؛ إلا أنني أرى أن أوسكار أكثر انضباطاً منه.

قرر مورينهو أن يُقامر بورقة التأهل عندما سحب البرازيلي راميريز الذي يؤدي دور تكتيكي دفاعي جيد على الرغم من أنه كان سيئاً أثناء اللقاء؛ ودفع بدروجبا الذي أثقله التقدم في السن في خط الهجوم، أصبح التشيلسي يلعب بدون وسط تقريباً وهذا أثر عليه من ناحيتين؛ الأولى أن دروجبا لم يقدم شيئاً يذكر في خط الهجوم؛ بل خسر الكثير من الكرات لصالح السان جيرمان والثاني أن الوسط الهجومي لتشيلسي أصبح يلعب أدواراً دفاعية مبالغ فيها لسد الفراغ الذي تركه ماتيتش وأوسكار.

الحياة مدرسة؛ ومدرب داهية كالبرتغالي مورينهو لا بد وأنه يأخذ الدروس والعبر من مثل هذه المواقف، مبروك للسان جيرمان التأهل لدور الثمانية وحظاً أوفر للتشيلسي في العام المقبل.
فريق يوقف هجوم تشيلسي الذي سجل ٥٧ هدفاً في الدوري الانجليزي الممتاز وبعشرة لاعبين؛ ويسجل هدفين في واحد من أقوى الفرق دفاعياً في العالم وعلى ملعبه الذي لم يقبل عليه ولا هدف في آخر ١٢ مباراة؛ يستحق أن يكون بين الكبار في أوروبا.

أرفع القبعة للسان جيرمان!